مسابقة الصيد بالصقور في مهرجان الظفرة. الصور: مقدمة
مسابقة الصيد بالصقور في مهرجان الظفرة. الصور: مقدمة

راشد الكتبي وأسرار ترويض الصقور للفوز في المسابقات

أكثر من 400 صقار تنافسوا في مسابقة الصيد بالصقور بمهرجان الظفرة والتي بلغت جوائزها 930 ألف درهم
تاريخ النشر

حصل راشد الكتبي على أول صقر من والده عندما كان في العاشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين أصبح لا يفارق الطيور الجارحة

وقال الإماراتي البالغ من العمر 45 عاماً: "كنت أحمل الصقر معي في كل مكان، حتى عندما أذهب إلى النوم".

وقال الكتبي إن الطائر الذي أهداه إياه والده الذي مارس رياضة الصيد بالصقور ينتمي إلى سلالة الوكري التي تستخدم في الصيد على وجه التحديد بسبب سرعتها وغرائزها الحادة في الصيد. وأضاف الكتبي أن الحفاظ على هذا الطائر يشكل تحدياً كبيراً مثل أي طائر جارح آخر، مشيراً إلى أنه تعلم الصبر والمثابرة من حيوانه الأليف الجديد، ما دفعه إلى تبني رياضة الصيد بالصقور مدى الحياة.

أثناء نشأته في دبي، كان الكتبي يتدرب مع طيوره البرية بالقرب من منزله عند الفجر قبل الذهاب إلى المدرسة، وفي فترة ما بعد الظهر بعد عودته.

"لقد أوضح لي والدي أن دراستي لها الأولوية القصوى، وأنه سيسمح لي بمواصلة هوايتي طالما كنت أحقق نتائج جيدة في المدرسة؛ ووعدني بمزيد من الطيور والسلالات الأفضل إذا حصلت على درجات جيدة."

خلال سنوات دراسته، طور الكتبي شغفه بالتنافس في رياضة الصيد بالصقور من خلال مسابقات المجتمع المحلي؛ "كانت تقام على نطاق صغير، وكانت الفريسة إما بطة أو حماراً؛ ومن يتمكن من صيد بطة يحصل على جائزة نقدية قدرها 25 ألف درهم".

بعد أن أنهى دراسته الثانوية، كان الشاب الكتبي واثقاً من رغبته في ممارسة رياضة الصيد بالصقور، فامتنع عن دخول الجامعة، وكرس حياته لهذه الرياضة.

وأوضح أن "الصيد بالصقور هو في دمي، وهو تراثي وتراث أجدادي".

مسابقات الصيد بالصقور

وكان الكتبي واحداً من 30 فائزاً حصلوا على جوائز تزيد قيمتها على 930 ألف درهم خلال مسابقات الصيد بالصقور في مهرجان الظفرة هذا الأسبوع.

وانطلقت منافسات البطولة التي استمرت أربعة أيام في 22 ديسمبر، وشارك فيها 419 صقاراً من مختلف أنحاء الإمارات، حيث حصل الفائزون بالمركز الأول على 100 ألف درهم، والفائزون بالمركز الثاني على 25 ألف درهم، والفائزون بالمركز الثالث على 15 ألف درهم، والفائزون بالمركز الرابع على 10 آلاف درهم، والفائزون بالمركز الخامس على 5 آلاف درهم.

وفي كل يوم كانت تقام مسابقات منفصلة لسلالات مختلفة من الطيور، وفاز اثنان من صقور الكتبي بالمركز الأول في فئات مختلفة، بينما فاز آخر بالمركز الثالث.

تربية الطائر الفائز

تربية صقر فائز ليست بالمهمة السهلة، فهي تستغرق شهراً من الترويض وشهراً آخر من التدريب، مع تحمل لدغات الطائر البري في كل مرة يحمله فيها صاحبه الجديد. وقد وصف الخطوات التي اتخذها مع سلالة "تيبي جرناس" التي احتلت المركز الأول في فئتها في اليوم الأول من المسابقة.

بعد أن اشتراه من مالكه الأصلي منذ عام تقريباً، كان عليه أن يعلمه أن يثق به ويتبع أوامره.

"لقد كان عنيفاً ويتصرف وفقاً لغرائزه البرية، وكان يقاوم ويعض في كل مرة أحمله فيها، ولكن كان عليّ الاستمرار في المحاولة حتى ارتبط بي أخيراً."

"كنت أحمله معي إلى المجلس وأشغل التلفزيون وأتحدث مع الحاضرين لجعله يشعر بالألفة بين البشر."

وأضاف أن الخطوة الثانية كانت جعل الطائر يشعر بالاعتماد علي في الحصول على الطعام، حيث قال: "لقد قمت بتقليل حصص وجبته تدريجياً، حتى يستمر في المجيء إلي للحصول على المزيد".

"إذا لم تتمكن من إنشاء علاقة قوية مع طائرك، فلن تنجح، لقد استغرق الأمر مني أسبوعاً لتعليمه كيفية الاستجابة عندما أناديه، ويستغرق الأمر لدى بعض الأشخاص ما يصل إلى ثلاثة أسابيع."

ويخضع الطائر البري بعد ذلك لشهر من تدريب القوة لعضلات جناحيه وظهره، "تماماً مثل البشر عندما يبدؤون في الجري أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، يكونون ضعفاء في البداية، ولكن بعد التدريب لبعض الوقت يصبحون أقوى".

ويجب تدريب الصقور أيضاً على فرد أجنحتها بالكامل عندما يستدعيها صاحبها للصيد. وقبل المشاركة في أي مسابقة، قال الكتبي إنه يأخذ طيوره إلى معسكر تحضيري في دبي.

"الرياضة أكثر تكلفة من الربح"

وقال إن أساليب التدريب تطورت بشكل كبير منذ أيامه الأولى.

"الآن نستخدم الطائرات بدون طيار أو دمى الطائرات لمحاكاة الفريسة الطائرة لتدريب صقورنا على مطاردتها."

وتتنوع مسابقات الصيد بالصقور أيضاً في أنواع الفرائس المستخدمة، حيث استخدم مهرجان الظفرة الحمام المحنط المربوط بحبل ويتم التلويح به لتقليد الطيور الطائرة، ويتعين على الصقور المتنافسة اصطياد الفريسة في أقصر وقت ممكن، وتراوح متوسط أوقات الفوز يوم الأربعاء بين 17.155 ثانية و17.528 ثانية لفئة واحدة.

ورغم فوزه بالعديد من الجوائز النقدية طوال العقود الثلاثة التي قضاها في ممارسة رياضة الصيد بالصقور، إلا أن الكتبي يقول إن هذه الرياضة مكلفة أكثر من كونها مربحة.

"إن دم الطائر القوي نادر، ويأتي بسعر مرتفع."

ولم يتذكر كم أنفق على صقوره السبعة عشر التي تتنافس في مسابقات مختلفة في مختلف أنحاء الدولة، لكنه قال إن هناك حالات اضطر فيها إلى دفع أكثر من 100 ألف درهم لشراء صقور من السلالة الأصيلة أو سلالة القرموشة. وهناك سلالات أخرى مثل التيبي، قد يتراوح سعرها بين 25 ألفاً و30 ألف درهم.

وأضاف "قبل أن أشتري طائراً، أقوم بفحص كل ريشة فيه حتى أدق التفاصيل - الرأس والوجه والعمود الفقري".

يتم تنظيم مسابقات الصيد بالصقور في مهرجان الظفرة من قبل هيئة أبوظبي للتراث ونادي أبوظبي للصقارين ومجلس أبوظبي الرياضي لدعم الصقارين المحليين وتشجيعهم على الاستمرار في تربية الصقور وحمايتها.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com