حلول عملية لتلافي الإزدحام
حلول عملية لتلافي الإزدحام

تخفيف الازدحام المروري بعد العطلات: حلول مبتكرة

تشجيع العمل المرن يخفف من الازدحام بتوزيعه حركة المرور حيث يمكن استغلال سعة الطريق المتاحة بكفاءة على مدار اليوم
تاريخ النشر

لا شك أن الدوام المدرسي يساهم في الازدحام المروري في المناطق الحضرية. والآن بعد أن تم إغلاق المدارس وسافر العديد من السكان إلى الخارج لقضاء عطلاتهم الصيفية، أصبح سائقو السيارات يتمتعون بالتنقل في وقت أقل من العادة.

بناءً على ذلك، هناك دروس يمكن استخلاصها لتساعدنا على فهم التغيرات في الحركة المرورية بين أيام الدراسة والعطلات المدرسية. تحدثت صحيفة خليج تايمز إلى المخططين الحضريين وخبراء النقل حيث شاركونا الحلول العملية والتدابير المقترحة التي يمكن تنفيذها حتى يتمكن السكان من الاستمتاع بحركة مرور أقل ازدحاماً حتى بعد فصل الصيف.

وقالت الدكتورة "مونيكا مينينديز"، العميد المشارك لكلية الهندسة لشؤون الخريجين في جامعة نيويورك أبوظبي: "إن تغيرات حركة المرور بحسب أنماط عمل المدارس أمر معتاد في كل مكان في جميع أنحاء العالم. عندما تكون المدارس مفتوحة، يكون الازدحام أسوأ مما كان عليه عندما تكون المدارس متوقفة ويكون الأطفال في إجازة. وينطبق هذا أيضاً على عطلات نهاية الأسبوع وعندما تتغير أنماط حركة المرور، حيث لا يذهب معظم الناس إلى العمل."

"في دولة الإمارات ، يكون التأثير (الإيجابي) للعطلات المدرسية أكثر وضوحاً خلال فصل الصيف، حيث يغادر الكثير من الناس البلاد. ونتيجة لذلك، ينخفض الازدحام بشكل كبير، وتقل أوقات التنقل، ويصبح التحرك عبر المدينة في بعض المناطق التي تكون عادة مزدحمة أمراً سهلاً".

الدكتورة مونيكا مينينديز
الدكتورة مونيكا مينينديز

وقالت أستاذة الهندسة المدنية والحضرية في جامعة نيويورك أبوظبي لصحيفة خليج تايمز : “إن الحفاظ على مستويات حركة المرور المنخفضة طوال العام أمر صعب للغاية بمجرد عودة الناس إلى البلاد وبدء السنة الدراسية".

وأوضحت الدكتورة "مينينديز": "نظراً لأن معظم المدارس حول المدينة تفتح أبوبها في أوقات متقاربة جداً في الصباح، فإن معظم العائلات تتحرك في نفس الوقت. إن هذا - بالإضافة إلى أن العديد من الأشخاص لديهم جدول عمل مماثل - يمكن أن يؤدي إلى زيادة الازدحام في حركة المرور".

ساعات العمل المرنة

أحد الحلول التي اقترحتها الدكتورة "مونيكا مينينديز" هو النظر في التأثير المحتمل لتطبيق ساعات العمل المرنة وترتيبات العمل عن بعد.

وشددت على أن "تشجيع العمل بهذه المرونة الإضافية يمكن أن يخفف من الازدحام - لأنه سيعمل على توزيع حركة المرور حيث يمكن استغلال سعة الطريق المتاحة على نحو أكثر كفاءة على مدار اليوم، على سبيل المثال، تجري هيئة الطرق والمواصلات في دبي دراسة لاستكشاف التأثير المحتمل لساعات العمل المرنة وترتيبات العمل عن بعد."

استخدم البيانات الضخمة للتنبؤ بحركة المرور

والحل الآخر الذي اقترحته البروفيسور في جامعة نيويورك أبوظبي - والتي تشغل أيضاً منصب مدير مركز أبحاث للتفاعل مع الشبكات الحضرية، هو استخدام البيانات الضخمة لإدارة حركة المرور. وأوضحت: "أصبح من الممكن الآن التنبؤ بحركة المرور بشكل أفضل بكثير من قبل مع وجود البيانات التي تصدر من عدد كبير من الأجهزة".

وأظهرت دراسة نشرتها الدكتورة ‘مونيكا مينينديز‘ وزملاؤها أن أنماط التنقل في المناطق الحضرية - على المستوى الإجمالي - تتكرر من يوم لآخر. وأضافت أن هذه الأنماط "يمكن أن تساعد هيئات النقل على العمل بصورة أكثر استباقية فيما يتعلق بإدارة حركة المرور وتقليل احتمالية الازدحام المروري".

وقال الباحث الإماراتي في السلامة المرورية، الدكتور مصطفى الداه، إن الذكاء الاصطناعي والأدوات التنبؤية الأخرى يمكن أن توفر حلولاً للتخفيف من حركة المرور. وأوضح: "يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لاستخلاص بيانات كاملة عن الأشخاص الذين عادة ما يغادرون البلاد خلال فصل الصيف، على سبيل المثال، وظائفهم وجنسياتهم وفئتهم العمرية، ثم نقوم بمقارنة البيانات عندما تكون حركة المرور في زيادة وننشئ نموذجاً حاسوبياً لتفسير البيانات.

حلول خارج الصندوق

وقال مصطفى الداه إنه يمكن استخدام البيانات لتحديد الأنماط فيما يتعلق بعدد الأشخاص الذين لا يتنقلون عبر الطرق أو لا يستخدمونها خلال فصل الصيف، "بعد ذلك يمكننا تخفيف حركة المرور بشكل أفضل أو التوصل إلى حلول خارج الصندوق".

دكتور مصطفى الداه
دكتور مصطفى الداه

كما أشار مصطفى الداه - وهو أيضاً مؤسس شركة الاستشارات المرورية "ما ترافيك كونسلتانت" "MA Traffic Consulting" - على سبيل المثال، يمكن أن يكون أحد الحلول هو تقديم حوافز للأشخاص الذين لا يتنقلون عبر الطرق في أوقات معينة من اليوم لتقليل عدد السيارات على الطرق.

ويتمثل الحل الآخر في تعزيز البنية التحتية الملائمة للمشاة وتوفير تعاليم السلامة لتشجيع خيارات التنقل النشطة أو استخدام وسائل النقل العام.

وأضاف مصطفى الداه أنه يمكن أيضاً تشجيع التعليم في المنزل، مشيراً إلى أنه "من غير المجدي أن يقضي الطلاب ساعتين يومياً على الطريق من وإلى المدرسة".

ويعد تعديل الروتين اليومي حلاً آخر، مثل العمل المرن وتعديل وقت المدارس لتخفيف الازدحام المروري.

حلول إضافية

أشارت المخططة الحضرية والمعمارية "إيلين لاجاس" إلى أنه "قد يبدو أنه من الصعب الحد من الازدحام المروري ولكن هناك استراتيجيات للسيطرة عليه والتخفيف من حدته"، وقدمت الاقتراحات التالية:

  1. تطوير وتوسيع البنية التحتية للطرق للتعامل مع حركة المرور المتزايدة بشكل أكثر كفاءة وتخصيص مناطق وقوف السيارات بشكل استراتيجي.

  2. تحسين إدارة حركة المرور باستخدام مراقبة حركة المرور في الوقت الفعلي وأنظمة إشارات المرور الذكية لتحسين تدفق حركة المرور وتقليل أوقات الانتظار عند التقاطعات.

  3. محاولة تطبيق الحد الأدنى من نظام رسوم الازدحام لتقليل القيادة خلال ساعات الذروة. يشير نظام رسوم الازدحام المعني بتقليل حركة المرور، ويشير إلى المبالغ التي يجب على سائقي السيارات دفعها من أجل القيادة عبر بعض مناطق المدينة.

  4. - تشجيع مشاركة عدد من الناس في السيارة الواحدة واستخدام الحافلات المدرسية. ومن خلال إنشاء مسارات عالية الإشغال للمركبات، سيتم تقليل الاعتماد على السيارات الفردية للطلاب والمقيمين.

  5. اعتماد جداول زمنية مرنة للشركات والمدارس من خلال تقديم الفصول الدراسية عبر الإنترنت، والعمل عن بعد، ومباعدة أوقات بدء الدوامات لتقليل حركة المرور في ساعات الذروة وتقليل عدد الركاب.

  6. والأمر الأكثر شعبية بين دعاة الاستدامة هو تشجيع استخدام وسائل النقل البديلة مثل الحافلات العامة والقطارات والدراجات، والمشي.

كن الحل

وأكدت "إيلين لاجاس" مجدداً: "يتم الآن استغلال الابتكار والتقنيات الذكية لمواجهة مشاكل الازدحام المروري. كل ما نحتاجه هو برامج مناسبة وحملات توعية عامة ليكون لدينا نظام نقل أكثر كفاءة حتى أثناء ساعات الذروة عندما يتم استئناف الدراسة ويعود الناس من العطلة.

ايلين لاجاس
ايلين لاجاس

وبدورها، قالت: "أقوم دائماً بالتحقق من حالة المرور في الوقت الفعلي والتخطيط لرحلتي مسبقاً واستخدم طرق بديلة لتجنب المناطق شديدة الازدحام. بينما ننتظر حدوث جميع التغييرات الكبرى، دعونا لا نكون جزءاً من المشكلة بل جزءاً من الحل".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com