

شهدت أسعار الذهب والفضة انخفاضاً حاداً في دبي والعالم مساء يوم الثلاثاء، حيث تراجع الذهب إلى ما دون مستوى 500 درهم للغرام.
على المستوى العالمي، هبط الذهب الفوري بنسبة تتجاوز 5.3% ليصل إلى 4092 دولاراً للأوقية عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت الإمارات، مسجلاً بذلك أكبر انخفاض يومي له خلال خمس سنوات. وكان المعدن الأصفر قد بلغ مستوى قياسياً عند 4381 دولاراً للأوقية يوم الاثنين الماضي. أما الفضة، فقد تراجعت هي الأخرى إلى ما دون 50 دولاراً لتسجل 48.37 دولاراً للأوقية في نفس التوقيت، بخسارة بلغت أكثر من 7.4%.
وفي دبي، انخفض سعر الذهب من عيار 24 إلى 499 درهماً للغرام مساء الثلاثاء، متراجعاً بمقدار 22.75 درهماً في يوم واحد. كما تراجعت أسعار العيارات الأخرى، حيث سجل عيار 22 سعر 462.25 درهماً، وعيار 21 بلغ 443.25 درهماً، أما عيار 18 فسجل 379.75 درهماً للغرام.
جاء هذا التراجع في أسعار المعادن الثمينة بعد موجة ارتفاع قياسية في أسعار الذهب والفضة خلال الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع صعود الدولار الأمريكي وإقدام المستثمرين على جني الأرباح.
وقالت دانييلا هاثورن، كبيرة محللي السوق في شركة “كابيتال دوت كوم”، إن الذهب والفضة يتعرضان حالياً لعمليات بيع مكثفة مع تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأضافت: “لقد حظي الذهب والفضة باهتمام كبير في الأسابيع الأخيرة بعد موجة صعود قوية أدت إلى تسجيل المعدنين لارتفاعات قياسية متكررة. كان الزخم مدفوعاً بعدة عوامل، منها الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط المالية، إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي وتحسن الأساسيات الاقتصادية. لكن يبدو أن موجة الصعود فقدت الزخم هذا الأسبوع”.
وأوضحت أن “الأسواق كانت تشهد إقبالاً مفرطاً على التداول، وكانت الأسعار مرتفعة بشكل مفرط مقارنة بمستوياتها التاريخية، لذا فإن التراجع الحالي ليس مفاجئاً تماماً. أما العامل المحرك لهذا الهبوط فهو إدراك الأسواق لتراجع المخاوف بشأن التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري مع الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقائهما في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا الشهر”.
كما أوضحت هاثورن أن تأكيد الجانبين على استعدادهما لحل النزاع التجاري بينهما كان كافياً لإزالة جزء من “علاوة المخاطر” التي ظلت تؤثر في الأسواق خلال الفترة الماضية، على الأقل في الوقت الراهن.
وتابعت قائلة: “كان كل من الذهب والفضة مهيأين مسبقاً لتصحيح سعري، لذا فإن عمليات جني الأرباح لعبت دوراً في تعميق التراجع الحالي. ولم تتغير العوامل الأساسية بشكل كبير، حيث لا يزال الدعم طويل المدى قائماً، إلا أن قوة الصعود خلال الشهر الماضي لم تكن مبررة بالكامل، ما يجعل من الطبيعي أن نشهد تراجعاً أعمق مع تحسن آفاق العلاقات التجارية”.
وفيما يتعلق بالفضة، أشارت إلى أن نقص المعروض من المتوقع أن يظل عاملاً أساسياً في دعم الأسعار خلال الأشهر الـ 12 إلى 18 المقبلة، مع تزايد الطلب المتوقع من قطاع الطاقة المتجددة.