شيخ من دبي ينقذ حياة غواص بتدخل سريع
خاض أحد أفضل خبراء الغوص الحر في دولة الإمارات تجربة قريبة من الموت خلال رحلته الأخيرة للغوص الحر والصيد بالرمح. وكاد "زرير سيف الدين" أن يغرق خلال عملية غوص محفوفة بالمخاطر لولا التدخل في الوقت المناسب من أحد شيوخ العائلة الحاكمة في دبي للمساعدة في إنقاذ حياته.
الغوص الحر هو أسلوب لا يستخدم فيه الغواصون معدات الغوص. وبدلاً من ذلك، يغوصون في أعماق المحيط ويحبسون أنفاسهم لأطول فترة ممكنة. يتم استخدام هذه التقنية في التقليد القديم للغوص بحثاً عن اللؤلؤ.
وبحسب شهود عيان، فقد "زرير" وعيه وكاد أن يغرق أثناء قيامه برحلة غوص مع أصدقائه على بعد عدة كيلومترات من الشاطئ. وهرع به أصدقاؤه الذين كانوا في أمس الحاجة إلى المساعدة، إلى أقرب قطعة أرض وهي جزيرة القمر التي تقع على بعد 70 كيلومتراً من ساحل دبي. وقالوا إنه كان في حالة شبه واعية حين بدأت رئتيه تمتلئان بالماء.
تدخل سريع
ولحسن حظ "زرير"، كان أحد شيوخ العائلة الحاكمة في دبي قريباً وأرسل طبيبه الشخصي وفريقه الطبي للمساعدة في عملية الإنقاذ، واتصل الفريق الأمني في جزيرة القمر بأفراد العائلة الحاكمة الذين قاموا بعد ذلك بتقديم الإسعافات الطارئة للغواص حتى وصول الفريق الطبي التابع لشرطة دبي بطائرة هليكوبتر.
ووفقاً لمن كانوا في مكان الحادث، فإن الوصول السريع للفريق الطبي هو الذي أبقى الغواص الحر على قيد الحياة. وأظهر مقطع فيديو تمت مشاركته مع صحيفة خليج تايمز كيف تم نقل الغواص الحر جواً على الفور بواسطة مروحية شرطة دبي من جزيرة القمر.
شاهد الفيديو أدناه:
وتواصلت صحيفة "الخليج تايمز" مع "زرير" وقام بتأكيد الحادثة ولكن لم يرغب في التعليق أكثر من شكر العائلة الحاكمة وشرطة دبي وأفراد الأمن في جزيرة القمر وأصدقائه والعاملين في مستشفى راشد على رعايتهم وسرعتهم المذهلة.
"كان وقت استجابة شرطة دبي مذهلاً. وقال: "إن الوصول إلى شخص ما بعيداً عن الشاطئ في بضع دقائق فقط لم يكن شيئاً ممكناً حسب اعتقادي".
محظوظ
وقال أحد أعضاء الفريق الذي ساعد "زرير" على التعافي، إنه محظوظ لأنه على قيد الحياة. وقال "ألمير سمايلوفيتش" أخصائي الرعاية التنفسية في مستشفى راشد: "كان هناك الكثير من الماء المترسب في رئتيه وكان ذلك يؤثر على قدرته على التنفس، وتلقى رعاية طبية ونام لأكثر من 48 ساعة. وبالنظر إلى الأعماق التي غطس فيها، فهو محظوظ جداً لأنه مازال على قيد الحياة. لقد كانت عملية غوص محفوفة بالمخاطر".
وأكد "ألمير"، وهو غواص حر، أن "زرير" كان خبيراً. وأضاف أيضاً أنه قام بتدريبه على صيد الأسماك بالرمح، ويعتبر الغوص لعمق يصل إلى 20 متراً ترفيهياً وآمناً نسبياً. وقال: "يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك، ولكن في أعماق تصل الى 40 متراً أو أكثر، هناك عدد قليل جداً من الأشخاص في العالم يمكنهم الصيد بهذا العمق بنفس واحد، وفي دبي "زرير" هو واحد منهم.
وأوضح "ألمير"، الذي شاهد مقطع فيديو للحادثة، "حدث ذلك عندما قام بحبس أنفاسه لمدة ثلاث دقائق على عمق 32 متراً في محاولة لاصطياد سمكتين برمية واحدة، وكان يحاول انتشالهم من داخل كهف تحت الماء".
وعند خروج "زرير" من المستشفى بعد فترة وجيزة، ظل يشعر بألم حاد في صدره لعدة أسابيع بعد الحادث. وأوضح "ألمير" أن السوائل تستغرق عدة أيام حتى تخرج تماماً من رئتيه، حيث تضررت العديد من الأكياس الهوائية، لذا قد سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتعافى، لكنه قادر على التنفس دون ألم".