صالات اللياقة بدبي تشهد ارتفاعاً في عدد الأعضاء في يناير
مع اقتراب العام الجديد، تشهد مراكز اللياقة البدنية في جميع أنحاء دبي زيادة ملحوظة في أعداد الأعضاء، حيث يتوق السكان إلى حرق السعرات الحرارية الزائدة خلال العطلات وتحقيق أهدافهم فيما يخص اللياقة البدنية. وتتوقع سلاسل الصالات الرياضية مثل "جيم نيشن" زيادة في معدلات الاشتراكات تتراوح بين 20% إلى 30% في شهر يناير، ممّا يعكس الاتجاه العالمي المتزايد نحو الالتزام بالصحة واللياقة البدنية في بداية العام.
وقال "ويليام راسموسن دين"، مدير "جيم نيشن" في الإمارات العربية المتحدة: "ليس سراً أن شهر يناير هو أحد أكثر الأشهر ازدحاماً بمبيعات عضوية الصالات الرياضية، ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة ولكن على مستوى العالم". "بفضل قرارات العام الجديد وزيادة التحفيز، تلاحظ "جيم نيشن" عادةً زيادة بنسبة 20% في العضويات الجديدة مقارنة بالشهر العادي".
وأضاف: "ومع ذلك، لا يبدأ الاندفاع فوراً في الأول من يناير. إذ يأخذ الكثيرون وقتاً للعودة إلى روتينهم، ويزداد الزخم في الأسبوعين الأخيرين من يناير، مما يجعله الفترة الأكثر ازدحاماً لزيارة الصالات الرياضية والتسجيل الجديد."
وتعد هذه الحملة الرامية إلى تعزيز اللياقة البدنية جزءاً من اتجاه أوسع في مجال الصحة والعافية يعيد تشكيل سوق اللياقة البدنية في دبي، والذي تقدر قيمته حالياً بأكثر من 700 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتجاوز حاجز المليار دولار، وفقاً لمؤسسة "كين" للأبحاث.
ويتماشى تركيز دبي على الصحة مع سمعتها في إطلاق المبادرات التي تتسم بالتطلع إلى المستقبل، ممّا يجعل اللياقة البدنية جانباً أساسياً من أنماط حياة السكان. وقد عملت حملات مثل تحدي اللياقة البدنية في دبي، الذي يشجع السكان على الالتزام بممارسة 30 دقيقة من النشاط لمدّة 30 يوماً، على تعزيز هذا الاتجاه.
اللياقة البدنية في العام الجديد
وينعكس هذا الزخم الآن في اندفاع اللياقة البدنية في العام الجديد، حيث يستعد السكان للتوافد إلى مراكز اللياقة البدنية لبدء تنفيذ قراراتهم.
شاركت "سيلفي"، ربة منزل من جميرا، دوافعها للعام الجديد: "لقد استمتعت كثيراً في الأسابيع الأخيرة، والآن حان الوقت للتركيز على استعادة لياقتي البدنية. هذا العام، أنا عازمة على جعل اللياقة البدنية عادة، وليس مجرد قرار".
واعترف أحد السكان، "فينكاتيش"، البالغ من العمر 42 عاماً، بأنه لم يتمكن من الالتزام بقراره بعد مارس من العام الماضي، لكنه تعهد بأخذ الأمر على محمل الجد هذه المرة. وقال: "لقد حددت لنفسي أهدافاً أصغر ووضعت خطة للالتزام بها طوال العام".
وأشار "نافيد علي"، مدرب اللياقة البدنية المقيم في دبي، إلى أن الصالات الرياضية تبيع عادة نحو 10-15% من اشتراكاتها السنوية في شهر يناير، مع قيام بعض الصالات الرياضية بإعلان زيادة في الاشتراكات الجديدة تصل إلى 50% مقارنة بالأشهر الأخرى. وأوضح "علي": "هذا هو الموسم الذي تشغل فيه اللياقة البدنية أذهان الجميع. لكن التحدي يكمن في الحفاظ على هذا الحماس بعد الأشهر القليلة الأولى".
كما سجلت صالة "بينوس" الرياضية الشهيرة في منطقة القوز ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المسجلين. وقالت "ريزي"، ممثلة صالة "بينوس" الرياضية: "إن نهاية ديسمبر وأوائل يناير دائماً ما تكون فترة مزدحمة بالنسبة لنا. وتطلق الإدارة عروضاً ترويجية مختلفة خلال هذه الفترة لتحفيز الناس، ويستفيد الكثيرون من هذه العروض لبدء رحلات اللياقة البدنية الخاصة بهم".
وفي وقت سابق، أطلقت "فيو" التابعة لمجموعة "إعمار" للضيافة عرضاً خاصاً بمناسبة العام الجديد، حيث قدمت للأعضاء الذين سجلوا قبل 8 ديسمبر شهراً إضافياً من الوصول إلى مرافقها ودوراتها التدريبية الحديثة.
"ضع أهدافاً قابلة للتحقيق"
بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى إحداث تغييرات دائمة، ينصح خبراء اللياقة البدنية باتباع نهج مدروس. يقول "جاسي"، وهو مدرب لياقة بدنية هندي مقيم في منطقة الخليج التجاري: "المفتاح هو تحديد أهداف قابلة للتحقيق. لا تهدف إلى التحول بين عشية وضحاها - ابدأ بخطوات صغيرة ومتسقة. حتى 20 إلى 30 دقيقة من النشاط يومياً يمكن أن تخلق تغييرات دائمة".
تكشف الدراسات الاستقصائية أن ما يقارب 50-60 % من البالغين يعتبرون اللياقة البدنية أو فقدان الوزن قرارهم الأساسي، ممّا يساهم في زيادة عضوية الصالات الرياضية. ومع ذلك، فإن الحفاظ على هذه الالتزامات لا يزال يشكل تحدياً للعديد من الأشخاص. تشير الأبحاث إلى أن 50-65 % من رواد الصالات الرياضية الجدد يتوقفون عن ممارسة الرياضة في غضون الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى، مع بقاء حوالي 20 % فقط نشطين بحلول منتصف العام.