االثعلب رصد في الإمارات للمرة الأولى عام 1995

لصورة من وكالة الطوارئ - أبوظبي تستخدم لأغراض توضيحية
االثعلب رصد في الإمارات للمرة الأولى عام 1995 لصورة من وكالة الطوارئ - أبوظبي تستخدم لأغراض توضيحية

ثعلب "بلانفورد" ..ظهورنادر في محمية وادي الوريعة

تم تسجيل الثعلب لأول مرة في جبال البلاد في عام 1995 ولم يتم رؤيته إلا بشكل متقطع منذ ذلك الحين
تاريخ النشر

ثعلب "بلانفورد" المراوغ، المصنف على أنه "معرض للإنقراض" ضمن القائمة الحمراء الوطنية لدولة الإمارات والقائمة الحمراء الإقليمية للجزيرة العربية، هو من أحدث الأنواع التي تم توثيقها بالكاميرا كجزء من مبادرة "نوتيس ناتشور". يهدف مشروع رسم خرائط الحياة البرية إلى تقييم حالة الحفاظ على الأنواع الرئيسية ودعم الجهود الرامية إلى حماية وتعزيز التنوع البيولوجي الغني في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتمكنت كاميرا استشعار الحركة في محمية وادي الوريعة الوطنية من التقاط صور لهذا الثعلب الصغير النادر، إلى جانب أنواع أخرى مثل قنفذ "براندت" والثعلب الأحمر، وطيور مثل طائر القمح هيوم، بالإضافة إلى الحمير والماعز البرية.

كما اكتشف العلماء الإماراتيون من قادة التغيير العديد من الأنواع بما في ذلك الطهر العربي المهدد بالانقراض والثعابين وذباب اليعسوب والأوزاغ والعقارب وفرس النبي والخنافس، والعناكب والضفادع العربية والجراد وغيرها خلال رحلاتهم العلمية الحصرية للمواطنين داخل الحديقة.

تم تسجيله لأول مرة في عام 1995

"تم تسجيل ثعلب بلاندفورد لأول مرة في جبال الإمارات العربية المتحدة في عام 1995، ولكن لم يتم رؤيته بشكل منتظم منذ ذلك الحين، ويُعرف هذا الثعلب بنشاطه الليلي، حيث يتغذى بشكل رئيسي على الحشرات والفواكه، بالإضافة إلى قوارض مثل الجربوع "فاغنر" والفئران الشوكية."

وثعالب بلاندفورد صغيرة الحجم، حيث يصل وزن البالغ منها إلى حوالي 3 كغ. ويبلغ طولها من الرأس إلى الذيل حوالي 70 إلى 90 سم. ولها آذان طويلة كبيرة وذيول طويلة كثيفة وشعر طويل داكن اللون، يكاد يكون طول الجسم. وقد يكون طرف ذيلها أسود أو أبيض. تعيش في المناطق الجبلية الصخرية على سفوح التلال وفي الوديان ويمكنها القفز بسهولة عمودياً لمسافة ثلاثة أمتار على الحواف. يتشابه الذكور والإناث في المظهر، لكن الأرجل الأمامية والجسم للذكور أطول بنسبة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة في المائة من الإناث.

كيف تم التقاطها بالكاميرا

تم تركيب كاميرات استشعار الحركة في المنطقة الجبلية المحمية كجزء من مشروع "نوتيس ناتشور". يتم تشغيل الكاميرات عند الحركة وتعمل ليلاً ونهاراً باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وهي توفر طريقة غير تدخلية لمراقبة الحياة البرية، وخاصة الأنواع الخجولة مثل ثعلب بلانفورد.

الصورة: مقدمة
الصورة: مقدمة

وأطلقت مؤسسة المشرق وجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة مبادرة "نوتيس ناتشور" لرسم خرائط الحياة البرية بهدف توثيق وتقييم حالة الحفاظ على الأنواع الرئيسية في الإمارات العربية المتحدة. وهي أيضاً جزء من مبادرة المشرق العالمية "كاليمب 2 تشينغ" التي تجمع بين المنظمات غير الحكومية والحكومية والشركات وعلماء المواطنين لحماية التنوع البيولوجي الغني في الإمارات العربية المتحدة.

ويتم تنفيذ المشروع بالشراكة مع هيئة البيئة في الفجيرة في أول محمية جبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة - محمية وادي الوريعة الوطنية، المحمية البرية الوحيدة في الفجيرة بمساحة إجمالية قدرها 225 كيلومتراً مربعاً، وتغطي أكثر من 20 في المائة من إجمالي مساحة الإمارة.

وبحسب مدير المشروع فإن "أنشطة رصد الحيوانات هذه توفر رؤى قيمة حول حالة التنوع البيولوجي وتؤكد أهمية وفعالية تحديد المناطق المحمية للحفاظ على الحياة البرية".

مهمة العلماء المواطنين

توفر جمعية الطبيعة فرصاً لمختلف المجتمعات في دولة الإمارات العربية المتحدة - العائلات والمنظمات وصناع القرار والشباب - للمشاركة بشكل مباشر في الحفاظ على البيئة باعتبارهم "علماء مواطنين" من خلال برنامج قادة التغيير التابع لجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة.

ويعمل العلماء الإماراتيون جنباً إلى جنب مع الخبراء والمتخصصين في جمع وتحليل البيانات القيمة التي تساعد في استراتيجيات الحفاظ على الحيوانات من خلال نشر الأدوات العلمية والمساعدة في تركيب وصيانة كاميرات استشعار الحركة في مواقع مختارة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة.

وقالت منى الغرير، رئيسة قسم التسويق والاتصالات المؤسسية في بنك المشرق: "إن الصور الأخيرة لثعلب بلانفورد في محمية وادي الوريعة الوطنية هي شهادة على أهمية جهودنا في الحفاظ على البيئة. وتوفر هذه المشاهدات رؤى بالغة الأهمية حول التنوع البيولوجي الغني في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعدنا على فهم وحماية الحياة البرية الفريدة لدينا.

وأضافت: "باستخدام التقنيات العلمية البسيطة والمتقدمة، نقوم بجمع بيانات مهمة عن التنوع البيولوجي في دولتنا. ولا تعمل هذه البيانات على توسيع معرفتنا بالنظم البيئية المتنوعة في دولة الإمارات فحسب، بل تسمح لنا أيضاً بمعالجة التأثيرات الضارة للتوسع الحضري والتلوث وتغير المناخ على النباتات والحيوانات في الدولة".

وأشارت الغرير إلى أنه منذ يناير 2023، كان هناك أكثر من 550 مشاركاً، جمعوا أكثر من 3200 ملاحظة. وأكدت: "من خلال مبادرة نوتيس ناتشور، نهدف إلى جمع بيانات قيمة، وإلهام الجميع بالحس الجماعي، وتعزيز المسؤولية المشتركة عن رعاية البيئة في مجتمعاتنا بما يتماشى مع رؤيتنا الاستراتيجية كاليمب 2 تشينغ".

ومن جانبه، علق الدكتور "أندرو جاردنر"، المدير المساعد لحفظ التنوع البيولوجي في جمعية الإمارات للطبيعة: "نحن متحمسون لالتقاط مثل هذه الصور الواضحة لثعلب بلانفورد النادر والسري. لأنه نادراً ما يتم رؤية هذه الحيوانات، لذا فإن كل ملاحظة تقدم معلومات جديدة عن توزيع الأنواع وحالتها".

وأضاف: "بفضل دعم بنك المشرق وهيئة البيئة في الفجيرة وعلمائنا المواطنين في برنامج قادة التغيير، فنحن على ثقة من أننا سنتمكن من جمع المزيد من البيانات لثعلب بلانفورد وغيره من الأنواع النادرة مثل الطهر العربي والوشق في جبال الإمارات العربية المتحدة. وهذه معلومات علمية قيمة للغاية، تساعد في إدارة الحفاظ على هذه الأنواع".

كيفية الانضمام إلى رسم خرائط الحياة البرية

من خلال مبادرة "نوتيس ناتشور"، يمكن للأفراد في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة في استطلاعات التنوع البيولوجي والحفاظ على الطبيعة من خلال التسجيل في موقع قادة التغيير التابع لجمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة (leadersofchange.ae) للأحداث القادمة.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com