حادث السيرالمميت يبرز مخاطر النقل غير القانوني للأطفال
حث المعلمون الآباء على المحافظة على سلامة أطفالهم كأولوية على حساب توفير المال وتجنب استخدام خدمات النقل غير القانونية.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب حادثة وقعت مؤخراً، حيث توفي طالب يبلغ من العمر 7 سنوات من إحدى مدارس دبي، وأصيب 11 آخرون في انقلاب مركبة على طريق حتا لهباب يوم الثلاثاء الماضي. ويبدو أن السيارة كانت مستأجرة قامت بنقل الطلاب من المدرسة بعد انتهاء الدوام.
بعد الحادث، تحدثت صحيفة خليج تايمز مع المعلمين للنظر في كيفية مراقبة المدارس للاستخدام المزعوم لوسائل النقل غير المصرح بها من قبل الآباء، والذي غالباً ما يحدث بسبب القلق بشأن التكاليف وأوقات التنقل الطويلة.
قال الدكتور "أروجيا ريدي"، مدير مدرسة "امباسادور" بالشارقة: "نوصي بشدة باستخدام الحافلات المدرسية حيث أن الموظفين العاملين عليها مدربين تدريباً جيداً. علاوة على ذلك، يساعد مشرفو الحافلات في الصعود والنزول، مما يضمن سير العمل بسلاسة مع الالتزام بالجداول الزمنية. جميع موظفي الحافلات معتمدون من قبل الهيئات التنظيمية مثل هيئة الشارقة للتعليم الخاص وهيئة الطرق والمواصلات، ويتم اتباع بروتوكولات السلامة بدقة. الحافلات مجهزة بكاميرات 360 درجة، مما يضمن المراقبة الشاملة. كما يتم المحافظة على الامتثال للوائح بدقة ".
وأكد مديرو المدارس أن الحافلات المدرسية توفر وسيلة نقل آمنة للأطفال، فهي منظمة بشكل جيد، مع وجود أنظمة مراقبة صارمة والتصاريح الضرورية.
ويتم تدريب الموظفين المعنيين وتفويضهم ومحاسبتهم على أفعالهم، مما يؤدي إلى وجود شعور قوي بالمسؤولية.
وأضاف أن "السائقين الخاصين غالباً ما يفتقرون إلى التدريب أو التوجيه المناسبين. ويميل بعض السائقين إلى تحميل سياراتهم بعدد كبير من الأطفال والقيادة بسرعة للوصول إلى عدة مناطق لاصطحابهم. كما لاحظت أن بعض السائقين يسلكون طرقاً غير معبدة، وهو ما يشكل مخاطر محتملة".
وعند سؤال المدارس عن إمكانية خفض رسوم النقل لجعل خدمة الحافلات المدرسية سهلة المنال بالنسبة للآباء، أكد المعلمون أن تكلفة النقل المدرسي هي أعلى قليلاً بسبب التكاليف المرتبطة بها.
وسائل نقل آمنة وبأسعار معقولة
وقال ريدي: "عندما يعرب الآباء عن قلقهم بشأن تكلفة الحافلات المدرسية، فإنهم غالباً لا يدركون أن ما يدخرونه عند استخدام (النقل غير المصرح به) ضئيل. في الواقع، إذا قاموا بحساب الأرقام، فقد تكون المدخرات الشهرية قليلة مثل 40 درهماً إماراتياً اعتماداً على المدرسة. من المهم أيضاً أن يدرك الآباء أن رسوم النقل المدرسي معتمدة من قبل السلطات التنظيمية، التي تقيم السوق بدقة قبل اعتمادها للمدارس".
وأضاف ريدي: "الوقت الوحيد الذي قد يوفر فيه الآباء المال هو أثناء العطلات المدرسية. على سبيل المثال، إذا كانت المدرسة تعمل لمدة أسبوعين فقط في ديسمبر، يبقى الآباء مضطرين لدفع تكاليف الشهر بالكامل لتغطية تكاليف الموظفين. ولكن إذا نظرت من زاوية أكبر، فيجب على الآباء إعطاء الأولوية لسلامة أطفالهم على المال".
وأشار قادة المدارس إلى أن تيسير كلفة وسائل النقل المدرسي يعد خطوة مهمة نحو ضمان حصول جميع الطلاب على وسائل نقل آمنة وموثوقة.
قالت "ليزا جونسون"، مديرة الأكاديمية الأمريكية للبنات في وقت سابق: "نحن نبحث باستمرار عن طرق للحفاظ على سلامة وسائل النقل المدرسي وبأسعار معقولة، وبالتالي نجعل الحافلات المدرسية خياراً مفضلاً لمزيد من العائلات، ونقلل من استخدام الآباء لخدمات غير منظمة".
الآباء يفكرون بشكل مختلف
كان "جون كارفاليو" ينفق 800 درهم شهرياً على نقل ابنه إلى المدرسة. وكان ابن الوافد البالغ من العمر 11 عاماً يضطر إلى الجلوس لأكثر من ساعة ونصف في حافلة المدرسة لقطع مسافة 8 كيلومترات فقط.
وبسبب استيائه من التكلفة "المبالغ فيها" وطول وقت التنقل، حول كارفاليو ابنه الآن إلى خدمة النقل الخاصة. وقال: "أفضل ركوب السيارة المشتركة لأننا نعيش في السطوة ومدرسة ابني في القوز". وأضاف لصحيفة خليج تايمز: "لا يوفر ابني حوالي ساعة ونصف في كل رحلة فحسب، بل إن الأمر أكثر فعالية من حيث التكلفة".
في حين يشكو بعض الآباء من المسافات الطويلة والتكاليف المرتفعة، فإن آخرين يضعون السلامة في المقام الأول.
وقال "أريجيت ناندي"، والد طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات: "في الطريق إلى المدرسة، يركب سيارة مشتركة مع صديق، أما في طريق العودة، نفضل أن يعود طفلنا في حافلة المدرسة نظراً لكوننا أنا وزوجتي نكون في العمل، وهو ما يكلفنا حوالي 3000 درهم في الفصل الدراسي، بإجمالي يزيد قليلاً عن 9000 درهم سنوياً".
من ناحية أخرى، استأجرت صديقة ناندي سائقاً بسيارته الخاصة لاصطحاب أطفالها من المدرسة. وقال ناندي: "نظراً لأننا لم نكن نرغب في التعامل مع سائق تابع لجهة خارجية قد يكون لديه رخصة قيادة فقط ولكنه لا يتمتع بتدريب مناسب في التعامل مع الأطفال، فقد اخترنا حافلة المدرسة فقط لاصطحاب الأطفال".