روائح كريهة في مناطق بدبي والسكان يطالبون بحلول عاجلة
يعاني سكان مناطق الليوان وورسان والمدينة العالمية دبي من رائحة كريهة تعيق حياتهم اليومية، ويشتبه في أنها صادرة عن محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة. وبحسب السكان، تصدر الرائحة وتكون قوية جداً منذ فترة غروب الشمس حتى الفجر، مما يجعل من الصعب الحصول على الراحة.
وقالت سارة جعفر، إحدى سكان المدينة العالمية دبي: "إن الرائحة كريهة للغاية لدرجة أننا لا نستطيع حتى فتح نوافذنا أو الخروج إلى الشرفة بعد الساعة السابعة مساءً". وكان أفراد أسرتها قد عانوا من الصداع والغثيان، وخاصة أطفالها، حيث عانوا من القيء بسبب الرائحة الكريهة.
وتواصلت صحيفة خليج تايمز مع بلدية دبي بخصوص الأمر وما زالت تنتظر الرد حالياً. شعر السكان بالعجز مع استمرار المشكلة في التفاقم مع تغير الفصول. ووصفوا الرائحة بأنها مثيرة للغثيان، وغالباً ما تشبه رائحة خزان الصرف الصحي.
تغيير الممارسات اليومية
لجأت سارة وعائلتها إلى إغلاق النوافذ والأبواب بإحكام، لكن الرائحة لا تزال تتسرب إلى الداخل. وأضافت: "أحياناً تختفي الرائحة لبضعة أيام، لكنها تعود بعد ذلك لتصبح أقوى".
وعلى نحو مماثل، قالت أميرة حسن، إحدى سكان الليوان: "كنت أحب قضاء الوقت على شرفتي، ولكن لم يعد ذلك خياراً متاحاً الآن". لم يقتصر تأثير الرائحة على استمتاعها بالمساحة الخارجية فقط، بل امتد الأمر ليشمل أيضاً بعض الممارسات الضرورية. وتقول: "كلما احتجت لغسل أي ملابس يجب علي أن أغسلها في الصباح لأنني بالتأكيد لا أستطيع نشر الملابس في تلك الرائحة".
لجأت أميرة لوسائل عديدة لمكافحة الرائحة، من حرق البخور إلى استخدام معطرات الهواء، ولكن يبدو أن لا شيء ينجح. وقالت: "إنها معركة مستمرة، وتؤثر سلباً على صحتنا النفسية والجسدية".
المخاطر الصحية
أصبحت هذه المشكلة مصدر قلق للكثيرين، حتى أن بعض السكان يفكرون في الانتقال للسكن في مناطق أخرى بسبب استمرارها. قال أحمد، وهو أحد سكان الورسان: "إن الرائحة تتسرب إلى منزلنا". وهو يشتبه في أنها تنبعث من محطة معالجة مياه الصرف الصحي القريبة وأضاف: "في الصيف ومع الرطوبة، تفاقمت المشكلة؛ حتى أن الرائحة تسللت إلى سيارتي". تواصل أحمد مع مدير المبنى لمعرفة ما إذا كان هناك أي شيء يمكن القيام به لمعالجة الأمر، لكن لم يتم تقديم أي مساعدة.
يتحدث الأطباء عن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لفترات طويلة للروائح الكريهة، وقال الدكتور محمد رشيد فاروقي، أخصائي الطب الباطني (معتمد من السياسة البريطانية للفحوصات الطبية في مجال النفط والغاز للعمل في الخارج) في عيادة أستر برأس الخيمة: "يمكن أن يؤدي التعرض للروائح الكريهة إلى عدد من المشكلات الصحية، بما في ذلك مشاكل الجهاز التنفسي والصداع وتأثر الجهاز الهضمي بأعراض مثل الغثيان والقيء".
وأشار إلى أن بعض الفئات، مثل الأطفال وكبار السن والأفراد الذين يعانون من أمراض مسبقاً، قد تكون أكثر تأثراً. وأوضح الدكتور فاروقي: "قد يكون لدى الأطفال أجهزة تنفس أكثر حساسية، في حين قد تضعف أجهزة المناعة لدى كبار السن".
نصائح للتعامل مع الروائح الكريهة
ولتخفيف المخاطر الصحية، يُنصح السكان بتحسين جودة الهواء في منازلهم، واستخدام أجهزة تنقية الهواء ومواد طبيعية لامتصاص الروائح مثل بيكربونات الصوديوم أو الخل.
يمكن أن يؤدي التعرض للروائح الكريهة لفترات طويلة إلى أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وحتى مشاكل القلب والأوعية الدموية بمرور الوقت.
تقول سارة: "كل ما نريده هو أن نتمكن من العيش بارتياح في منازلنا. نأمل أن تأخذ السلطات هذه المسألة على محمل الجد وتعمل على إيجاد حل". ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يستمر السكان في البحث عن حل لهذه المشكلة.
وأكدت الدكتورة لينا نصر، عالمة البيئة اللبنانية التي تعيش في الشارقة، على ضرورة بذل جهود جماعية وفردية لمعالجة مشكلة الروائح الكريهة. وقالت لصحيفة خليج تايمز : "يتعين على السكان المتضررين الضغط على الجهات المختصة لتحسين إدارة النفايات والصيانة المستمرة لمرافق الصرف الصحي للحد من الانبعاثات الضارة".
وعلى المستوى الفردي، أوصت الدكتورة لينا نصر السكان بتحسين جودة الهواء داخل المنزل من خلال استخدام فلاتر الهواء عالية الكفاءة (HEPA) في أنظمة تكييف الهواء الخاصة بهم وتغييرها بانتظام. وأضافت: "إن استخدام النباتات التي تمتص الروائح بشكل طبيعي، مثل زنابق السلام ونباتات العنكبوت، يمكن أن يساهم أيضاً في خلق بيئة داخلية أكثر صحة، ويشمل ذلك الشرفة".
وأشارت الخبيرة أيضاً إلى أن العديد من البلدان نفذت تدابير فعالة للسيطرة على الروائح الكريهة. وأضافت: "لقد قاموا بتركيب فلاتر بيولوجية في محطات معالجة مياه الصرف الصحي لالتقاط ومعالجة الروائح الكريهة قبل أن تنتشر".