

الصور: الموقع الرسمي لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة في أوساكا
تجاوز عدد سعف النخيل المستخدم في جناح دولة الإمارات في معرض إكسبو 2025 أوساكا أكثر من مليوني سعفة، تم شحنها من الإمارات إلى اليابان لإنشاء واحة نخيل إماراتية تغمر الزوار من لحظة دخولهم.
ساهم هذا التصميم المميز في حصول دولة الإمارات على جائزة البرونز من المكتب الدولي للمعارض في فئة التصميم المعماري وتصميم المناظر الطبيعية ضمن فئة الأجنحة المشيدة ذاتياً التي تزيد مساحتها عن 1500 متر مربع، وذلك بوضع الجناح الإماراتي ضمن أفضل ثلاثة أجنحة في المعرض.
قال شهاب الفهيم، سفير الدولة فوق العادة والمفوض العام لجناح الإمارات في إكسبو 2025 أوساكا، لصحيفة خليج تايمز إن التركيز كان على إعادة استخدام سعف النخيل بطرق مبتكرة، بدءاً من الشحن والمعالجة وصولاً إلى إعادة تخيل طرق استخدامه.
وقال "إن شجرة النخيل كانت دائما مصدرا للغذاء والبناء بالنسبة لنا للمنازل والسفن".
وأوضح أن الفريق تعاون مع شركات يابانية لجمع وتنظيف سعف النخيل، مما أسهم في دمج الخبرة المحلية مع الحرفية الإماراتية.
وأضاف الفهيم: "ركزنا على قطاع الفضاء وقمنا ببناء صاروخ مصنوع من سعف النخيل، مستلهمين تصميمه من الصاروخ الياباني H2A الذي أطلق مسبار الأمل وخليفة سات من الإمارات. هذا الصاروخ، الذي شُيِّد بالكامل بأيادٍ إماراتية، يجسد التعاون الثقافي والعلمي بين اليابان والإمارات".
استغرق بناء الصاروخ نحو أربعة أشهر، وعكس مزيجاً من الدقة اليابانية والإبداع الإماراتي.
يضم الجناح 90 عموداً من سعف النخيل، تجمع بين الهوية الإماراتية والابتكار المستدام، مع التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: الفضاء والاستدامة والرعاية الصحية.
يحمل جناح دولة الإمارات شعار من الأرض إلى الأثير، وهو ما يجسد فلسفة الدولة والتزامها بتمكين الحياة في جميع جوانبها، من العمل البيئي الملموس إلى الطموح اللامحدود في استكشاف الفضاء.
استمتع الزوار بتجربة متعددة الحواس، حيث تمكنوا من رؤية الأعمدة المعقدة والإضاءة الفريدة، وشم رائحة سعف النخيل التي ذكّرت العديد من الزوار اليابانيين بحصير التاتامي التقليدي، ما أوجد إحساساً قوياً بالألفة والارتباط بين الثقافتين.
ضم الجناح أيضاً 24 سفيراً شاباً من الإمارات واليابان، قاموا بسرد قصص الجناح باللغات العربية والإنجليزية واليابانية. وقد أسهم حماسهم وتفاعلهم في حصول جناح الإمارات على جائزة أفضل طاقم عمل في المعرض.
وبحسب الفهيم، فقد جذب الجناح ما يقرب من خمسة ملايين زائر بشكل مباشر، حيث بلغ عدد الزوار الفعليين 4.9 مليون، ومع احتساب الزوار الافتراضيين تجاوز العدد الإجمالي خمسة ملايين.
وأضاف أن جناح دولة الإمارات كان الجناح الأكثر زيارة في المعرض، متفوقاً حتى على الجناح الياباني الذي سجل 1.8 مليون زائر.
وأشار قائلاً: "يعكس هذا النجاح جاذبية دولة الإمارات، وحفاوة الترحيب التي قدمت لضيوفها، والتصميم المميز للجناح".
من أبرز ما ميّز الجناح أول مطعم إماراتي في اليابان، والذي أصبح من أشهر مطاعم إكسبو. قدّم المطعم أطباقًا إماراتية تقليدية، مثل لحم الغوزي وحليب الإبل مع الرهش، مُقدّمةً في صندوق بينتو إماراتي-ياباني، جسّد اندماج الثقافتين.
وشارك في المهرجان نخبة من الطهاة الإماراتيين الحائزين على نجمة ميشلان وخبراء الطهي العالميين، لاستعراض تنوع المأكولات الإماراتية.
ترك الجناح أثراً ثقافياً عميقاً، إذ جذب زواراً يابانيين كانوا قد زاروا جناح أبوظبي في إكسبو أوساكا 1970، ليعودوا بعد مرور 55 عاماً ويشهدوا التطور والتقدم الكبير الذي حققته دولة الإمارات.
وقال الفهيم: "شاركنا هؤلاء الزوار ذكريات معرض 1970 ورأوا كيف وصلت الإمارات إلى هذه المكانة"، مؤكداً على الدور الذي لعبه الجناح في تعميق الجسر الثقافي بين البلدين.