وتُشجَّع المدارس والجامعات في جميع أنحاء دبي على تقديم وجبات صحية، وذلك في إطار إرشادات غذائية وتغذوية مُحسَّنة أطلقتها بلدية دبي. وتُلزم هذه الإرشادات المؤسسات التعليمية بتقليل السكريات المضافة، وزيادة الألياف، وتشجيع شرب الماء، والحد من هدر الطعام، من بين أمور أخرى.
كما يحدد الدليل معايير حجم الحصة الواحدة لضمان دقة في تحديد الكميات وتناسق الملصقات. وسيتم تنظيم تقديم الشاي والقهوة، وإلزام المؤسسات بتخطيط وجبات مستدامة من خلال الترويج للمكونات المحلية. وقد تم الكشف عن ذلك خلال الدورة الثالثة من منتدى دبي لسلامة الغذاء، الذي عُقد يوم الثلاثاء.
ستستخدم بلدية دبي أيضاً الألعاب والأساليب التفاعلية لتثقيف الطلاب حول أهمية سلامة الغذاء. وقد أطلقت البلدية منصة تعليم إلكتروني جديدة لهذا الغرض تُسمى "غذائي المدرسي".
وقالت الدكتورة نسيم محمد رفيع، المدير التنفيذي بالإنابة لهيئة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي: "تعتمد موادنا التعليمية على الألعاب، ونُعلّمهم أساسيات سلامة الغذاء. نُعلّمهم أفضل درجة حرارة لحفظ الطعام، وكيفية تخزينه بأمان، وغيرها من جوانب سلامة الغذاء التي يُمكنهم فهمها وتطبيقها بسهولة. الأطفال والشباب خير سفراء لضمان ممارسات آمنة".
كما نفذت الهيئة المدنية برنامجاً لمسؤول التغذية (NIC) للمؤسسات التعليمية، حيث يُقدم شخصاً مُعيناً بالمعرفة والمهارات اللازمة لتعزيز وتطبيق ممارسات التغذية الصحية في بيئات تقديم الطعام في المدارس. وسيكون هذا الشخص مسؤولاً عن ضمان الالتزام بالتغذية السليمة، وتعزيز عادات الأكل الصحية، ومراقبة جودة الطعام، ومعالجة المشكلات المتعلقة بالتغذية، وتدريب موظفي المقاصف.
جمانة شمس الدين، أخصائية الصحة وسلامة الغذاء في كلية علوم البحث العلمي، هي المسؤولة عن المعلومات الغذائية في معهدها. قالت: "نصمم قوائم الطعام لدينا بما يلبي الاحتياجات الغذائية والسعرات الحرارية، ونقدمها إلى بلدية دبي للموافقة عليها. يصعب أحياناً إقناع الأطفال بتناول الطعام لأنهم يرغبون في تناول السكريات والوجبات السريعة. في أحد أيام الأسبوع، نخصص حصة واحدة من طعام فاخر كهدية للأطفال. في ذلك اليوم، يكونون في غاية السعادة. كما نحرص على تقديم عروض متنوعة باستمرار حتى لا يشعروا بالملل".
ستتاح للمدارس في جميع أنحاء الإمارة إمكانية الوصول إلى أداة تدقيق ذاتي طورتها بلدية دبي لمساعدة المؤسسات التعليمية على تقييم الجودة الغذائية لعروضها. وستساعد لوحة معلومات ذكية على تتبع إحصائيات الامتثال، وجداول التدقيق، وحالة المدارس.
وسيعرض الموقع أيضاً خريطة تفاعلية لدبي تُظهر التزام المدارس بالتغذية المدرسية بشكل آني، ويتضمن قائمة مرجعية مدمجة لتوجيه المدارس نحو الالتزام بالتغذية. كما سيتضمن تقارير ووثائق قابلة للتنزيل لعمليات التدقيق وملاحظات قوائم الطعام.
وقال مايكل ليري ريفيرا مالونزو، مسؤول التغذية التطبيقية والتوعية بسلامة الأغذية في بلدية دبي، إن الهيئة المدنية تسعى إلى الوصول إلى أكثر من 400 ألف طالب في أكثر من 500 مدرسة في جميع أنحاء الإمارة.