صوت المرأة في القيادة: قصص إلهام من سيدات تحدين الخوف وصنعن النجاح في الإمارات

قائدات إماراتيات ورواد دوليون يناقشون تمكين المرأة وكسر الصور النمطية في مؤتمر "نحن النساء"
صور KT: نيراج مورالي

صور KT: نيراج مورالي

تاريخ النشر

الخوف، والشك الذاتي، والأخطاء، والتضحيات… لم تمنع بعض القائدات النسائيات القويات من كسر السقف الزجاجي وتمهيد الطريق للأجيال المقبلة. ومن بينهن كيمبرلي بيرس، الرئيسة التنفيذية لمستشفى كينغز كوليدج لندن في دبي.

خشية أن تُحرم من مكان في برنامج دراسات عليا في التمريض، اختارت بيرس في بداية مسيرتها المهنية ألا تفصح عن كونها أماً لطفلة صغيرة. وإصراراً منها على مواصلة تعليمها، اصطحبت ابنتها البالغة من العمر عامين إلى دار التمريض حيث كانت تعمل. وبالتعاون مع زملائها في الصف، وضعت جدولاً لتقاسم مهام رعاية الطفلة إذ كانت ابنتها تنام على السرير الفردي في الغرفة، بينما كانت بيرس تنام على الأرض.

وقد كوفئت عزيمتها عندما حصلت على المركز الأول على مستوى الدولة في امتحانات التخرج النهائية. وقالت: "عندما ألقيت كلمتي، أخبرت الجميع أن لديّ ابنة تبلغ من العمر عامين، وأننا تمكنا من رعايتها طوال فترة الدراسة، وأن القول بأن النساء المتزوجات ولديهن أطفال لا يمكنهن القيام بإنجازات عظيمة هو تمييز واضح". وأضافت: "لقد غيّر ذلك الطريقة التي كان يُتعامل بها مع ذلك البرنامج الدراسي".

تحدثت بيرس خلال جلسة نقاشية جمعت بعضاً من أبرز القيادات النسائية في الإمارات ضمن مؤتمر "نحن النساء" الذي نظمته صحيفة "خليج تايمز". وعاد المؤتمر في نسخته الثالثة بقيادة الصحفية الهندية المرشحة لجائزة "إيمي" برخوا دات، وشهد حضوراً واسعاً من النساء اللواتي تفاعلن وتعلمن من بعضهن البعض.

عين على الهدف

بدأت شمسة الفلاسي، وهي مصرفية مخضرمة، مسيرتها في "سيتي بنك" بعد تخرجها مباشرة، وشقت طريقها لتصبح الرئيسة الإقليمية للبنك ورئيسة مجلس إدارته في دولة الإمارات. وقالت إنها كانت تضع نصب عينيها الخطوة التالية في مسيرتها المهنية دوماً لتتمكن من التدرج في المناصب.

وأضافت: "كان هناك عدد قليل جداً من النساء، لذلك عندما بدأت رحلتي المهنية، كان عليّ أن أتأمل وأفهم كيف تمكنت النساء قبلنا من الصعود في السلم الوظيفي. كنت دائماً أطرح على نفسي سؤالاً واحداً: كيف أصل إلى المرحلة التالية؟ بدأت كملحقة بقسم الخدمات المصرفية، وكانت الخطوة التالية أن أصبح مساعدة مدير، وبعدها بدأت أطمح لأن أصبح رئيسة قطاع الأعمال. كنت دائماً أنظر إلى الأمام وأسأل: ما هي وجهتي؟ إلى أين أتجه؟ وها أنا اليوم بعد سنوات طويلة أصل إلى هذه المرحلة".

عندما وصلت إيزابيل أبو الهول إلى الإمارات قادمة من المملكة المتحدة عام 1968، سرعان ما شعرت أن دبي باتت موطنها. وبصفتها عاشقة للكتب، كانت مصممة على محاربة الصور النمطية عن النساء العربيات والإماراتيات. وبصفتها الرئيسة التنفيذية لمهرجان طيران الإمارات للآداب على مدى أكثر من 15 عاماً، أوضحت كيف تستخدم فن السرد لتحقيق هذا الهدف.

قالت: "يُعد المهرجان مساحة يمكننا من خلالها كسر الصور النمطية حول دبي والإمارات. لقد اعتدنا على قصص إعلامية غير صحيحة عن منطقتنا. ثم تجد على المسرح شاعراً إماراتياً وآخر من آيسلندا، وشخصاً من أمريكا وآخر من الهند، جميعهم في جلسة واحدة. حينها نرى أننا بشر جميعاً وأننا في نهاية المطاف رواة قصص".

رجال داعمون

وتناولت الندوة، التي أدارتها الصحافية المرشحة لجائزة إيمي باركا دوت، أيضًا دور الرجال كداعمين في النضال من أجل المساواة بين الجنسين.

تحدثت الدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، عن دعم والدها لطموحها في الدراسة. وقالت: "أتذكر على مائدة العشاء، عندما كان أخي يذهب ليحل واجباته الدراسية، كانت والدتي تطلب مني أن أنظف المائدة، لكن والدي كان يقف ويقول: أنا سأتولى ذلك، اذهبي أنتِ وادْرُسي. كان والدي يغسل الصحون حتى أتمكن من الدراسة".

كما أشارت إلى أن عبد الله الغرير كان من أوائل الداعمين لتعليم الفتيات في الدولة. وقالت: "عندما بنى أول مدرسة في مسافي في ستينيات القرن الماضي، حرص على أن يُسمح لكل من الفتيات والفتيان بالدراسة فيها. كما قام ببناء مساكن منفصلة عندما علم بوجود مشكلة في ذلك الشأن".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com