رحلة الألم والأمل.. قهرالسرطان وألهم الملايين
يقول إسلام بلعريبي وهو أحد الناجين من مرض السرطان والذي أصبح أحد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي حول المرض: "كان الأمر صعباً للغاية لكنني أشكر الله تعالى على نجاحي."
وتم تشخيص إصابته بسرطان الغدة الزعترية في عام 2019، عندما كان عمره 18 عاماً فقط، ووجد إسلام صعوبة في التأقلم مع حالته. وقال : "عائلتي وأصدقائي كانوا معي دائماً، في البداية، لم أكن أعرف الكثير عن السرطان لكن تجربتي المباشرة مع الألم والصدمة ألهمتني لمشاركة رحلتي ونشر الطاقة الإيجابية."
وتلقى إسلام العلاج الشامل في كل من الجزائر والإمارات العربية المتحدة، قال إسلام متحدثاً عن تجربته: "كنت خائفاً، كان عمري 18 عاماً فقط حينها لكنني واجهت المرض بشجاعة، لقد كانت رحلة لم أتصور أبداً أنني سأضطر إلى تحملها."
رحلة وسائل التواصل الاجتماعي
بدافع من تجربته الشاقة، بدأ إسلام مشاركة رحلته على وسائل التواصل الاجتماعي لإثبات أنه من الممكن أن تستمر الحياة على الرغم من الإصابة بالسرطان، وسرعان ما اكتسبت قنواته على منصات يوتوب (YouTube) وتيكتوك (TikTok) وانستقرام (Instagram) وفيسبوك (Facebook) أكثر من 1.3 مليون متابع، ويشمل محتواه تجاربه الشخصية ورسائل تحفيزية ونصائح عملية حول التعامل مع السرطان.
قال إسلام: "لقد كنت متفائلاً جدًا بأنني سأنجح . إنها رحلة صعبة، ولكنها أيضاً رحلة يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية."
وكانت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي لرحلة إسلام كبيرة وغامرة، حيث تدفقت الرسائل من جميع أنحاء العالم من مقدمي الدعم والدعاء .
وأوضح: "أتلقى رسائل لتحفيز مرضى السرطان على محاربة المرض وأنا متاح لهم دائماً، لم أتخيل قط أن قصتي سيكون لها هذا التأثير الكبير."
وتعاون إسلام أيضاً مع الاختصاصيين في المجال الطبي لتقديم معلومات دقيقة عن العلاجات وخيارات الرعاية الصحية.
ويتنوع محتوى إسلام على وسائل التواصل الاجتماعي بين مجموعة من المواضيع، وتشمل جوانب رحلته ورسائل تحفيزية ونصائح عملية حول التعامل مع السرطان. وقال إسلام: "لقد بدأت بمشاركة رحلتي لمواجهة مشاعري الخاصة، لكنها تطورت إلى شيء أكبر بكثير، إن الدعم الذي تلقيته هائل، وأنا ممتن لأنني قادر على أن أزرع الأمل في الآخرين."
قال إسلام: "تحدثت عن العلاج وروتيني اليومي وكيف يمكن محاربة هذا المرض الفتاك، وبينما كنت أخضع للعلاج، تلقيت الدعوات من الآلاف من عائلتي التي تكونت على وسائل التواصل الاجتماعي".
قهر السرطان
تغلب إسلام على السرطان في منتصف عام 2022 بعد قرابة ثلاث سنوات من النضال، واستمر في إجراء الفحوصات الدورية حتى عام 2023، والتي أكدت خلوه من مرض السرطان. قال: "الحمد لله أنني شفيت تماماً من السرطان".
ويستمر إسلام في المشاركة في حملات التوعية وأنشطة جمع التبرعات والخطابات العامة. كما يدير مشروع منظمة خيرية في الجزائر حيث يعمل على توفير الخدمات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم للمحتاجين.
تحدث إسلام عن رحلته بأن أمله في البقاء كان بسبب دعم كل مِن كان حوله: "ما تعلمته من مكافحة هذا المرض هو أهمية مساعدة الآخرين، بما أننا نعيش في عالم سريع الوتيرة، غالباً ما لا يستطيع الناس تخصيص الوقت لبعضهم البعض، في حين أن ما يتوقون إليه بالفعل هو الوقت والاهتمام. إنني الآن أكرس حياتي لتقديم المساعدة للمحتاجين".
ويخطط إسلام في المستقبل لتأليف كتاب عن رحلته بهدف تقديم التوجيه والإلهام للآخرين الذين يواجهون تجارب مماثلة.