دبي: ملكة جمال أمريكا تلهم النساء وتكسر الصور النمطية
"ماديسون مارش"، ملكة جمال أمريكا 2024 وطيار القوات الجوية الأمريكية، تزور الإمارات العربية المتحدة في مهمة لكسر الصور النمطية المحيطة بالمرأة والجيش ومسابقات الجمال، و لتشجيع النساء في البلاد على متابعة وتحقيق تطلعاتهن.
على مر الزمان، كانت الصورة النمطية حول عبارة "الجمال وعلاقته بالذكاء" مقيدة للنساء. ومع ذلك، فإن ماديسون مثال حي على أن الذكاء والجمال يمكن أن يتجسدا في أشكال عديدة، ومن خلال تلك العبارة ، فإننا نتجاهل الطرق المتنوعة التي يعبر بها الأفراد عن قيمتهم.
في سن الثالثة والعشرين فقط، تسافر ماديسون حول العالم لإلهام النساء في حين تدافع عن المهن العسكرية. كما أنها تسعى للحصول على درجة الماجستير في السياسة العامة في جامعة هارفارد.
والجدير بالذكر أنها أتمت أول رحلة طيران منفردة لها كطيار خاص في سن السادسة عشر.
"العطاء"
وفي حديثها في القمة الإقليمية للتمكين الاقتصادي للمرأة في دبي يوم الخميس، قالت ماديسون: "كان شعار مدرسة كينيدي هو أن نسأل أنفسنا دائماً عما يمكننا فعله من أجل الآخرين... وأن نرد الجميل. أنا معجبة حقاً بفكرة هذا العصر الرقمي الجديد. هناك الكثير من القوة في وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن أن أصبح قدوة للنساء الشابات الأخريات لأنه ربما لا يوجد حولهن مباشرة شخص يمكنه إلهامهن. ولكن إذا كان بإمكانك أن تكوني منفتحة على وسائل التواصل الاجتماعي كما أفعل أنا الآن"،
وأضافت:" يمكن أن نبين للفتيات الصغيرات، أنكِ لست مضطرة للتخلي عن أنوثتك لارتداء الزي الرسمي، أو لتكوني ملكة جمال أمريكا، أو لتعملي في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أو لتكوني في مجال الطيران، وما إلى ذلك... يمكن للمرأة أن تفعل أي شيء وكل شيء".
كما أكدت ماديسون على أهمية الخبرات المتنوعة في حين أن تكون ضابطاً.
وتقول الأمريكية التي تنحدر من ولاية أركنساس: "إن التعليم وتجارب الحياة تؤهلك بالتأكيد لدور قيادي في الجيش. أعتقد أن مجرد الذهاب إلى المدرسة والتفاعل مع أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة والتنوع الهائل من جميع أنحاء البلاد والعالم في هارفارد، مكنني الآن من الاستفادة من تلك الخبرات وتطبيقها عندما أصبح قائداً بعد انتهاء هذا العام،"
دراسة الفيزياء فتحت أبواباً عدة
كما أكدت ماديسون أن دراسة الفيزياء فتحت لها العديد من الأبواب. وهي تعتقد أن الانخراط في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بغض النظر عما إذا كان المرء يسعى إلى مهنة في هذا المجال، يشكل ميزة كبيرة.
"أعتقد أن العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، سواء اخترت مهنة في هذا المجال أم لا، هو بمثابة "فتح باب" لأنني تعلمت منذ سن مبكرة أن أتعامل مع الصعوبات التي تصاحب دراسة تلك العلوم الصعبة، وكيفية تطبيق هذه المواد خارج المجال. والآن، عندما أدرس السياسة العامة في هارفارد، أستطيع الاستفادة من كل من مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أستطيع تطبيق الفيزياء في السياسة في المجالات الطبية. لذا فمن الرائع حقاً أن نرى هذا التداخل بين الاثنين."
التوعية بسرطان البنكرياس
تحصلت ماديسون على أكثر من 257.110 درهم إماراتي (70 ألف دولار) كمنح دراسية من مسابقات الجمال الخاصة بولايتها ومسابقات ملكة جمال أمريكا، وهي عازمة على أن تعمل لزيادة الوعي حول سرطان البنكرياس بعد أن فقدت والدتها بسبب هذا المرض عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها فقط.
ومن خلال مبادرتها للخدمة المجتمعية، تهدف إلى زيادة الوعي بسرطان البنكرياس وتعزيز جهود البحث.
وأضافت: "توفيت والدتي بسرطان البنكرياس عندما كانت تبلغ من العمر 41 عاماً. حدث هذا منذ حوالي ست سنوات، ولم تكن تعلم بشأن أي من الإشارات. لقد كانت صدمة كبيرة للعائلة. كانت تبدو كأنها في قمة الصحة الجيدة. بعد ذلك، بدأنا مؤسسة ويتني مارش تكريماً لها، وقمنا بجمع الأموال وبدأنا أنشطة رفع التوعية لمرضى سرطان البنكرياس في جميع أنحاء أمريكا".
وعلى ضوء تداخل الأبحاث الطبية ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الوقت الحاضر، أكدت ماديسون أنه خلال عامها الأخير في الكلية، أتيحت لها الفرصة للتركيز على الذكاء الاصطناعي وارتباطه بأبحاث سرطان البنكرياس.
وأضافت ماديسون: "هذه إحدى الطرق التي يتقاطع بها المجالين لأن الاكتشاف المبكر يشكل جزءاً بالغ الأهمية من بقاء مرضى السرطان حديث الاكتشاف على قيد الحياة. أنا لن ألتحق بكلية الطب، ولكني مهتمة بجانب مناصرة المرضى الذي كان مفقوداً بشكل كبير عندما اضطرت والدتي إلى محاربة سرطان البنكرياس. أريد أن أعمل بطريقة تضمن تمكين السياسات والأبحاث والأموال الفيدرالية حتى يتمكن الناس من النجاة من المرض".