جراحات تصحيحية تعيد الحياة لمواطن بعد معاناة طويلة
عانى الشاب الإماراتي محمد خميس الأحبابي، البالغ من العمر 17 عاماً، من صعوبات كبيرة في حياته. بدأت معركته مع خلل حاد في وظائف الكلى استمر لخمس سنوات وأبقاه طريح الفراش، وتواصلت تحدياته مع الخضوع لعمليات تصحيحية تدريجية لمعالجة التشوهات في الوركين والساقين.
وفي عام 2018، تم تشخيص إصابة محمد بمرض كلوي حاد عندما كان عمره 12 عاماً فقط. ومع مرور الوقت، تدهورت حالته مما أدى إلى تشوه ساقيه، فأصبح حبيس منزله. ولحسن الحظ، تعافى في عام 2023 بعد خضوعه لثلاث جلسات غسيل كلوي أسبوعياً حافظت على صحة كليتيه. ومع ذلك، على الرغم من أن كليتيه الآن في حالة ممتازة، إلا أن التشوه في ساقيه ظل قائماً.
وقال خميس الأحبابي، والد محمد، إنهم كانوا يتمنون له حياة طبيعية وسعيدة، وأضاف: "كنا نشعر بالحزن عليه لأنه لم يتمكن من الخروج من المنزل والاستمتاع بالهواء الطلق. وبما أنه يدرس عن بعد بسبب قلة الحركة، لم يتمكن من إقامة علاقة طبيعية مع أصدقائه، وهذا أثر بشكل أكبر على أدائه وشخصيته".
قبل زيارة محمد لمدينة برجيل الطبية، كان قد خضع لعملية جراحية بسيطة لمحاولة تصحيح تشوهاته. وقال الدكتور "مايكل أوغلو"، مدير عيادة بالي الشرق الأوسط واستشاري جراحة العظام للأطفال في مدينة برجيل الطبية: "عندما وصل محمد إلى عيادتنا، كان يعاني من حثل عظمي كلوي المنشأ، وهي حالة مرضية تتسبب في ضعف في العظام وتؤثر على 30-60% من المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكلى".
كان محمد يعاني من حالة الركبة المتلاصقة، وهي حالة تتلامس فيها الركبتان لكن الكاحلين يظلان منفصلين. وأضاف الدكتور أوغلو: "كان هناك تشوهات في كل من عظام الفخذ وعظام الساق. وعلى الرغم من خضوعه لعملية جراحية بسيطة قبل بضع سنوات لتحسين المحاذاة مع النمو، إلا أنها لم تنجح. ولسوء الحظ، أدت إلى حالة خطيرة تسمى انزلاق مشاش رأس الفخذ، مما تسبب في تشوه كبير في الوركين. كما تسبب في الألم والتصلب".
عمليات جراحية غيرت حياة محمد
وقام الدكتور أوغلو بفحص التشوهات المعقدة في وركي وساقي محمد بعناية. ولاستعادة القدرة على الحركة، نصح بإجراء خمس إجراءات تصحيحية منفصلة على مراحل من خلال ثلاث عمليات جراحية، يتم إجراء كل منها بفارق ستة أسابيع. وقال خميس: "شرح لنا الدكتور أوغلو خطوات العلاج بوضوح وقدم لنا كل الدعم الذي نحتاجه".
في حين قامت الجراحة الأولى بإصلاح مشاكل تتعلق بالجزء العلوي والسفلي من عظم الفخذ الأيمن، قامت الجراحة الثانية بتصحيح مشاكل الجزء العلوي من عظم الفخذ الأيسر، أما الجراحة الثالثة فقد قامت بإصلاح الجزء السفلي من عظم الفخذ الأيسر وعظم الساق.
وأوضح الدكتور أوغلو قائلاً: "كان الهدف من الجراحة هو إعادة بناء عظام الفخذ العلوية لضمان عمل مفاصل الورك بشكل جيد. بالإضافة إلى استعادة محاذاة أسفل الساقين بحيث يتم استعادة محوره الميكانيكي الطبيعي، مما يسمح لوزن جسمه بالارتكاز مباشرة على مركز الوركين والركبتين والكاحلين".
وقد كانت نتائج عمليات التصحيح مذهلة على محمد، حيث أصبح الآن قادراً على المشي بشكل مستقل. وأضاف الطبيب: "من خلال العلاج الطبيعي، سيتمكن من بناء القدرة على التحمل وقوة العضلات".
وقال خميس: "نشكر الله والدكتور أوغلو وفريق مدينة برجيل الطبية. فقد قلت زياراتنا للمستشفى الآن. كل ما نحتاجه هو متابعة بسيطة وأدوية بسيطة".
وبفضل عمل الكلى بشكل جيد ونجاح جراحات التصحيح، يستطيع محمد الآن أن يعيش حياة طبيعية. وقال الدكتور أوغلو: "لقد تعافى بشكل جيد. والآن بعد إعادة بناء ساقيه، يمكنه أن يتوقع أداءً ممتازاً. ومع ذلك، لا زال هناك خطر الإصابة بهشاشة العظام في الوركين لأن تشوهاته كانت كبيرة جداً. يتعين عليه المتابعة من وقت لآخر للحفاظ على صحة مفاصله".