شركات إماراتية تقدم مزايا مبتكرة للموظفين تعزز ولاء الكفاءات

تغطي إحدى هذه الشركات، السكن والتعليم وفواتيرهيئة كهرباء ومياه دبي والمفروشات لموظفيها.
 شركات إماراتية تقدم مزايا مبتكرة للموظفين تعزز ولاء الكفاءات
تاريخ النشر

من صناديق التعليم لأبناء الموظفين إلى الهدايا الشخصية التي تواكب محطات الحياة، تتجه بعض الشركات في دولة الإمارات إلى ما هو أبعد من التعويضات التقليدية لتوفير أنظمة دعم أكثر معنى لموظفيها.

في سوق تتزايد فيه المنافسة على استقطاب المواهب، يقول أصحاب العمل إن هذه المبادرات ليست مجرد مزايا، بل استثمارات طويلة الأمد في الولاء والمعنويات والأداء.

في طليعة هذا التحول تأتي شركة International Diplomatic Supplies (IDS)، التي تقدم صناديق تعليمية لأبناء الموظفين، وتغطي السكن والتعليم لعائلات عمال المستودعات، وتوفر رحلات سنوية متعددة للموظفين لزيارة أحبائهم.

قال باتريك دويل، الرئيس التنفيذي لشركة IDS، إن نجاحهم يعود إلى تقديرهم للناس كأكثر من مجرد موظفين. وأضاف: "النجاح الذي حققته IDS على مر السنين يعود إلى خدمتنا من الدرجة الأولى. المالكون يحددون اتجاه العمل، لكن فريقنا هو من يحقق النجاح. نحن نعرف المخاوف طويلة الأمد التي يواجهها موظفونا... لذا نعمل على تخفيف هذه المشكلات. التكلفة منخفضة نسبياً مقارنة بالفوائد الإيجابية التي تعود على الشركة".

حالياً، تضم IDS 57 موظفاً في الإمارات، من العمالة الزرقاء إلى فرق المبيعات والإدارة العليا والإداريين. ومن أبرز سياساتهم الاستثمار في صناديق تعليمية طويلة الأجل لأبناء الموظفين، يمكن الاستفادة منها عندما يبلغ الطفل 18 عاماً.

وأوضح دويل: "لقد استثمرنا أموالاً على المدى الطويل لضمان أن كل موظف لديه طفل... سيكون لديه ما يكفي من المال لدفع مصاريف الجامعة في بلده الأم. يجب أن يبقى الموظف في الشركة، لكن الأموال محفوظة في صندوق ائتماني وغير مرتبطة بملكية الشركة أو أي تغييرات في الإدارة".

ولا تقتصر المبادرات على ذلك، إذ تدعم IDS أيضاً الرسوم الدراسية للأطفال في بلدانهم الأصلية، وهي خطوة وصفها دويل بأنها امتداد لثقافة الشركة وفكرة استراتيجية. وأضاف: "هذه المبادرة فكرة عبقرية من المدير العام مارك روجرز، وستكون مساهمًا كبيرًا في رضا الموظفين واحتفاظهم بالشركة في السنوات القادمة".

وربما يكون الدعم الأكبر هو دعم الانتقال الذي تقدمه الشركة لعمال المستودعات. شارك دويل قصة مؤثرة توضح الأثر: "هؤلاء العمال يعودون إلى منازلهم مع زوجاتهم وأطفالهم كل ليلة بدلاً من رؤيتهم لمدة شهر فقط في السنة. أحدهم، عندما جلب عائلته إلى دبي، حضر إلى منزلي في عيد ميلاد طفله الأول ومعه زهور لزوجتي فقط ليقول شكراً".

تغطي IDS السكن والتعليم وفواتير "ديوا" والأثاث، وهو دعم لا يعود بالنفع على الفرد فقط بل يعزز الروح المعنوية بين الفرق. وأضاف: "جميعهم فخورون بالعمل لدينا".

بينما تستثمر شركات مثل IDS في مزايا طويلة الأمد تغير الحياة، تركز شركات أخرى على الارتباط العاطفي والتخصيص اليومي من خلال الهدايا المؤسسية المدروسة.

قال شوجا جاشنمال، الرئيس التنفيذي لمجموعة جاشنمال الوطنية: "الهدايا المؤسسية في الإمارات تعكس توازناً بين التقاليد والقيم الحديثة. تتجه الشركات بعيداً عن الهدايا العامة... وأصبحت اللمسات الشخصية سمة مميزة للهدايا المؤثرة". من السلع الفاخرة المنقوشة إلى صناديق الهدايا المصممة خصيصاً، ترى الشركات الهدايا كأداة استراتيجية لتعزيز التفاعل.

بطاقات الهدايا تزداد شعبية، حيث يقول جاشنمال: "ثلاثة اتجاهات أساسية: التخصيص، والراحة، والمرونة جعلت بطاقات الهدايا الخيار المفضل. ومع طبقة إضافية من التخصيص، تتحول بطاقات الهدايا إلى أدوات لها صدى عاطفي وتأثير استراتيجي على العلامة التجارية".

أوضحت ريدهاما دودي، مديرة التسويق في مجموعة Innovations، أن نهجهم قائم على إظهار التقدير الحقيقي للفرد خلف الدور الوظيفي. وأضافت: "هناك تحول واضح نحو الهدايا المدروسة والشخصية... بدلاً من الهدايا العامة. خاصة في سوق متنوع مثل الإمارات... هذا يساعد في إبقاء الناس مندمجين ويشعرون بالتقدير".

تركز Innovations Group على الاحتفاء بالإنجازات المهنية والشخصية على حد سواء. تقول دودي: "قدمنا أكواب قهوة وشاي مخصصة... وقوارير سفر. سواء كان زواجاً أو عيد ميلاد أو استقبال مولود جديد... نتجنب الهدايا العامة ونختار ما يتناسب مع اهتمامات الشخص نفسه".

وفقاً لاستشاري الموارد البشرية فراز أحمد، تعكس هذه الاستراتيجيات المتطورة الاتجاهات العالمية الأوسع، كما تتماشى مع توجه الإمارات نحو سياسات عمل تقدمية. وقال: "قانون العمل الإماراتي يفرض إجازة سنوية لا تقل عن 30 يوماً... ودبي تفرض التأمين الصحي الخاص لكل موظف".

وأشار أحمد إلى التزام الدولة المتزايد بممارسات العمل الحديثة: "الإمارات تكسر الحواجز... ساعات عمل مرنة، ونماذج العمل الهجين وعن بُعد". وأضاف أن الهيئات الحكومية والشركات الخاصة تعتمد هياكل عمل مرنة، بما في ذلك العمل عن بُعد والعقود المؤقتة.

وأضاف: "هناك استثمار متزايد في برامج العافية وبرامج دعم الموظفين. بدأت الشركات تدرك أن القوة العاملة السليمة بدنياً ونفسياً هي قوة إنتاجية". كما أشار إلى أن المنطقة تتبنى حلول الموارد البشرية المدعومة بالتكنولوجيا، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحليل القوى العاملة وتوزيع المهام الذكي.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com