

صور KT: نانديني سيركار
في معرض "جيتكس جلوبال 2025"، يتلاشى الخط الفاصل بين البشر والآلات أكثر من أي وقت مضى، حيث تسير الروبوتات بين البشر بشكل طبيعي.
من الروبوتات البشرية (Humanoids) التي تعلم الأطفال اللغات إلى الروبوتات التي تستطيع الركض والتسلق واستشعار ما يحيط بها، لم يعد مستقبل الأتمتة حبيس المختبرات؛ بل يتجوّل بثقة في قاعات مركز دبي التجاري العالمي.
ومن بين حشد الإبداعات المستقبلية، برز ابتكار واحد بلمسته الإنسانية: روبوت تعليمي مصمم لفهم طريقة التعلم الفريدة لكل طفل.
يجذب ابتكار محلي من مُعلِّمة إماراتية الأنظار في جناح وزارة التربية والتعليم، وهو عبارة عن روبوت يبلغ ارتفاعه متراً واحداً يمكنه تكييف خطط الدروس لتناسب كل طفل في الفصل الدراسي.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
قدمت لطيفة الحمادي، نائب المدير الأكاديمي في مدرسة الإيثار (مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي) بأبوظبي، "سند" (Sanad) — وهو مساعد تدريس مدعوم بالذكاء الاصطناعي ومصمم لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات من خلال خطط مخصصة.
وقالت الحمادي لصحيفة "الخليج تايمز": ""سند" في اللغة العربية يعني من يدعم شخصاً آخر. هذا بالضبط ما يفعله هذا الروبوت – إنه يدعم الطلاب والمعلمين على حد سواء".
وأوضحت أن الروبوت يستخدم نظام توصية لتقديم مواد تعليمية تتناسب مع مستوى مهارة كل طالب. "في فصل يضم 25 إلى 30 طالباً، من الصعب على المعلم تفصيل الدروس للجميع. يحلل الروبوت أداء كل طفل ويعدل الخطة وفقاً لذلك. وهو مخصص بشكل رئيسي لتعليم اللغات للأطفال"، كما قالت.
إذا أجاب الطالب على معظم الأسئلة بشكل صحيح، يقوم الذكاء الاصطناعي بزيادة الصعوبة تدريجياً. وأضافت الحمادي: "ولكن إذا واجهوا صعوبة، فإنه يجعل المحتوى أسهل، ثم يقوم بالبناء عليه خطوة بخطوة. الفكرة هي مساعدة كل طالب على التحسن وفقًا لسرعته الخاصة".
في الوقت الحالي، يمكن لـ "سند" تعليم اللغة الإنجليزية، ولكن يمكن برمجته لتدريس لغات أخرى مثل الفرنسية والصينية. المشروع لا يزال في مرحلة البحث.
وقالت الحمادي، التي تتابع دراسات الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي: "لقد تم بناؤه بالكامل في الإمارات العربية المتحدة. أردت أن يكون لبحثي تأثير حقيقي على الطلاب، لذلك توصلت إلى هذه الفكرة وبنيت النموذج الأولي بنفسي. لقد استغرق مني حوالي خمسة إلى ستة أشهر".
ا
لخطة هي تجربة "سند" في المدارس الحكومية، بدءاً من المراحل الابتدائية (1-5). وقالت: "سنسعى للحصول على موافقة وزارة التربية والتعليم لاختباره في الفصول الدراسية قريباً".
إلى جانب الدروس، تم تصميم "سند" للتفاعل مع الأطفال حتى أثناء فترات الاستراحة أو وقت الفراغ، مما يساعد على بناء مهارات المحادثة. وكشفت الحمادي قائلة: "هذه هي النسخة الأولى. أنا أعمل بالفعل على النسخة الثانية التي تحتوي على المزيد من أجهزة الاستشعار والكاميرات. في النسخة الثالثة، لن يحتاج الطلاب حتى إلى تسجيل الدخول — سيتعرف عليهم الروبوت تلقائياً ويبدأ التفاعل بناءً على مستوى الطالب".
في أماكن أخرى من أرض المعرض، كانت العديد من الروبوتات الأخرى مشغولة بإبهار الزوار. وكان من بين ما نال إعجاب الجمهور "بوستر T1" (Booster T1)، وهو روبوت بشري يبلغ ارتفاعه 1.2 متر ويزن حوالي 30 كيلوجراماً.
صُمم الروبوت ليتمتع بالرشاقة والتحمل، ويمكنه أداء حركات معقدة — حتى أنه يعود إلى وضعه الطبيعي بعد السقوط — والتنقل بسلاسة في أي اتجاه. وبفضل 23 درجة من الحرية (قابلة للتوسع لمزيد من التطوير)، يجمع "بوستر T1" بين التنوع والدقة. كما أنه مزود بقدرات استشعار وتحديد مواقع متقدمة. بعد أن نافس في كأس الروبوت 2024 (RoboCup 2024)، أصبح الروبوت منذ ذلك الحين شريكاً رسمياً لمسابقة الروبوتات العالمية.
وكان هناك عرض آخر لافت للنظر هو الروبوت الرباعي الأرجل "إكس 30" (X30)، وهو النموذج الرائد المصمم لدعم الصناعات التي تتراوح من التفتيش والتحقيق إلى الأمن والمسح ورسم الخرائط.
يُظهر "إكس 30" قوته واستقراره، ويمكنه تسلق السلالم بزاوية 45 درجة والمناورة بثقة في الأماكن الضيقة أو الوعرة. ويسمح له نظام الإدراك المتكامل بالعمل بشكل مستقل في الظروف القاسية — سواء في الظلام الدامس أو الإضاءة الخافتة أو السطوع الساطع.
مع بطارية يمكن تبديلها في دقائق، تم تصميم "إكس 30" للاستخدام المستمر في العمليات الميدانية عالية الضغط حيث تكون الموثوقية هي المفتاح.