أكد عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، أن دبي تعمل على خلق نظام بيئي حيث يصبح السياح مقيمين جدد.
اليوم، لم تعد دبي مدينةً تستحق الزيارة فحسب، بل أصبحت مدينةً تستحق العيش فيها، خاصةً في فترة ما بعد كوفيد-19 . كانت دبي تُحسن إدارة أمورٍ كثيرة، وكنا نعتبرها أمرًا مسلمًا به. كنا نعرفها جيدًا، لكن معظم العالم لم يكن يعرفها بالضرورة بالتفصيل. كانوا يعرفونها سطحيًا، وأحبوا ما يعرفونه.
عندما انفتحت دبي بعد جائحة كوفيد، وكانت أول من فتح أبوابها، بدأ الكثير منهم بالقدوم إليها ومكثوا فيها بضعة أشهر لأن مدنهم لم تكن تفتح أبوابها. حينها، عايشوا دبي عن كثب - ما وراء الفنادق الجميلة والخدمة الرائعة، كما قال.
وأضاف كاظم خلال حديثه في دردشة ودية ضمن أسبوع التعلم في مطارات دبي، أن السلامة والأمن وكل ما تقدمه دبي، فجأة أصبح ترفاً في أجزاء أخرى من العالم، بينما في دبي، أصبح الناس يعتبرونه أمراً مسلماً به.
لذلك، بدأ المزيد من الناس بالانتقال - أفراد من ذوي الثروات الكبيرة يبحثون عن فرص هنا، وخريجون جدد يبحثون عن وظائف وفرص في دبي، وشركات تنقل مقراتها الإقليمية والعالمية إلى دبي. كل ما نقوم به اليوم، والذي كان يهدف حرفيًا إلى توفير حياة رائعة للسكان، يستمتع به السياح، مما يخلق بيئة عمل مثالية يصبح فيها هؤلاء السياح في نهاية المطاف سكانًا جددًا في دبي. لقد أصبحت دبي تلك الآلة النابضة بالحياة التي تخلق هذه الفرص باستمرار،" صرّح الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري.
في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، استقطبت دبي سياحًا ومقيمين من دول جديدة، حيث اتخذها هؤلاء السياح موطنًا لهم ولعائلاتهم، لما توفره من أمن وأمان ونمط حياة مميز لسكانها.
وبذلك ارتفع عدد سكان الإمارة إلى 3.938 مليون نسمة في 12 مايو 2025، مقارنة بـ3.411 مليون نسمة في 1 يناير 2021.
بعد أعوام قياسية متتالية في عامي 2023 و2024، استقبلت دبي 5.31 مليون زائر دولي في الفترة من يناير إلى مارس 2025، بزيادة قدرها ثلاثة في المائة على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها في عام 2024.
وأشار إلى أنه منذ أن قامت دبي بدمج دوائر الاقتصاد والسياحة، فإن أفضل مدينة للعمل والعيش فيها هي المحرك الرئيسي لهما.
وأشاد بسياسة الأجواء المفتوحة التي تنتهجها الإمارة، مشيرًا إلى أن دبي تستقبل عددًا كبيرًا من المسافرين عبر مطار دبي الدولي. وإذا أمكن تحويل جزء منهم إلى مسافرين ترانزيت يأتون لاستكشاف المدينة، فيمكن تحويلهم لاحقًا إلى زوار عابرين، ثم إلى زوار متكررين.
وأوضح كاظم أن دبي تطورت كوجهة سياحية لتصبح مدينة مفضلة لأكثر من 200 جنسية، تشكل نحو 90% من السكان.
لقد كان هذا ركيزة نمو دبي. وهذا الانفتاح هو سرّ ما وصلت إليه دبي اليوم. وقد حققت الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يُسهّل القطاع الحكومي أعمال القطاع الخاص ويُمكّنه، نجاحًا كبيرًا، وستستمر في المستقبل.
أكدت مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أهمية روح المبادرة التي تتمتع بها الإمارة في تاريخ نموها.
عندما انطلقت رحلتنا من قطاع السياحة، في تلك المرحلة من المنطقة، لم يكن هناك أي قطاع آخر ينشط في هذا المجال. لطالما قلتُ إن دبي محظوظةٌ لعدم وجود النفط. لذا، أجبرها ذلك على أن تكون رياديةً، وأن تُفكّر كشركةٍ ناشئة، وأن تُفكّر في كيفية توليد ناتجها المحلي الإجمالي، كما قال خلال حديثه الجانبي.