تواصل أولياء الأمور مع المدارس يقلل توتر الامتحانات

مدارس الإمارات تعزز التعاون الأسري وتوجه الآباء لدعم أبنائهم نفسياً وأكاديمياً خلال موسم الاختبارات
تواصل أولياء الأمور مع المدارس يقلل توتر الامتحانات
تاريخ النشر

[ملاحظة المحرر: هذه المقالة جزء من قسم " المدارس وأولياء الأمور" في صحيفة "خليج تايمز"، وهو قسم مخصص لدعم الأسر في دولة الإمارات العربية المتحدة في استكشاف الخيارات التعليمية المتاحة. يقدم القسم شروحات وتوجيهات من قادة التعليم، ونصائح الخبراء، ورؤى أولياء الأمور لمساعدة القراء على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن المدارس والمناهج الدراسية والمجتمعات المحلية.]

مع اقتراب موسم الامتحانات، الذي يشير إلى بدء التحضيرات المكثفة لامتحانات نهاية الفصل الدراسي في ديسمبر بالعديد من المدارس، تُولي المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء الإمارات اهتماماً أكبر بتوجيه أولياء الأمور للعب دور متوازن وواعٍ في مسيرة أبنائهم الدراسية.

يأتي هذا التركيز المتجدد على التعاون بين الأسرة والمدرسة بالتوازي مع تحديثات أوسع في أنظمة التقييم. فقد أوضحت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي (ADEK) مؤخراً أن المدارس يجب أن تتحمل جميع تكاليف التقييمات الخارجية الإلزامية، ومنعها من تحميل أولياء الأمور أي رسوم إضافية للاختبارات – وهي خطوة تُعتبر جزءاً من الجهود الرامية إلى توحيد وتعزيز عملية التقييم.

وفي حين أن بعض المدارس ذات الرسوم الأقل وعدد الطلبة الأكبر أعربت عن قلقها بشأن هذا الأمر، إلا أن قادة التعليم والخبراء في مختلف أنحاء الدولة يحثون أولياء الأمور على تحويل اهتمامهم من ضغوط الامتحانات إلى المشاركة النشطة والدعم البنّاء خلال فترة الاختبارات.

"جهد تعاوني مستمر"

قالت أبهيلاشا سينغ، مديرة مدرسة شاينينغ ستار الدولية في أبوظبي: "يساعدنا تحليل البيانات على تحديد الثغرات في المناهج الدراسية ورصد الطلبة الذين قد يكونون معرضين للخطر. نحن نجري تقييماً داخلياً وفردياً، حيث إن هذه النتائج تؤثر بشكل مباشر على مؤشراتنا القياسية. ويحصل هؤلاء الطلبة على اهتمام خاص من خلال خطط تعلم فردية وجلسات تقوية موجهة. كما نعمل على إشراك أولياء الأمور ومساعدتهم على فهم أهمية الاختبارات المعيارية الدولية (IBTs) والتقييمات المدرسية (SBAs)".

وأشارت المديرة إلى أنه مع اقتراب مواعيد الاختبارات، تستمر المدارس في تذكير أولياء الأمور بأهمية اختبارات IBT.

وأضافت: "نُقيم جلسات توعوية منتظمة – حضورياً وعبر الإنترنت – لشرح العملية لهم خطوة بخطوة. إنها جهد متواصل وتعاوني، حيث يلعب مجلس أولياء الأمور لدينا أيضاً دوراً نشطاً في دعمنا".

شراكة الثقة والشفافية

ذلك الإحساس بالمسؤولية المشتركة يتردد صداه أيضاً في أكاديمية جيمس ولينغتون – واحة دبي للسيليكون، حيث تُعد الشفافية في التواصل والتخطيط المنظم جزءاً أساسياً من الاستعداد للامتحانات.

وقالت ريبيكا لويس، نائبة المديرة، إن النجاح في الامتحانات الدولية والمتقدمة يعتمد إلى حد كبير على الشراكة بين الطلاب وأولياء الأمور والمدرسة. وأضافت: "نحرص على أن يكون أولياء الأمور على اطلاع ومشاركة في كل مرحلة من خلال برنامج شامل للتواصل والإرشاد المخصص".

وفي أمسيات “الخيارات والمسارات” بالمدرسة، تتعرف العائلات على كيفية تأثير اختيار المواد الدراسية – سواء GCSE أو IB أو BTEC (وهي اختبارات أكاديمية ومهنية لإنهاء المرحلة المدرسية) – على فرص القبول الجامعي. وأشارت لويس إلى أن مستشارين جامعيين بدوام كامل يعملان جنباً إلى جنب مع العائلات لمساعدتهم على التنقل بين هذه المسارات.

وقالت: "يستفيد الطلاب من إجازة دراسية منظمة تتيح لهم إدارة وقتهم بفعالية، إلى جانب جلسات مراجعة تستهدف مواد محددة ويقودها متخصصون في كل مادة. وبنفس القدر من الأهمية، لدينا إطار قوي للرعاية النفسية والاجتماعية يدعم الصحة العقلية والعاطفية للطلاب. كما تتوفر خدمات الإرشاد لمساعدتهم في التعامل مع توتر الامتحانات، ويتم كذلك تقديم إرشادات الصحة النفسية لأولياء الأمور ليتمكنوا من دعم أبنائهم في المنزل".

وأضافت: "يقدم مستشارونا المتخصصون نصائح مهنية حول القبول الجامعي ومتطلبات المعادلة وخيارات التخصصات المختلفة. هذا المستوى من الشفافية والدعم يساعد أولياء الأمور على إدراك كيف تتكامل كل مرحلة دراسية وكل اختبار ضمن الصورة العامة، مما يمكنهم من أن يكونوا شركاء واثقين وفاعلين في تعليم أبنائهم".

إشراك العائلات في كل خطوة على الطريق

في مدرسة وودلم الأمريكية بعجمان، أكدت المديرة مراح قدورة أيضاً على أن التحضير للامتحانات يشمل إبقاء أولياء الأمور على اطلاع ومشاركة في جميع المراحل. وقالت: "نستخدم بوابة أولياء الأمور لمشاركة جداول الامتحانات، وموارد الدراسة، والمواعيد النهائية للتسجيل، وإشعارات الرسوم".

وأوضحت: "نعقد اجتماعات دورية بين المعلمين وأولياء الأمور لمناقشة التقدم الأكاديمي واستعداد الطلاب للامتحانات، كما يقدم المستشارون المهنيون توجيهاً مخصصاً للطلاب وعائلاتهم، خاصة في ما يتعلق بالاختبارات الدولية والمتقدمة التي تختلف متطلباتها الجامعية".

وأضافت قدورة: "قبل التسجيل، نطلب توقيع موافقة أولياء الأمور للتأكد من اطلاعهم الكامل وموافقتهم. كما تقدم المدرسة دروس تقوية خاصة بكل مادة. إن التحديثات المستمرة والتواصل المفتوح يساعدان أولياء الأمور على البقاء مندمجين ومشاركين بفاعلية في المسيرة التعليمية لأبنائهم".

موازنة التوجيه مع التعاطف

وعلاوة على المبادرات المدرسية، أكد الخبراء أن النهج العاطفي للوالدين يمكن أن يحدد كيفية تعامل الطلاب مع تجربة الامتحانات.

وقال غريش همناني، وهو مدرب حياة ومعالج بالطاقة مقيم في دبي: "ينبغي للآباء أن يكونوا منخرطين في قرارات أبنائهم بشأن المشاركة في الاختبارات الدولية أو المتقدمة، ولكن دون تحكم أو فرض. يجب أن يكون دورهم تعاونياً لا توجيهياً. فبينما يمكن أن تفتح هذه الاختبارات آفاقاً عالمية، إلا أنها قد تفرض أيضاً ضغطاً أكاديمياً كبيراً".

وشدد على أن مشاركة الآباء يجب أن تتركز حول مساعدة الطفل على التفكير في دوافعه وقدراته وأهدافه طويلة المدى، وليس فقط على أداء الدرجات أو المقارنة مع الآخرين.

وقال: "الهدف ليس فقط إعداد الأطفال للامتحانات، بل إعدادهم للحياة. فعندما يختار الآباء التواصل بدلاً من السيطرة، ويشاركون في بناء الوضوح بدلاً من الفوضى، فإنهم لا يربّون فقط متفوقين أكاديمياً، بل أيضاً أفراداً ذوي وعي ذاتي وفكر متزن وقدرة على الصمود".

الآباء يشاركون في الرأي

قالت تيسي ماثيو، والدة طالب في الصف العاشر في أبوظبي: "كنت أقلق بشأن كل درجة يحصل عليها، لكن عندما بدأت أركز على صحته النفسية بدلاً من الدرجات، أصبحت العملية أكثر سهولة لكليْنا. أشكر المدرسة لأنها ساعدتني على تغيير طريقتي من خلال جلسات مفتوحة لأولياء الأمور".

كما وجد أولياء أمور آخرون أن البيئة المدرسية الداعمة والتركيز على الصحة النفسية يجعلان رحلة الامتحانات أقل توتراً وأكثر تعاوناً.

وأضاف دانيال رييس، والد طالبة تُحضّر لاختبارات IGCSE: "التحديثات المنتظمة من المدرسة وجلسات الإرشاد تساعدنا كثيراً. نشعر بمزيد من المشاركة وقلق أقل حيال العملية. كما أن تجربتنا مع ابننا الأكبر علمتنا أن الامتحانات رحلة مشتركة تُبنى على التخطيط الجيد، والتواصل المفتوح، والتعاطف".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com