أعرب رئيس الوزراء اللبناني الدكتور نواف سلام عن عميق امتنانه لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الوفاء بالوعود بالسماح للإماراتيين بالعودة إلى وطنهم الثاني لبنان.
وقال الدكتور سلام خلال كلمته في القمة الإعلامية العربية في دبي: "لبنان لا ينسى لفتات أشقائه في الخليج العربي".
وأكد رئيس الوزراء اللبناني أن نحو 190 ألف مواطن لبناني يعيشون ويعملون في الإمارات "بإخلاص وتفان"، ويتمتعون "بالأمن والأمان ونوعية الحياة" في ما يعتبرونه "بلدهم الثاني".
وأكد الدكتور سلام أن لبنان مبني على ركيزتي الإصلاح والسيادة، مما يستلزم حصر السلاح. وأضاف: "يجب أن نتحرر من ثنائية السلاح التي أدت إلى ازدواجية القرار، وبالتالي إلى ضياع مشروع الدولة الوطنية".
وفي معرض شرحه لرؤيته للبنان، وصفها رئيس الوزراء بأنها "ليست خيالاً، بل مشروع واقعي". وقال إنها تريد دولة قانون ومؤسسات، دولة سيادة لا تهجير، دولة قرار لا ساحة معركة.
وأضاف "نريد لبنان مالك قراره في السلم والحرب، لبنان متجذر في هويته وانتمائه العربي، منفتح على العالم، قادر على أن يكون جسر تواصل بين الشرق والغرب".
وأشار الدكتور سلام إلى أن لبنان عاد إلى الحضن العربي، لكنه يتطلع إلى عودة الأشقاء العرب إليه، عودة فعّالة قائمة على الشراكة والتكامل.
وذكّر رئيس الوزراء الحضور بأن لبنان لا يزال يواجه التحديات، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية والانتهاكات اليومية للسيادة، حتى في الوقت الذي تعمل فيه البلاد على تنفيذ التزاماتها الدولية وتلتزم بوقف الأعمال العدائية.
وفي حديثه عن المشهد الإعلامي، وصف الدكتور سلام المعركة الحالية في لبنان بأنها "ليست معركة اقتصادية أو سياسية فحسب، بل معركة وعي، معركة كلمات".
قال: "الإعلام بالنسبة لنا ليس مجرد طرف في مسيرتنا نحو الإصلاح والتقدم، بل هو شرط أساسي لها. نريده شريكًا في إعادة بناء الثقة ورسم مستقبل جديد لبلدنا".
ودعا الزعيم اللبناني إلى وجود إعلام مهني ونزيه ملتزم بالحقيقة، ويخلق "مساحة للمشاركة والتفاهم والتفاهم المتبادل، كما قصد الفلاسفة الأوائل عندما عرفوا التواصل على أنه تقاسم المعنى".
ووصف الدكتور سلام المنطقة بأنها تقف عند "مفترق طرق تاريخي" و"لحظة إقليمية دقيقة" تتطلب خطاباً إعلامياً جديداً لمواجهة محاولات التهميش والتفكيك وإعادة إنتاج الأمل.
وأضاف "نريد إعلاما عربيا نابضا بالحياة يفتح النوافذ ويحمي الحرية دون إساءة استخدامها".
وفي ختام كلمته، لم يتحدث الدكتور سلام بصفته رئيساً للوزراء فحسب، بل كمواطن لبناني اختبر الألم والأمل، ويؤمن بأن الكلمات عندما تكون صادقة، يمكن أن تكون جسراً نحو مجتمعات أكثر إنسانية وتماسكاً.
ووصف دبي بأنها "مدينة الرؤية والطموح كما أرادها رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد"، داعياً كل الإعلاميين الأحرار إلى أن يكونوا "حراساً للحقيقة، وصناعاً للوعي، وحلفاء للتقدم".
وختم الدكتور سلام قائلاً: "لبنان من هنا يقول لكم: نحن عائدون، عائدون إلى دولتنا، عائدون إلى هويتنا العربية، عائدون إلى المستقبل".
اتفقت الإمارات ولبنان على السماح لمواطنيهما بالسفر بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل التنقل بين البلدين ووضع الآليات المناسبة.
سُمح لمواطني الإمارات بالسفر إلى لبنان اعتبارًا من 7 مايو، لكن التسجيل المسبق على منصة تواجدي التابعة لوزارة الخارجية إلزامي.