دبي: "باركا دوت" النجاح لا يحمي النساء من التمييز بل يمنحهن قوة لمواجهة العالم

الإعلامية الهندية المخضرمة تشارك تجاربها في مؤتمر "نحن النساء" وتدعو لتمكين الأجيال القادمة عبر الصراحة والمساندة
برخا دوت في حدث We the Women على قناة KT. الصورة: نيراج مورالي

برخا دوت في حدث We the Women على قناة KT. الصورة: نيراج مورالي

تاريخ النشر

قالت الإعلامية باركا دوت، الحائزة على ترشيح لجائزة إيمي، إن التحدي الحقيقي أمام النساء هو إيجاد توازن بين امتلاك "جلد سميك" و"قلب رقيق". جاء ذلك خلال كلمتها الافتتاحية في مؤتمر انطلق في دبي، هدفه إتاحة منصة للنساء ليجدن الدعم والقوة من بعضهن البعض.

في فعالية "نحن النساء" التي نظمتها صحيفة "خليج تايمز"، أطلقت دوت حواراً صادقاً ومؤثراً مع الحاضرات، ووصفت الحدث بأنه "مساحة مجتمعية للحوار والمشاركة والضحك وحتى إظهار الضعف الإنساني" للنساء.

بينما أوضحت بعض المشاركات كيف طُلب منهن أن يخفين بريقهن، تحدثت أخريات عن أنهن وُصِفن بالمبالغة في الطموح. وأشارت أخريات إلى شعورهن بالذنب أحياناً عند سعيهن لتحقيق سعادتهن الشخصية. وقد أظهرت أكثر من نصف الحاضرات، برفع الأيدي، أنهن غالباً ما يكنّ النساء الوحيدات في قاعات الاجتماعات أو غرف مجلس الإدارة، رغم التقدم الكبير الذي أحرزته دولة الإمارات في مجال المساواة بين الجنسين في مكان العمل.

شرحت دوت كيف واجهت التمييز في مراحل متعددة من مسيرتها المهنية، وكيف تعلمت من والدتها التي كانت من أوائل المراسلات الحربيات في الهند. وأكدت أن "النجاح بحد ذاته لن يحمينا من التمحيص"، وأن من الضروري للمرأة "أن تطوّر جلداً سميكاً" مع الاحتفاظ بـ"قلب رقيق". وشددت أيضاً على أن كل جيل من النساء مدين للجيل الذي سبقه، ولديه واجب فتح الأبواب أمام الجيل الذي يليه.

التخطيط للمستقبل

انطلقت النسخة الثالثة من مؤتمر "نحن النساء" يوم الأربعاء في فندق عنوان سكاي فيو، حيث اجتمعت مئات السيدات من مختلف التخصصات في أنحاء الدولة للمناقشة والتبادل والتعلم. وتحت قيادة دوت، استضاف الحدث نخبة من القيادات النسائية في الدولة اللواتي تحدثن عن كسر الحواجز وتمهيد الطريق أمام الأخريات اللواتي يسعين خلفهن.

أدارت دوت جلسة نقاشية بعنوان "إعادة تعريف القيادة: نساء يقدن دون الامتثال"، وتضمّن فريق المتحدثات شمسة الفلاسي، الرئيس التنفيذي لبنك سيتي بنك إن. إيه، الإمارات والمدير القطري للبنك ورئيسة الخدمات المصرفية في الدولة، وإيزوبيل أبوالهول، مؤسسة ومستشارة وأمينة مؤسسة الإمارات للآداب، وكيمبرلي بيرس، الرئيسة التنفيذية لمستشفى كينغز كوليدج لندن، والدكتورة سونيا بن جعفر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الله الغرير.

وفي كلمته الافتتاحية، أوضح تيد كيمب، الرئيس التنفيذي للمحتوى في "خليج تايمز"، أن الفعالية ليست مجرد منصة للاحتفاء بالإنجازات، بل مساحة للتخطيط للخطوات المستقبلية. وقال: "اعتبروا هذه الحوارات أدوات عملية". وأضاف: "في زمن قد تهدّد فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بجعل كل شيء متشابهاً، سيضمن الأسلوب الذكي والحنون للنساء أن تبقى إنسانيتنا حاضرة. ففي خليج تايمز، لا نكتفي بنقل الأخبار، بل نساعد أيضاً في إظهار وصنع المسارات".

أسطورة النساء الخارقات

وفي كلمتها، بيّنت دوت أن أسطورة "المرأة الخارقة" ما هي إلا فخ. وقالت: "لقد شاهدنا إعلاناً تلو الآخر يصوّر هذه المرأة الأسطورية التي لا تتجعد ملابسها أبداً، والتي تبدو في مظهر مثالي، تجلس في غرفة الاجتماعات وتُبرم صفقات بمليارات الدولارات، ثم تتلقى مكالمة من المنزل تسألها عمّا يُفترض طهيه للعشاء، وتتمكّن من إنجاز ذلك أيضاً".

وأضافت: "في نهاية المطاف، ننظر إلى هذا النموذج المرضي ونقول لأنفسنا: لا أستطيع فعل ذلك، إذن هناك خطأ فيّ. أسمي هذا بـ‘سلسلة الذهب’. نحن بشر. نحن غير كاملين. وكل ما يمكننا فعله هو أن نجد قصصاً جميلة تعبّر عن إنسانيتنا من خلال عيوبنا".

وأشارت دوت إلى أن المساواة يجب أن تُناقش في مكان العمل والبيت معاً. وقالت: "الرجال أيضاً يعانون من التنميط". وتابعت: "إن الحوار حول النوع الاجتماعي، والتأثيرات الأبوية والثقافية التي تجعلنا نعتذر عن طموحاتنا، تفرض أيضاً نوعاً من الضغط على الرجال ليكونوا على نحو معين. والرجال يشعرون بأنهم موضع حكم عندما لا يكونون كذلك. وأعتقد أنه عندما نبدأ في إزالة الحواجز التي تمنعنا من خوض حوار صادق مع بعضنا البعض، حينها فقط نبدأ بإجراء حوار حقيقي خالٍ من الاعتذار".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com