

Photo: MBRSC/X
هل تساءلت يوماً كيف تبدو عين دبي أو قصر الوطن أو غيرها من المعالم البارزة في الإمارات من الفضاء؟
تم الكشف عن أول صور عالية الدقة التقطتها الأقمار الصناعية المتطورة التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء، وهما القمران "إم بي زد سات" و"اتحاد سات".
تُظهر الصور مشاهد خلابة لمعالم بارزة مثل جزيرة النخلة، ومدينة إكسبو دبي، ومنطقة السعديات الثقافية، وقصر الوطن في أبوظبي، وغيرها من المواقع المميزة.
تم إصدار الصور بمناسبة أسبوع الفضاء العالمي الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999 ليُقام سنوياً في الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر احتفالاً بـ"العلوم والتكنولوجيا ومساهمتهما في تحسين حالة الإنسان".
تم التقاط صور لعدد من المعالم الإماراتية مثل جزيرة النخلة وجزيرة السعديات بواسطة "إم بي زد سات" و"اتحاد سات" وتم نشرها لأول مرة يوم الثلاثاء، بحسب المركز.
قال سعادة حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: "إن نشر هذه الصور الأولى من إم بي زد سات واتحاد سات يعكس الرؤية الاستراتيجية لقيادتنا وإخلاص مهندسينا الإماراتيين. من خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، فإن الإمارات لا تفي فقط باحتياجاتها، بل تسهم أيضاً في تقديم حلول أساسية للتحديات العالمية. هذا الإنجاز يمثل فصلاً جديداً في رحلة دولة الإمارات لتكون قوة رائدة في تقنية الأقمار الصناعية وابتكارات الفضاء".
وقال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: "إن إم بي زد سات واتحاد سات ليسا إنجازين منفصلين، بل جزء من جهود موحدة لبناء قدرة وطنية شاملة في تطوير الأقمار الصناعية ورصد الأرض. إن نشر هذه الصور يوضح قدرتنا على تقديم بيانات متقدمة وموثوقة تدعم مجالات متعددة، كما يؤكد التزامنا بتطوير جيل جديد من الأقمار الصناعية التي تخدم الإمارات والعالم بشكل أوسع".
سُمّي القمر على اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وأُطلق في يناير 2025، ويُعد أكثر الأقمار الصناعية تطوراً في المنطقة باستخدام التصوير البصري.
يبلغ وزن إم بي زد سات 750 كيلوغراماً ويبلغ قياسه 3 أمتار × 5 أمتار، وهو نتيجة جهود مكثفة من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء. كما شارك المصنعون المحليون بدور أساسي، إذ تم تصنيع 90% من هياكله الميكانيكية في دولة الإمارات. ويُعتبر من الأقمار المجهزة بكاميرا ذات دقة هي الأعلى في المنطقة، وقادرة على التقاط صور بدقة مضاعفة مقارنة بالنماذج السابقة.
تشمل أنظمة القمر المبتكرة وحدة دفع كهربائية متطورة، ونظام ملاحة يعتمد على تتبع النجوم بدقة مترية، ومعدلات نقل بيانات أسرع بأربع مرات من الأجيال السابقة. كما أن جدولة ومعالجة البيانات على متنه تسمح بتسليم الصور في غضون ساعتين من التقاطها، أي بزيادة في الكفاءة بمقدار عشرة أضعاف. هذه القدرات تجعل إم بي زد سات أداة قوية لمراقبة التغيرات البيئية، وإدارة البنية التحتية، ودعم عمليات الإغاثة في الكوارث.
إضافة إلى التقدم التقني، شارك في تطوير القمر الصناعي عدد من الصناعات المحلية مثل ستراتا، وإي بي آي، وروكفورد زيليريكس، وحالكون، وفالكون، وإي جي إيه، مما يعزز القدرات الوطنية وينقل المعرفة القيمة إلى الكوادر الإماراتية.
أُطلق اتحاد سات في مارس 2025، وهو أول قمر صناعي يستخدم تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR) لدى المركز، وتم تصميمه لالتقاط البيانات في جميع الظروف الجوية والإضاءة. معاً، توفر هذه الأقمار الصناعية بيانات عالية الجودة ومتسقة يمكن استخدامها لاتخاذ القرارات في مجالات حيوية بدءاً من الاستجابة للكوارث وصولاً إلى الزراعة الذكية وتطوير البنية التحتية.
يمثل القمر الصناعي قفزة كبيرة في برنامج تطوير الأقمار الصناعية، إذ يعد أول قمر صناعي راداري يتم تطويره من قبل المركز. وعلى عكس الأقمار الصناعية البصرية التقليدية، تستخدم أقمار SAR إشارات الرادار لالتقاط صور عالية الدقة بغض النظر عن الظروف الجوية أو وقت اليوم أو الغطاء السحابي.
ويتميز القمر بثلاثة أوضاع تصوير: وضع البقعة للحصول على مشاهد تفصيلية لمناطق صغيرة، ووضع المسح لتغطية مساحات واسعة، ووضع الشريط للمراقبة الإقليمية الممتدة. تتيح هذه القدرات لاتحاد سات إمكانية تقديم بيانات لا غنى عنها للملاحة البحرية، والكشف عن تسربات النفط، ومراقبة الكوارث الطبيعية، ودعم الزراعة الدقيقة.
تُعالج البيانات التي يجمعها اتحاد سات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، تعزز من دقة الصور وسرعتها وقابليتها للاستخدام لدى الجهات الحكومية والمؤسسات البحثية والشركاء في القطاع الخاص. كما أن تطويره يعكس استراتيجية المركز في الاستفادة من التعاون الدولي، حيث عمل المهندسون الإماراتيون عن قرب مع مبادرة "ساتريك" الكورية الجنوبية لاستكمال التصميم والتصنيع، مع ضمان نقل المعرفة إلى الفرق المحلية.
من خلال إصدار الصور الأولى من إم بي زد سات واتحاد سات، يؤكد مركز محمد بن راشد للفضاء التزامه بإنشاء أسطول متنوع من الأقمار الصناعية يقدم قدرات فريدة ومترابطة. إن دمج تقنيات التصوير البصري والراداري يجسد قدرة دولة الإمارات على بناء منظومة قوية قادرة على الاستجابة للتحديات العالمية الملحة، بدءاً من تغير المناخ وصولاً إلى الأمن الغذائي والتنمية الحضرية. كما أن هذا الإنجاز يمثل دلالة على الدور المتنامي لدولة الإمارات كقائد عالمي في تقنية الفضاء، من خلال تقديم صور أقمار صناعية متطورة وموثوقة يمكن أن تخدم الدولة والمجتمع الدولي على حد سواء.