صحارى دبي تتلألأ مع عودة الشتاء.. وإيجار الخيام يصل إلى 250 درهماً في الساعة

إقبال متزايد من الزوار والعائلات على خيام "نصف الصحراء" و"القدرة" للاستمتاع بالأجواء الباردة والموسيقى وحفلات الشواء
صحارى دبي تتلألأ مع عودة الشتاء.. وإيجار الخيام يصل إلى 250 درهماً في الساعة
تاريخ النشر

تُضاء الأنوار الصفراء مجدداً في صحراء دبي بعد أن أُطفئت لما يقارب ستة أشهر. أربع أعمدة خشبية تقف شامخة لتشكّل مربعاً أو مستطيلاً، تتدلّى منها أضواء حمراء وخضراء تتلألأ فوق سجادة من الرمال في قلب الصحراء الهادئة.

هذا المشهد المألوف لأمسيات الشتاء في منطقتي "نصف الصحراء" و"القدرة" في دبي، حيث عادت عشرات الخيام إلى نشاطها بعد صيف طويل وحار.

في كل عام، ومع اعتدال الطقس وبدء العائلات بالتخطيط لرحلات الشواء في عطلة نهاية الأسبوع، تدبّ الحياة في الصحراء من جديد. فهذه المنطقة الواقعة قرب طريق العين وطريق الإمارات تتحول إلى قرية مضيئة بالخيام بعضها صغير يناسب عائلة، وبعضها الآخر كبير بما يكفي لاستضافة عشرين صديقاً. تنتشر رائحة اللحم المشوي في الأجواء، وتتعالى موسيقى عربية وهندية بين الكثبان الرملية.

لكن هذا العام، لم تعد أمسيات الصحراء زهيدة كما كانت من قبل.

فمن الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة مساءً خلال عطلات نهاية الأسبوع، تبدأ أسعار إيجار الخيام من 250 درهماً في الساعة، وتنخفض بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً إلى 130 درهماً في الساعة للخيمة الواحدة التي تتسع لأربعة إلى ستة أشخاص. ويُرجع القائمون على الخيام ارتفاع الأسعار في المساء إلى الإقبال الكبير من الزوار الذين يقصدون المكان للاستمتاع بالعشاء والموسيقى والأجواء الباردة.

في منطقة نصف الصحراء، قال عبد الرحيم أختر، أحد القائمين الذي يدير نحو سبع خيام، إن الطلب هذا الشتاء مرتفع للغاية.

وأضاف: "يبدأ الناس بالاتصال بنا منذ شهر أكتوبر". مشيراً إلى أن أغلب عطلات نهاية الأسبوع محجوزة بالكامل للعائلات والشباب، وأن العديد من الزبائن الدائمين يحجزون مقدمًا بتحويل الأموال إلكترونياً لتأكيد حجز خيامهم.

وأوضح أختر أن الخيام تختلف في أحجامها وتجهيزاتها؛ فالصغيرة منها تتسع لـ8 إلى 12 شخصاً وتشمل جلسة أرضية ومياهاً وشواية ونظام تشغيل موسيقى، أما الكبيرة فتحتوي على مكبرات صوت وأضواء زينة وسجاد وأحياناً مبردات هواء متنقلة للراحة.

وقال: "الزوار عادة يجلبون طعامهم وفحمهم الخاص، ونحن نتولى إعداد المكان بالكامل ليتفرغوا للاستمتاع بأمسيتهم دون عناء الترتيبات".

وعلى بُعد كثبان قليلة، ذكر جواد خان، وهو مشرف آخر في منطقة نصف الصحراء، أن الأيام العادية أهدأ وأن الأسعار أكثر مرونة. قال: "في أيام الأسبوع، نتقاضى حوالي 150 درهماً أو أقل حسب عدد الأشخاص. معظم الزوار يأتون بعد الغروب ويظلون حتى منتصف الليل أو بعده، أما الجمعة والسبت فهما الأكثر ازدحاماً، وبعض الخيام تُحجز قبل يومين أو ثلاثة".

وفي منطقة القدرة، قال محمد فيصل، المشرف على الخيام هناك، إن الزوار بدأوا بالتوافد تدريجياً. وأضاف: "يبدو أن الموسم واعد هذا العام. العائلات والسياح والمجموعات بدأوا القدوم إلى الصحراء، ولكن في نزهات مسائية متأخرة فقط، أما حفلات الشواء فلم تنطلق بعد".

وأشار إلى أن كثيراً من الزوار يفضلون الحجز عبر تطبيق واتساب، موضحاً: "كل ما عليهم فعله هو إرسال رسالة مع الوقت المطلوب وتحويل المبلغ. وعندما يصلون، يجدون الأضواء مضاءة، والسجاد مفروشاً، والمكان جاهزاً للشواء".

كما أشار القائمون إلى أن تزايد الطلب يعود جزئياً إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال أختر: "ينشر الناس صوراً وفيديوهات للخيام في الصحراء بأضوائها وموسيقاها، فيرغب الآخرون بتجربة الأمر أيضاً. بعض العائلات تحتفل بأعياد ميلاد أو تجمعات صغيرة هنا. إنه خيار أرخص من المطاعم، والتجربة مميزة بحد ذاتها".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com