"سمكة الهلالي" النادرة: تعافي الحياة البحرية في الفجيرة

الغواص والمصور البحري صالح الظهوري :رؤية هذه السمكة يشعرني بأن البحر في حالة شفاء. بفضل مبادرات عدة
 "سمكة الهلالي" النادرة: تعافي الحياة البحرية في الفجيرة
تاريخ النشر

رصد نوع نادر من الأسماك مؤخراً قبالة سواحل الفجيرة من قبل الغواص الإماراتي المخضرم ومصور الحياة البحرية صالح محمد الظهوري، في ما يُنظر إليه على أنه علامة إيجابية على تعافي النظام البيئي البحري في المنطقة.

وصادف الظهوري، البالغ من العمر 49 عامًا، والذي يمارس الغوص باحتراف منذ عام 1998، هذه السمكة المراوغة خلال غوصة روتينية قبل بضعة أيام. تُعرف هذه السمكة محليًا باسم الهلالي، وتُصنف علميًا ضمن فصيلة أسماك الشفاه الحلوة ، وهي نادرة الوجود في مياه الفجيرة.

وقال الظهوري لصحيفة خليج تايمز : "لقد فاجأني تمامًا. كان لونه مذهلًا، لكن ما أدهشني هو أنه كان يسبح بمفرده. عادةً ما توجد أسماك الشفة الحلوة في مجموعات، لذا كان من غير المعتاد رؤية واحدة منفردة".

وقام الظهوري، الذي أمضى أكثر من 24 عامًا في توثيق الحياة البحرية في الفجيرة، بالتقاط صور للسمكة مباشرةً باستخدام كاميرته المخصصة للتصوير تحت الماء. وأشار إلى أن هذا الاكتشاف لم يكن نادرًا فحسب، بل كان له أيضًا رمزية عميقة.

لم أرَ هذا النوع هنا من قبل. يختبر الغواصون البحر بطريقة مختلفة عن الصيادين. نحن جزء من البيئة، ونرى بأم أعيننا كيف تتغير،" قال.

"البحر يتعافى"

وقال الظهوري إن هذه المشاهدة قد تشير إلى تعافي أوسع للتنوع البيولوجي البحري في المنطقة، التي عانت من تحديات بيئية مثل أحداث المد الأحمر والأعاصير.

قال: "رؤية هذه السمكة هنا تُشعرني بأن البحر في حالة شفاء. بفضل مبادرات مثل استزراع الشعاب المرجانية، أصبح الموطن البحري أكثر توازنًا وترحيبًا بالأنواع النادرة".

وأكد محمود حسن سليمان آل علي، رئيس جمعية صيادي الفجيرة، أن سمكة الشفة الحلوة نادرة الوجود في المياه المحلية. وأضاف أنها تنتمي إلى نفس فصيلة أنواع أخرى معروفة محليًا، مثل عبود صنقور والمطوع، والتي انخفضت أعدادها في السنوات الأخيرة.

قال العلي: "تُظهر بعض الأنواع علامات تعافي بفضل تحسّن اللوائح وقيود الصيد. ويلعب توثيق غواصين مثل صالح دورًا حيويًا في مساعدتنا على فهم ما يحدث تحت سطح البحر".

مع استمرار جهود حماية البيئة على طول ساحل دولة الإمارات العربية المتحدة، يظل الزاهوري ملتزمًا بالغوص ومشاركة الأفكار من أعماق البحر.

وقال "قد تكون هذه السمكة صغيرة، لكنها بالنسبة لي تمثل ما هو ممكن عندما نهتم حقًا بمحيطاتنا".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com