تكنولوجيا ذكية في الحافلات لضمان سلامة طلاب المدارس
كل يوم، يضع آلاف الآباء والأمهات في جميع أنحاء الإمارات ثقتهم في حافلات المدارس لضمان نقل أطفالهم بأمان، وتعد خدمات حافلات المدارس جزءاً لا غنى عنه للعائلات والنظام التعليمي في الدولة.
للتعرف على كيفية مراقبة أساطيل الحافلات المدرسية وسائقيها، زارت صحيفة "خليج تايمز" مركز التحكم في العمليات (OCC) الخاص بأحد مزودي خدمات النقل المدرسي الرائدين، حيث تستخدم التكنولوجيا المتطورة لضمان سلامة وراحة الطلاب أثناء التنقل.
عند دخول المنشأة، كانت شاشات عملاقة تعرض مراقبة حية للحافلات، بينما يتعامل فريق العمل مع الاتصالات والمواقف الطارئة.
يعمل المركز على مدار الساعة، معتمداً على التكنولوجيا الذكية لإدارة الأسطول والتواصل الفوري مع المدارس وأولياء الأمور.
وقال "ستيف بورنيل"، المدير العام لمجموعة "خدمات النقل المدرسي": "نحن ندير كل أنظمتنا بأنفسنا لضمان التكامل التام وحماية البيانات، حيث نقوم بشراء وتركيب وصيانة تقنيات الحافلات الذكية داخلياً. لدينا نظام إدارة قوي للغاية ونحرص على شراء الأنظمة المناسبة التي يمكن دمجها مع أنظمة تكنولوجيا المعلومات لدينا ويمكنها حماية البيانات".
وأوضح أن الحافلات مجهزة بكاميرات مراقبة داخلية وخارجية لرصد سلوك الركاب، بهدف السماح بالإبلاغ الفوري والتحقيق في أي حوادث.
الكاميرات ترصد السلوكيات الخطرة
وتابع قائلاً: "نحن ندير مركز التحكم في العمليات على مدار 24 ساعة لمراقبة حركة أسطولنا والإبلاغ عنها بشكل مستمر، مما يضمن المراقبة الآنية والاستجابة السريعة لأي مشاكل. الكاميرات التي تعتمد على التعرف على الوجه لدى السائقين دقيقة للغاية. فبمجرد دخولهم الحافلة، يصبح السائقون الجزء الأهم في عملنا."
وأضاف "بورنيل": "تراقب هذه الكاميرات عادات القيادة، مثل معدل رمش العين واستخدام الهاتف المحمول، مما يساعد في ضمان يقظة السائقين. ولنضمن عدم تعرضهم للإرهاق، هناك نظام مراقبة دقيق يخص هذا الأمر."
القيادة الدفاعية
وأوضح "بورنيل" أن السائقين كانوا في البداية متشككين بشأن مراقبتهم، ولكن سرعان ما تبين أن هذه الأنظمة غالباً ما تثبت براءتهم في مواقف صعبة.
وقال: "عندما تكون أنظمة تتبع المركبات وكاميرات المراقبة وغيرها من أدوات المراقبة متوفرة، يتم التحقيق الفوري في أي بلاغ، مما يضمن حلاً سريعاً لأي مشكلة."
وتابع قائلاً: "يجب على سائقينا أيضاً أن يكونوا أكثر تفاعلاً مع القيادة الدفاعية لأن الجميع يريدون تجاوز الحافلة. لذا، تسمح لنا هذه الأنظمة بأخذ هذه البيانات وتحليلها وفي بعض الأحيان العمل مع السلطات. وغالباً ما تثبت أن سائقي الحافلات لم يكونوا مخطئين وكانوا يقودون بشكل دفاعي فقط."
زر التنبيه، " تحديد الهوية بموجات الراديو" (RFID)
وأضاف "بورنيل": "تم تجهيز كل حافلة بزر تنبيه على لوحة القيادة للحالات الطارئة، والذي يرسل تنبيهاً فورياً إلى مركز التحكم في العمليات الذي يعمل على مدار 24 ساعة، مما يضمن اتخاذ إجراءات سريعة في المواقف الحرجة".
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للطلاب استخدام بطاقات " تحديد الهوية بموجات الراديو" (RFID) التي تتعقب صعودهم ونزولهم من الحافلة، حيث يتم إرسال هذه البيانات مباشرة إلى مركز التحكم.
وفي إشارة إلى الظروف الجوية القاسية التي شهدتها الإمارات في أبريل، قال "بورنيل": "نراقب الطقس عن كثب ونرسل إشعارات إلى المدارس وننصحهم بناءً على ذلك."
وختم قائلاً: "في النهاية، يعتبر مركز التحكم الركيزة الأساسية لإدارة تنبيهات السلامة وتحسين المسارات والتواصل. كما تعمل التكنولوجيا المتقدمة على خلق نظام شامل يقلل من الأخطاء البشرية ويحسن أوقات الاستجابة، مما يضمن تجربة نقل آمنة."