خبير إماراتي: تعاطف مع "ترامب"عقب محاولة الاغتيال

ستؤدي محاولة اغتيال دونالد ترامب إلى "ارتفاع أصوات التعاطف" مع المرشح الجمهوري الأمريكي، بحسب الباحث المقيم في الإمارات الدكتور "كريستيان ألكسندر". وقال الأستاذ والزميل البارز في معهد ربدان للأمن والدفاع (RSDI) في أبو ظبي، أن هذا قد يكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات المقبلة.

وقال في حديثه لصحيفة "خليج تايمز" : "بإمكان محاولة الاغتيال أن تزيد من تحفيز قاعدة دعم ترامب، سيصور الحادث ترامب على أنه ناجٍ مما سيعزز بالتأكيد جاذبيته كزعيم مرن وحازم، وسيُنظر إليه على أنه شخصية أشبه بالشهيد، وسيُنظر إليه على أنه ضحية للعنف السياسي، مما قد يؤدي إلى زيادة في أصوات التعاطف".

وتعرض دونالد ترامب في يوم السبت 13 يوليو لإطلاق النار من قبل شاب يبلغ من العمر 20 عاماً أثناء قيامه بحملته الانتخابية في تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا. وأكد أنّ الرصاصة "اخترقت الجزء العلوي" من أذن ترامب اليمنى، حسبما أكد في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال".

وقُتل المسلح، الذي يُدعى توماس ماثيو كروكس، على الفور برصاص عملاء المخابرات. كما قُتل في الهجوم شخص آخر – وهو رجل إطفاء متطوع يبلغ من العمر 50 عاماً – أثناء محاولته حماية أسرته.

توحيد الشكل

وقال الدكتور كريستيان أن الحادث يمثل "تحدياً حقيقياً" للرئيس الأمريكي جو بايدن. وأضاف: "بينما يتعين عليه إدانة العنف وتقديم الدعم لترامب، فإنه يظل خصمه السياسي. من المرجح أن تتضمن استراتيجية بايدن تقديم نفسه كشخصية موحدة، والتي تتناقض بشكل حاد مع الخطاب المبتكر المرتبط بترامب".

وقال أنّ الخلل في النظام السياسي الأمريكي هو السبب جزئياً في هذا الحادث. وأردف: "لقد تزايد الاستقطاب بشكل مطرد، مما يجعل التعاون بين الحزبين شبه مستحيل. إن السياسيين الذين يحاولون سد الفجوة غالباً ما يتم نزع شرعيتهم واتهامهم بخيانة قيم حزبهم. لقد حولت عقلية المحصلة الصفرية التنافس السياسي إلى شكل من أشكال الحرب. يخفض الخطاب مستوى العنف، مما يجعل محاولات الاغتيال السياسي أكثر احتمالا".

وأضاف بأن الوفاة الفورية لمطلق النار ستشكل تحدياً للمحققين. وقال: "بغياب مشتبه به على قيد الحياة لتقديم روايات مباشرة، يجب على وكالات تطبيق القانون إعادة بناء وتصور حياة المهاجم ودوافعه المحتملة من خلال وسائل غير مباشرة. وهذا يعني أنّ أي استنتاجات يتم التوصل إليها سيكون لها بطبيعتها درجات من عدم اليقين."

حادثة صادمة

وفي الوقت نفسه كان الحادث صادماً بالنسبة للمغتربين الأمريكيين في الإمارات . قال "آرون آي"، المدير العام لشركة "جاك تايلور" لدول مجلس التعاون الخليجي: "خلال ما يزيد عن 30 عاماً من عمري، لم أواجه شيئاً كهذا من قبل. في دروس التاريخ، درسنا عن إطلاق النار على جون كينيدي ومحاولة اغتيال رونالد ريغان في الثمانينيات، ولكن لم يكن هناك شيء قريب من استبعاد مرشح رئاسي في الأربعين عاماً الماضية."

وقال آرون أنه يعتقد أنّ هذا هو الوقت المناسب لكي يظل الأمريكيون متحدين. وقال: "علينا أن نتحد بشكل جماعي ضده وأن نظهر أنّ العنف ليس هو الحل ولن يتم التسامح معه. إذا وجدوا أي شخص يقف وراء هذه المحاولة، فيجب تقديمه إلى العدالة. في نهاية المطاف، تمني الأذى لأي شخص أمر غير مقبول، والعنف ليس له مكان في السياسة أو في أي مكان آخر".

ووفقاً للخبراء المحليين، يمكن أن يكون للحادث تأثيراً هائلاً على الأسواق المالية العالمية. وقال آرون ليزلي جون، رئيس السوق في شركة (سنتشري فاينانشل Century Financial): "على المدى القصير، قد تشهد سوق الأسهم تقلبات متزايدة مع تفاعل المستثمرين مع الأخبار. لقد ارتفعت احتمالات الرهان على رئاسة ترامب في جميع المجالات. من المرجح أن تبدأ الأسواق المالية في تسعير رئاسة ترامب المحتملة، والتي من المحتمل أن تفيد شركات البنية التحتية والدفاع بالإضافة إلى الأسهم البسيطة وأسهم العقارات وأسهم الطاقة".

وقال الدكتور كريستيان أن محاولة الاغتيال تسلط الضوء أيضاً على قضايا أخرى. وأضاف: "إن قضية توماس ماثيو كروكس تسلط الضوء على تحدي كبير في الكشف عن التهديدات: التهديد غير المرئي أو التهديد التام. على عكس الأفراد الذين ينشرون نواياهم أو وجهات نظرهم المتطرفة علناً، لم يلفت كروكس الانتباه إلى نفسه بطريقة تثير القلق".

ووفقاً له، فإنّ محاولة اغتيال ترامب الفاشلة تسلط أيضاً الضوء على فعالية البروتوكولات الأمنية لحماية القادة السياسيين. وأضاف أن "حقيقة أن القاتل تمكن من الدخول وحمل بندقية بالقرب من موقع الحدث يشير إلى اختلال أمني كبير".