

مطار زايد الدولي. الصورة: KT File
قد تصبح الطوابير الطويلة عند نقاط تفتيش الجوازات وبوابات الصعود إلى الطائرات قريبًا من الماضي في مطار زايد الدولي، مع بدء تطبيق أنظمة بيومترية جديدة تعتمد على تقنية التعرف على الوجه في جميع نقاط التفتيش الخاصة بالمسافرين.
يَعِد النظام بتسريع الإجراءات وتسهيلها دون تلامس، وسيشمل قريبًا ركاب الترانزيت. وسيتم جمع البيانات البيومترية في مطار المغادرة بحيث يستطيع ركاب الترانزيت القادمين إلى أبوظبي الانتقال بسلاسة عبر مبنى المطار مما يمنحهم وقتًا أطول للاستمتاع بمرافقه بدلًا من الانتظار في الطوابير.
قالت إلينا سورليني، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي، إن نظام التعرف على الوجه «غير تدخلي وسريع وسلس»، حيث يساعد على تقليل زمن الإجراءات وزيادة القدرة الاستيعابية مع تحسين تجربة السفر بشكل عام.
وأضافت: «قمنا اليوم بتطبيق الحل البيومتري المعتمد على تقنية التعرف على الوجه في خمس من نقاط الاتصال التسع ضمن رحلة العميل».
«ونعمل حاليًا على تنفيذ هذه الحلول في النقاط الأربع الأخرى. الخطوة التالية تركز على ركاب الترانزيت… لدينا تجربة تشغيلية جارية في الوقت الحالي، ونأمل أن نعلن العام المقبل عن التطبيق الكامل في النقاط التسع».
بعد أقل من عامين على افتتاح مبنى الركاب (A)، يستعد مطار زايد الدولي بالفعل لمرحلة التوسع القادمة لمواكبة الزيادة السريعة في أعداد المسافرين. وقالت سورليني: «افتتحنا المطار في نوفمبر 2023، وفي أول اجتماع لمجلس الإدارة طرحت خبر البدء في التفكير بالتوسعة».
وأضافت: «القدرة الاستيعابية النظرية لدينا تبلغ 45 مليون مسافر… وبالاستناد إلى خطط أبوظبي للنمو السياحي، نعلم أننا بحلول عام 2032 يجب أن نكون قد أنجزنا التوسعة. نحن نعمل بالفعل على الخطة الرئيسية التفصيلية، ونخطط للبدء فعليًا خلال العامين المقبلين».
لقد تضاعف تقريبًا عدد المسافرين عبر المطار منذ عام 2022، مرتفعًا من 17 مليونًا إلى نحو 33 مليونًا متوقعة هذا العام. وأشارت سورليني إلى أن افتتاح مبنى الركاب الجديد (A) في عام 2023 كان العامل الحاسم لزيادة القدرة التشغيلية ودعم النمو الاقتصادي والسياحي في الإمارة.
وقالت: «حققنا نموًا هائلًا منذ افتتاح المبنى الجديد في 2023… نمونا بنسبة 44% ذلك العام، و28% العام الماضي، وحتى الآن هذا العام نسجل نموًا بنسبة 33%». وأضافت: «لقد أتاح المبنى الجديد زيادة في الطاقة الاستيعابية وساهم في تلبية الطلب المتزايد، لأنه يدعم توجهات أبوظبي في مجالي التجارة والسياحة على وجه الخصوص».
كما تطبق مطارات أبوظبي أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوقع الاضطرابات التشغيلية والتقدم نحو رحلة بيومترية رقمية بالكامل بدون أوراق. وقالت سورليني: «نريد استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع ما يجري في المطار والاستجابة بشكل أفضل لتقليل الاضطرابات للمسافرين وشركات الطيران».
وأوضحت أن الشركة تختبر «منصة التوأم الرقمي» التي تعكس بيئة المطار بالكامل، باستخدام بيانات مشتركة من شركات الطيران ومقدمي الخدمات الأرضية وشركاء آخرين. وأضافت: «من خلال الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، نبدأ بدراسة الأنماط والتعلم، فنصبح قادرين على التنبؤ بمناطق الضغط في السعة التشغيلية — أو السلوكيات المتكررة مثل شركة طيران تتأخر دائمًا — والعمل على معالجتها قبل وقوعها».
يسمح هذا النظام للمطار بإعادة توزيع الموارد بشكل ديناميكي للحد من التأخيرات وتقليل التكاليف المترتبة على الاضطرابات. وقالت سورليني: «هذه الأحداث مكلفة للغاية لشركات الطيران ومقدمي الخدمات الأرضية وجميع العاملين في المطار».
وأضافت أنه في المرحلة المقبلة، تهدف الشركة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط في العمليات، بل أيضًا لتخصيص تجربة المسافرين. وقالت: «نريد الاستمرار في الاستثمار في التكنولوجيا التي تعزز رحلة العميل سواء في منافذ البيع بالتجزئة أو صالات الانتظار أو العروض الشخصية». وأوضحت: «سنعتمد على تطبيقنا بشكل متزايد للتواصل مع المسافرين لإعلامهم بمواقع مواقف السيارات، وإجراءات التسجيل، وأوقات الانتظار، والمدة إلى البوابة حتى يتمكنوا من الاسترخاء والاستمتاع بالتجربة».
وبحسب سورليني، فإن توقعات المسافرين تتزايد بسرعة تفوق قدرة قطاع الطيران على التكيف، مما يستدعي إعادة النظر في كيفية تعامل المطارات مع الركاب. وقالت: «المسافرون أصبحوا أكثر تطلبًا، وتوقعاتهم تتزايد بوتيرة متسارعة».
وأضافت: «يميل القطاع إلى التعامل مع المسافرين على أنهم معاملات بسبب قيود السعة، لكن يجب أن نتذكر أنهم ليسوا المشكلة — بل هم العميل». وأكدت أن التكنولوجيا ستلعب دورًا أساسيًا في تلبية تلك التوقعات المتصاعدة وضمان أن تتحول كل رحلة إلى تجربة وليست مجرد إجراء.
وقالت: «التجربة هي الكلمة المفتاحية»، مضيفة: «نحن نفكر باستمرار في كيفية تحسين التجربة وجعلها لا تُنسى ليس فقط للمغادرين، بل أيضًا للقادمين إلى أبوظبي».