صيف الإمارات: أمراض موسمية تطال الأطفال والأطباء يحذرون

يقول الأطباء إن زيادة التفاعل في البيئات الجماعية تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية خلال الموسم الدراسي
صيف الإمارات: أمراض موسمية تطال الأطفال والأطباء يحذرون
تاريخ النشر

أفاد الأطباء بزيادة في عدد المرضى من الأطفال في الأسابيع الأخيرة، حيث يعاني العديد منهم من أعراض الحمى الشديدة والإسهال والقيء والسعال المستمر.

مع استمرار الأمراض الموسمية خلال فترات تغيّر الطقس، يدعو كل من العاملين في القطاع الصحي والمعلمين أولياء الأمور إلى إعطاء الأولوية لتعافي الأطفال الكامل، وضمان ترطيبهم الجيد، واتباع الإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى وحماية المجتمع بشكل عام.

وقال الدكتور أمجد محمد حيدر، استشاري طب الأطفال في المستشفى الدولي الحديث بدبي، لصحيفة خليج تايمز: "سجّلنا زيادة ملحوظة في زيارات الأطفال خلال الأسابيع القليلة الماضية. حيث يعاني معظمهم من حمى شديدة، وسعال مستمر، والتهاب في الحلق، وقيء، وإسهال، وإرهاق. كما نشهد العديد من حالات العدوى الفيروسية مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي والتهاب المعدة والأمعاء."

وأضاف: "بينما يمكن علاج غالبية الحالات في العيادات الخارجية، فإن نسبة صغيرة - وخاصة الرضع أو الأطفال الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة - استدعت حالتهم الدخول إلى المستشفى بسبب الجفاف أو الأعراض الشديدة."

أكد حيدر أن ارتفاع درجات الحرارة يلعب دوراً في ذلك. قال: "ارتفاع درجة الحرارة عاملٌ مساهمٌ بلا شك، لا سيما بسبب الإجهاد الحراري والجفاف".

ومع ذلك، أشار الأطباء أيضاً إلى أنه إلى جانب المناخ، تُعدّ العودة إلى المدارس وأماكن التلامس المباشر مصدر قلق كبير. وأضاف حيدر: "مع عمل المدارس ودور الحضانة بكامل طاقتها، تنتشر الفيروسات بسهولة أكبر في مثل هذه البيئات التي تشهد تلامساً مباشراً. إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن يُضعف قلة الترطيب واختلال التوازن الغذائي خلال الأشهر الحارة مناعة الطفل".

في هذا السياق، أشار متخصصون آخرون في مجال الرعاية الصحية إلى أن السبب الرئيسي لمرض الأطفال هو انتشار العدوى الفيروسية بين الطلاب. وصرحت الدكتورة نهير مصطفى، أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديور بأبوظبي، قائلة: "يحدث هذا بشكل خاص في المدارس، حيث يُسهّل الاختلاط انتقال العدوى. من الشائع جداً أن يُصاب الأطفال بالمرض خلال الموسم الدراسي. كما أن زيادة التفاعل في البيئات الجماعية تزيد من خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية خلال هذه الفترة".

الأمراض الشائعة

تشهد المدارس أيضاً تأثير هذه الموجة بشكل مباشر. وأكدت سارة برانون، رئيسة المرحلة التحضيرية في برايتون بدبي، ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الشائعة، قائلة: "في هذا الوقت من العام، نلاحظ تفشّي بعض الأمراض الشائعة مثل الإنفلونزا ونزلات البرد والتهابات المعدة، وهي أمراض معتادة خلال فترات تغيّر الطقس. إن صحة طلابنا وسلامة المجتمع ككل تُمثّل أولوية قصوى بالنسبة لنا."

وأوضحت سارة برانون سياسة المدرسة في التعامل مع هذه الحالات قائلة: "لدينا سياسة واضحة ضمن الإطار الصحي الخاص بالمدرسة، حيث نراقب صحة الطلبة عن كثب وننصح أولياء الأمور بعدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة في حال ظهور أي أعراض عليهم. وتشترط السياسة أن يبقى الطالب في المنزل حتى تختفي الأعراض لمدة لا تقل عن 24 ساعة دون استخدام الأدوية ما يضمن جاهزيته للعودة إلى الصف والمشاركة في الأنشطة بشكل فعّال."

اتبع النصائح الطبية

وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال لانتقال المرض إلى الآخرين في المدرسة، بمن فيهم زملاء الدراسة والمعلمون وزملاء الفريق وسائر الموظفين. على أولياء الأمور مراعاة بقية أفراد مجتمع المدرسة ومساعدتنا في الحفاظ على بيئة آمنة وصحية للجميع. وحرصاً على سلامة الأفراد وصحة مجتمع مدرستنا الأوسع، نشجع بشدة العائلات على اتباع الإرشادات الطبية وإرشادات العودة إلى المدارس بدقة، لضمان عودة الطلاب عندما يكونون مستعدين تماماً".

أكدت س. ريشما، مديرة مدرسة ريجنت جلف الهندية الثانوية، على العواقب طويلة المدى المترتبة على عودة الأطفال إلى المدرسة في وقت مبكر.

"لاحظنا ارتفاعاً في الأمراض الموسمية بين الطلاب والمعلمين على حد سواء. وعندما يعود الطفل إلى المدرسة قبل أن يُشفى تماماً، قد يظل مريضاً لفترة أطول، ما يؤدي إلى زيادة الغياب وربما ظهور مضاعفات لاحقاً."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com