رياضي إماراتي يهزم السكري في سباقات الفورمولا 1
إن العيش مع داء السكري من النوع الأول يأتي بتحديات فريدة، وخاصة بالنسبة للرياضيين الذين يبذلون أقصى جهد ممكن. ومع ذلك، فإن نجم السباق الإماراتي مطر المهيري البالغ من العمر 19 عاماً يجسد المثابرة والتصميم عندما يضع نصب عينيه غزو المضمار، ويهدف إلى المشاركة في الفورمولا 1 والتنافس في سباقات التحمل التي تستمر 24 ساعة.
بعد تشخيص إصابته بمرض السكري وهو في الثانية عشرة من عمره، شعر بالمسؤولية تجاه الاهتمام الخاص بصحته، خاصة أثناء الأنشطة البدنية المكثفة مثل السباقات. وبدأ الشاب الإماراتي في رياضة الكارتينغ منذ أربع سنوات.
قال المهيري لصحيفة خليج تايمز: "هذا العام، في أبريل، أتيحت لي الفرصة لتجربة سيارة فورمولا 4 أحادية المقعد، ولم أنظر إلى الوراء أبداً. أنا أراقب دائماً مستويات الجلوكوز لدي قبل جلسات التدريب، وأضبط مضخة الأنسولين الخاصة بي على إعدادات محددة للحفاظ على استقرار مستوى الجلوكوز طوال الوقت".
ووفقاً للأطباء، تحدث حالة المناعة الذاتية هذه عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس عن طريق الخطأ ويدمرها، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. تشمل الأعراض فقدان الوزن غير المبرر والعطش المفرط والتعب. إذا لم يتم علاجها، فقد تؤدي إلى الحماض الكيتوني السكري، وهي حالة خطيرة يمكن أن تكون مهددة للحياة، وقد تتطور هذه الأعراض بسرعة، خاصة عند الشباب.
"شعرت وكأن أحدهم يضربني"
ظهرت الأعراض لدى المهيري لأول مرة أثناء إجازة عائلية، عندما شعر بألم في معدته. يتذكر المهيري قائلاً: "شعرت وكأن أحدهم يضربني"، مشيراً إلى أن الألم ظل مستمراً على الرغم من محاولات عائلته في البداية لتهدئته باستخدام عقار البنادول المهدئ للألم.
وبمرور الأيام، أدرك أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام، إذ كان يشعر بالعطش ويتنقل من سريره إلى الثلاجة وبالعكس باستمرار للحصول على الماء.
كان القلق يحيط به عندما لاحظت عائلته عطشه الشديد وفقدانه الشديد للوزن. وأضاف: "الشيء الوحيد الذي كان يقلقهم هو كمية الماء التي كنت أستهلكها - كنت بالكاد أغادر سريري".
وعندما جاء التشخيص، كانت المهيري هادئة. "لم أكن خائفاً؛ كنت أعلم أنني قادر على التعامل مع الأمر. كنت ممتناً لأن الأمر حدث لي أنا وليس لإخوتي".
النهج الاستباقي
وقال المهيري: "بالنسبة لرياضي مثلي، يعد الحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم أمراً ضرورياً"، وأضاف: "إن الانخفاض المفاجئ يمكن أن يجعلك ترتجف وغير قادر على التركيز".
ويتضمن نهجه الاستباقي اتباع نظام غذائي متوازن وتنظيم مضخة الأنسولين بعناية لمنع حدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم أثناء التدريب.
وأكد الدكتور شريف الرفاعي، استشاري الغدد الصماء والسكري لدى الأطفال في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن "التحدي الأساسي الذي يواجه الرياضيين المصابين بالسكري من النوع الأول هو الحفاظ على مستويات متوازنة من الجلوكوز في الدم. ويمكن أن يؤثر انخفاض أو ارتفاع السكر في الدم بشكل كبير على الأداء. وينبغي للرياضيين إعطاء الأولوية لنظام غذائي متوازن غني بالكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية وشرب الماء بصورة مناسبة".
كما أشار الدكتور الرفاعي إلى رحلة المهيري المذهلة، وقال: "لقد أكد المهيري أنه من خلال الإدارة السليمة، يمكن للرياضيين المصابين بداء السكري من النوع الأول تحقيق إنجازات رياضية رائعة. الأنسولين لا يعيق الأداء؛ فهو ضروري لتنظيم نسبة السكر في الدم ودعم الأداء الأمثل".
ويساعد مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري المهيري على إدارة مرضه بشكل فعال وسط مجتمع حيوي ممن يمرون بنفس التجربة. لاحظ الأطباء أن التقنيات المتقدمة مثل أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة ومضخات الأنسولين قد أحدثت تحولاً في إدارة مرض السكري للرياضيين، مما يمنحهم بيانات في الوقت الفعلي عن مستويات السكر في الدم وتمكين توصيل الأنسولين بدقة.
التدريب المستمر
تحدث المهيري عن التحديات التي يواجهها، فقال: "تبدأ السباقات عادة في الصباح الباكر. ذات مرة، بينما كنت في أحد سباقات الكارتينغ، انخفض مستوى السكر في دمي أثناء السباق. توقفت للفحص وكان أصدقائي يدعمونني. وبعد شرب بعض من العصير، بسرعة عدت إلى المضمار، مما يثبت أن النكسة ليست سوى جزء آخر من الرحلة".
وبفضل تشجيع والديه اللذين كانا دائماً ركائز دعم له، يواصل المهيري سباق حياته وهو يتقبل كل التحديات ويدرك أيضاً مدى أهمية ممارسة الرياضة للحفاظ على مستويات السكر في الدم.