شراكة استراتيجية.. زيارة ترامب تؤكد دور الإمارات المحوري في المنطقة والعالم

من المتوقع أن تجذب الشراكة الاقتصادية الإماراتية الأمريكية كفاءات بشرية عالية المهارة في مختلف القطاعات
شراكة استراتيجية.. زيارة ترامب تؤكد دور الإمارات المحوري في المنطقة والعالم
تاريخ النشر

أكد أكاديميون وخبراء ورجال أعمال لصحيفة خليج تايمز أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الإمارات الخميس تؤكد مكانة الدولة كشريك عالمي استراتيجي.

وقال "فرويلان ماليت جونيور"، الباحث الزائر في قسم العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في دبي: "إن زيارة ترامب تشكل دفعة قوية لمكانة الإمارات العربية المتحدة ليس فقط كقوة إقليمية ولكن أيضاً كقوة عالمية في الاقتصاد والجيوسياسية".

وأضاف ماليت: "من المتوقع أن تجذب الشراكة الاقتصادية الإماراتية الأمريكية، البالغة قيمتها تريليون دولار، كفاءات بشرية عالية المهارة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتصنيع الرقائق، والخدمات اللوجستية، والأمن السيبراني. وسيُرسّخ هذا التعاون الاستراتيجي مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز معرفي أساسي، ولديه القدرة على إحداث تأثيرات إيجابية كبيرة على دول وشعوب أخرى في دول الجنوب العالمي وخارجها".

وفيما يتعلق بالأمن الإقليمي، أشار الدكتور كريستيان ألكسندر، الزميل البارز في معهد ربدان للأمن والدفاع في أبو ظبي: "لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة قدرتها على التنقل عبر التضاريس الجيوسياسية المعقدة.

تُبرز زيارة ترامب النفوذ المتنامي للدولة، ليس فقط كشريك دفاعي، بل كفاعل إقليمي قادر على التوسط في حل الأزمات وإحلال السلام. وبغض النظر عن تقلبات التوجهات السياسية في واشنطن، يبقى المنطق الاستراتيجي للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة راسخًا. وتُعزز زيارة ترامب الطابع طويل الأمد لهذه العلاقة الثنائية، لا سيما في مجالي الدفاع والدبلوماسية الإقليمية، كما أكد.

وأضاف ألكسندر أن زيارة ترامب تأتي في وقت مثالي مع تكثيف الإمارات العربية المتحدة جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

على الرغم من أن الولايات المتحدة في عهد ترامب اتبعت نهجًا متباينًا في تنظيم الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك توافقًا مع الإمارات العربية المتحدة في تعزيز الابتكار بقيادة القطاع الخاص. وقد يكون هذا مجالًا جديدًا للتعاون الثنائي، وفقًا لما صرح به ألكسندر لصحيفة خليج تايمز .

تعزيز مراكز البيانات في دولة الإمارات

قال خبير تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، رياض كمال أيوب، إن زيارة ترامب ستعزز مراكز البيانات في الإمارات. وأضاف: "ستعزز زيارة ترامب للإمارات بناء الدولة لمراكز البيانات التي تُعد حيوية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

يعتمد الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تتطلب كميات هائلة من الكهرباء، ما يتطلب إضافة أكثر من 1000 جيجاواط سنويًا إلى البنية التحتية للحوسبة. ويمكن لموارد الطاقة الهائلة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن تُسهم في تشغيل حواسيب الذكاء الاصطناعي العملاقة ومصانع الذكاء الاصطناعي التي تُنتج رموز الذكاء الاصطناعي، والتي تُعاد صياغتها بعد ذلك إلى تطبيقات وذكاء اصطناعي قادر على حل المشكلات، كما أوضح رايد، المدير الإداري لمجموعة رايد.

وأضاف: "سيُصبح الذكاء الاصطناعي البنية التحتية لكل قطاع، وقد بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة ببناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هنا في الإمارات". "وقد تسارعت وتيرة هذا الزخم مؤخرًا، حيث من المتوقع أن تُنشئ ثلاث من أكبر شركات تصنيع الرقائق في العالم - إنفيديا، وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات (TSMC)، وسامسونج إلكترونيكس - مصانع ضخمة في الإمارات".

كيف يستفيد ترامب من هذه الجولة؟

وقال شاي زمانيان، المحامي الأمريكي ومدير المركز القانوني الأمريكي المقيم في دبي، إن مشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع دول الخليج، وخاصة تعهد الإمارات العربية المتحدة باستثمار 1.4 تريليون دولار، توفر له مزايا سياسية واقتصادية واستراتيجية كبيرة.

قال زمانيان لصحيفة "خليج تايمز" : "إن زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة تُعزز صورته كصانع صفقات عالمي. كما تُعزز خطابه المحلي حول خلق فرص العمل والريادة التكنولوجية، وتُفيد مصالحه التجارية الخاصة من خلال تعزيز حضوره الإقليمي".

وأضاف أن "هذا النهج يمكّن الولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية من الحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط عبر الدبلوماسية الاقتصادية، في حين يعيد صياغة العلاقات الضعيفة مع الحلفاء التقليديين باعتبارها تحولاً نحو شراكات عالمية متنوعة".

علاوةً على ذلك، يستفيد ترامب من التقاء الدبلوماسية والمشاريع الخاصة، إذ تكتسب مصالح عائلته التجارية في قطاعي العقارات والتقنيات الناشئة حضورًا بارزًا ودعمًا محتملًا من صناديق الثروة السيادية الخليجية. سياسيًا، تُمكّنه هذه الشراكات من الحفاظ على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط من خلال الدبلوماسية الاقتصادية بدلًا من التمركز العسكري، مع إعادة صياغة التحولات في التحالفات الغربية كجزء من إعادة تنظيم استراتيجي أوسع.

الاستثمارات المحسنة

ويشعر قادة الأعمال - وخاصة في قطاع العقارات - بالتفاؤل بشأن وصول الرئيس الأميركي ترامب إلى الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس.

وقال عثمان إبراهيم، الرئيس التنفيذي لشركة روابي القابضة ونائب رئيس مجلس إدارة ماغنوم العقارية، لصحيفة خليج تايمز : "نحن على ثقة بأن الزيارة التاريخية للرئيس ترامب إلى الإمارات العربية المتحدة ستعزز البيئة الأكثر ملاءمة للاستثمار المعزز والتعاون الاستراتيجي عبر مختلف القطاعات التي ستكون مفيدة للشركات مثل شركتنا التي تعتمد بشكل كبير على التآزر العالمي.

وأضاف: "في هذا العصر الجديد حيث يعد التعاون بين القارات أمراً حاسماً لتحقيق النجاح، فإننا نتطلع إلى تعزيز الأعمال التجارية بشكل أكبر من خلال العروض المتكاملة في أعقاب هذه الزيارة".

وأشار جيمس آلان، الرئيس التنفيذي لشركة جيه إل إل الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أن "زيارة الرئيس الأمريكي إلى الإمارات العربية المتحدة تفتح فرصاً كبيرة لتحقيق تكامل اقتصادي أعمق، وخاصة في القطاعات الحيوية لتحقيق النمو المستدام في مستقبل ما بعد النفط.

وأضاف: "مع الصعود المطرد لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا، نتوقع أن تركز المناقشات على جذب رأس المال والخبرة الأمريكية في التقنيات التحويلية المتطورة ورقائق الذكاء الاصطناعي لتشغيل مراكز البيانات الضخمة وغيرها من مشاريع البنية التحتية التكنولوجية المتقدمة".

وأضاف أن زيارة ترامب تؤكد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك استراتيجي حيوي، يساهم في تعزيز خلق فرص العمل، وتحفيز الابتكار، وتسريع انتقال الإمارات إلى اقتصاد مرن ومتنوع وقائم على المعرفة.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com