خبراء الإمارات يستكشفون إمكانية سكن البشر على الكواكب البعيدة

ناقشوا مستقبل السكن البشري خارج الأرض، والدور المتنامي للإمارات في النهوض باستكشاف الفضاء وعلم الأحياء الفلكي.
خبراء الإمارات يستكشفون إمكانية سكن البشر على الكواكب البعيدة
تاريخ النشر

عثر العلماء على أدلة مبدئية تشير إلى أن عالماً يدور حول نجم آخر قد يكون موطناً للحياة. ويقول باحثون في الإمارات إنه على الرغم من أن فكرة العيش على كوكب خارج المجموعة الشمسية تبدو بعيدة المنال اليوم، إلا أنها قد لا تكون مستحيلة في المستقبل.

احتفالاً بأسبوع الفضاء العالمي في متحف الشارقة للعلوم، جمعت جلسة بعنوان "استكشاف إمكانات البشرية خارج الأرض وتحديات الحياة في الفضاء" خبراء لمناقشة الإنجازات في أبحاث الفضاء، ومستقبل السكن البشري خارج الأرض، والدور المتنامي لدولة الإمارات في تعزيز استكشاف الفضاء وعلم الأحياء الفلكي.

اكتشافات جديدة

مؤخراً، أكد علماء الفلك وجود كوكب يُدعى "L 98-59 f"، يدور حول قزم أحمر على بعد حوالي 35 سنة ضوئية من الأرض. ووجدوا أنه يقع في "المنطقة الصالحة للسكن" لنجمه - وهي المنطقة التي يمكن أن توجد فيها مياه سائلة تحت الظروف المناسبة.

كما تم دراسة عالم آخر، هو "K2-18 b"، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST).1 وقد اكتشف العلماء مواد كيميائية في غلافه الجوي - بما في ذلك ثنائي ميثيل الكبريتيد (DMS) و ثنائي ميثيل ثنائي الكبريتيد (DMDS) - وهي جزيئات مرتبطة على الأرض بالميكروبات البحرية. وتُعتبر هذه إشارات "بصمات حيوية" محتملة.

ومع ذلك، لا تزال الأدلة أولية؛ فالتفسيرات البديلة غير البيولوجية ممكنة، والثقة الإحصائية لم تصل بعد إلى مستويات حاسمة تماماً.

هل يمكن للبشر العيش على كوكب خارج المجموعة الشمسية؟

تحدث عمار عيسى محمد، مدير إدارة المراصد الفلكية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، على هامش الفعالية قائلاً:

"عندما ننتقل من الكواكب المألوفة في النظام الشمسي إلى الأنظمة الكوكبية الخارجية، تبدو الفكرة بعيدة المنال. لو أن شخصاً قبل مئة عام قال إننا سنكتشف أدلة على وجود كواكب خارج المجموعة الشمسية، لرفض الكثيرون الفكرة. في الوقت الحالي، معرفتنا ومواردنا محدودة، ولكن من يدري، قد لا يكون من المستحيل تماماً في المستقبل أن نتمكن من العيش على كوكب خارجي".

وأشار إلى العديد من التحديات:

"تُعد الجاذبية الصغرى إحداها. نحن غير متكيفين مع تأثيرات الجاذبية الصفرية أو المنخفضة جداً. يفقد رواد الفضاء على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) كثافة العظام والكتلة العضلية، وتتدهور وظائف الجسم الأخرى في مثل هذه البيئات. وعلى الأجرام السماوية مثل القمر أو المريخ (أو أبعد من ذلك)، سيتطلب الحفاظ على الصحة البدنية اتخاذ تدابير مضادة شاقة".

وأوضح أن دعم إنتاج الغذاء للعيش خارج الأرض سيتطلب نظاماً تجديدياً ومغلقاً (closed-loop system). "شحن كل شيء من الأرض يكاد يكون مستحيلاً. يُعد الكمون (latency) (في نقل البضائع أو المعلومات) والسعة المحدودة مشكلة كبيرة".

العلماء الإماراتيون والتوعية التعليمية

في غضون ذلك، تجمَّع طلاب من مدارس مختلفة في الإمارة بالمتحف لحضور محاضرات والمشاركة في ورش عمل حول علوم الكواكب وجولات مشاهدة للمجرات.

أكدت منى الملا، معلم أول في متحف الشارقة للعلوم، أن برامج مثل "حوارات الفضاء" تساعد الطلاب على التعرف على الاكتشافات في الفضاء والفلك، مما يلهمهم نحو وظائف في هذه المجالات.

كما ردد الخبراء في الفعالية أن مثل هذه المبادرات لا تُشعل الفضول فحسب، بل تُعزز أيضاً البصمة المتنامية لدولة الإمارات في أبحاث واستكشاف الفضاء.

وقال إبراهيم عبدالرحمن الجروان، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات الفلكية: "الوعي العام والتعليم أمران حاسمان. تُعرف دولة الإمارات بالفعل بأنها من بين الدول الرائدة في مجال الفضاء إلى جانب دول مثل الهند والصين والبرازيل وأوروبا وروسيا، وتدريس الجيل الأصغر يساعد على استدامة وبناء هذه السمعة".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com