سكة حديد الخليج: تعزيز التكامل الإقليمي رغم العقبات القانونية

تنفيذ عمليات الجمارك والهجرة الفعالة لكل من الركاب والبضائع أمر بالغ الأهمية لتجنب التأخير المفرط على الحدود
سكة حديد الخليج: تعزيز التكامل الإقليمي رغم العقبات القانونية
تاريخ النشر

يتقدم مشروع السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي الطموح الذي يبلغ طوله 2,117 كيلومتراً، والذي يهدف إلى ربط المدن الرئيسية في الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، بشكل مطرد.

ومع ذلك، ومع تقدم المشروع، فإنه قد يواجه مجموعة معقدة من التحديات المتأصلة في مبادرات السكك الحديدية عالية السرعة عبر الحدود، وفقاً لشركة "سيسترا"، وهي شركة عالمية رائدة في حلول النقل العام والتنقل ولها دور مهم في مشروع الاتحاد للسكك الحديدية.

تحظى شبكات السكك الحديدية فائقة السرعة عبر الحدود بالثناء لإمكاناتها التحويلية، وتعد بتقليص أوقات السفر، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التكامل الإقليمي، وتوفير بديل مستدام للنقل.

ومع ذلك، فإن طبيعتها تفرض تعقيدات كبيرة، وخاصة فيما يتصل بالتفاوتات الوطنية في المعايير والعمليات والأطر المالية والتنظيمات والاعتبارات الجيوسياسية.

العقبات التقنية

يكمن أحد التحديات الرئيسية في مواءمة المعايير التقنية المتنوعة. تُسلّط "سيسترا" الضوء على ضرورة مواءمة لوائح السلامة والبيئة وإمكانية الوصول المتنوعة بين الدول المشاركة.

وعلاوةً على ذلك، يُعدّ تطبيق إجراءات جمركية وهجرة فعّالة للمسافرين والبضائع أمراً بالغ الأهمية لتجنب التأخير المفرط على الحدود. كما يُشكّل التوافق القانوني الذي يشمل العقود والمشتريات والتأمين وحل النزاعات عائقاً كبيراً.

تتطلب اللوائح الوطنية المتميزة في هذه المجالات اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، مما قد يؤدي إلى تمديد الجداول الزمنية للمشاريع وزيادة التكاليف. ومن الاعتبارات الأخرى تقاسم المخاطر بفعالية وهياكل حوكمة متينة.

الاعتبارات البيئية والاجتماعية

وتُعدّ الأبعاد البيئية والاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من نجاح مشاريع القطارات السريعة العابرة للحدود. ومن الضروري تنسيق تقييمات الأثر البيئي والاجتماعي الشاملة وإجراءات التخفيف، مع مراعاة القوانين الوطنية المختلفة.

يجب أيضاً تنسيق استراتيجيات إشراك الجمهور بعناية. فقضايا مثل مصادرة الأراضي، والآثار البيئية المحتملة، ومقاومة المجتمع المحلي قد تُؤخر المشاريع بشكل كبير، بل وقد تُعرقلها.

ومن ثم، فإن التقييم المبكر والمستمر، والمشاركة الفعالة لأصحاب المصلحة، وتدابير التخفيف القوية، والتعاون الدولي القوي، كلها أمور حيوية لضمان نتائج مستدامة وعادلة.

التعاون مع أصحاب المصلحة

يعتمد نجاح مشروع سكة حديد دول مجلس التعاون الخليجي على التنسيق السلس بين مختلف الجهات المعنية. ويشمل ذلك التعاون الحكومي الوثيق لاتخاذ القرارات رفيعة المستوى وموافقات التمويل.

ومن المهم أيضاً دمج التوصيات واللوائح الصادرة عن الهيئات فوق الوطنية، مثل الاتحاد الأوروبي أو وكالات السكك الحديدية الدولية مثل الاتحاد الدولي للسكك الحديدية.

وقد يكون هناك عقبة أخرى تتمثل في مواءمة الإجراءات والمعايير التشغيلية المختلفة لمشغلي السكك الحديدية ومديري البنية التحتية.

إن تحديد جميع أصحاب المصلحة المعنيين وإشراكهم في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية للتنقل بين المصالح المختلفة واللوائح وآليات التمويل والإعدادات المؤسسية والسياقات الثقافية.

كما أن وجود هياكل حوكمة قوية، وقنوات اتصال واضحة، وهيئات صنع القرار المشتركة، والالتزام القوي بالشفافية والتعاون، كلها أمور ضرورية للتغلب على هذه التحديات.

الإرادة السياسية: المحرك النهائي

وفي نهاية المطاف، فإن النجاح الطويل الأمد لمشروع السكك الحديدية لدول مجلس التعاون الخليجي، مثل أي مشروع كبير للبنية الأساسية الدولية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاعتبارات السياسية.

فلا شك أن إرادة سياسية قوية لإبرام اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف ومواءمة الأولويات الوطنية أمرٌ بالغ الأهمية. ويُعدّ التناغم التنظيمي العابر للحدود، الذي يُمكّن من سلاسة العمليات ووضع معايير التشغيل البيني، نتيجةً مباشرة لهذا الالتزام السياسي.

وبدون إرادة سياسية مستدامة وتعاون على كافة المستويات، فإن مثل هذه المساعي الدولية المعقدة معرضة لخطر التأخير الكبير أو الفشل في تحقيق الفوائد المرجوة منها.

وتشمل الأمثلة البارزة للمخاوف السياسية والبيئية التي أدت إلى تأخير المشاريع مشروع السكك الحديدية عالية السرعة بين "ليون" و"تورينو" والنكسات التي واجهها مشروع السكك الحديدية عالية السرعة بين "كوالالمبور" و"سنغافورة" بسبب إعادة المفاوضات السياسية.

ومع مضي دول مجلس التعاون الخليجي قدماً في تحقيق رؤيتها الطموحة للسكك الحديدية، فإن معالجة هذه التحديات المتعددة الأوجه من خلال الجهود المنسقة والالتزام السياسي الثابت سيكون مفتاحاً لإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لهذا الرابط الإقليمي التحويلي.

. خدمة قطارات الركاب التابعة لشركة الاتحاد للقطارات في عام 2026

. "واي فاي" مجاني، ومحطات، ووقت السفر؛ كل ما تحتاج إلى معرفته عن الاتحاد للقطارات

. مقيم في الإمارات من بين الأوائل الذين جربوا قطارات الركاب: ما الذي يمكن توقعه من الخدمة

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com