

أعلن معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات، أن الدولة تمكنت من تحويل التحديات العالمية إلى فرص وهي في طور تحقيق أهدافها الوطنية، إذ تم إنجاز 67% من أهداف رؤية نحن الإمارات 2031 حتى الآن.
وأشار خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الحكومة السنوية التي تُقام في أبوظبي، إلى أن البيئة العالمية ما تزال متقلبة، مع تكرار عناوين الأخبار من العام الماضي التي اتسمت بـالأزمات والصراعات، وركود اقتصادي وسط تزايد سريع للذكاء الاصطناعي الذي يفوق التنظيم، وانتخابات كبرى في أكثر من 70 دولة تُشكّل مرحلة جديدة في السياسة العالمية.
وتابع: "يستمر العالم في العيش في حالة دائمة من عدم اليقين والتوتر." وأضاف: "العامل المشترك بين عناوين الأخبار الماضية والحاضرة هو ذاته — تحديات لا تنتهي، تهديدات متطورة، وتقدم تكنولوجي سريع في عالم دائم التغير
بيَّن القرقاوي أن استجابة الإمارات استندت إلى نهج يضع التنمية في الصدارة وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايدآل نهيان رئيس الدولة، حيث يوازن بين العلاقات الدولية، وتسريع النمو الاقتصادي، وتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في رأس المال البشري، وتقوية التماسك الاجتماعي.
وأوضح أن هذا النهج يعكس مبدأ سمو الشيخ محمد بن راشد: "نريد الإمارات في المركز الأول." وأضاف: "المركز الأول ليس مجرد تصنيف في مؤشر؛ بل هو عقلية قيادية، ثقافة فريق، ونهج تنفيذ."كوننا في المركز الأول يعني أن نسأل أنفسنا دائماً: هل قدمنا أفضل ما لدينا للوطن؟ هل أضفنا قيمة جديدة للعالم؟
أكد القرقاوي أن الإمارات تستمر في بناء "نظام حوكمة فعال" يحقق نتائج رغم التقلبات العالمية.
ذكر أن الإمارات قطعت وعدًا في 2015 بالاحتفال بتصدير آخر برميل نفط، تبعه تخطيط اقتصاد ما بعد النفط. وكان الهدف رفع مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الإجمالي التي كانت تبلغ 69%. وقال: "اليوم، وبفضل جهود الفرق الوطنية، وصلت مساهمة القطاع غير النفطي إلى 77.5% خلال النصف الأول من عام 2025." وأوضح: "هدفنا هو الوصول إلى 80% بحلول عام 2031، ووفقًا للتوقعات الحالية نحن على المسار لتحقيق ذلك قبل الموعد المحدد."
سلط الضوء على ترتيب الإمارات العالمي، منها المركز العاشر في الاستثمار الأجنبي المباشر الذي فاق 167 مليار درهم، والمركز الخامس في مؤشر تنافسية العالم، وموقعها ضمن أكثر الدول أمانًا في العالم.
كما أكد تصدر الإمارات العالمي في تبني الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، محققة أعلى معدل استخدام للذكاء الاصطناعي بين العاملين في 2025، وفق تقرير مايكروسوفت الأخير.
قال القرقاوي: "هذه الأرقام تمثل جزءًا من إنجازات دولتنا." وأضاف: "إنها دليل واضح على كفاءة واجتهاد نظام الحوكمة في الإمارات."
وفيما يخص رؤية نحن الإمارات 2031، أكد أن أمام الدولة ست سنوات لتحقيق الرؤية.
أشار إلى مراجعات الأداء التي تُظهر تقدمًا قويًا، وقال إن المرحلة القادمة ستركز على سد الثغرات والحفاظ على الريادة العالمية.
وذكر: "الإنجازات المحققة ليست خط النهاية." وأضاف: "المعيار الحقيقي هو ما سيُضاف في 2026، وكيف ستعالج الفجوات المتبقية، وكيف سيحافظ على موقع الإمارات القيادي في عالم لا ينتظر أحدًا."
أوضح الأداء التنافسي العالمي للإمارات، حيث تصدرت عالمياً في 264 مؤشرًا، وكانت ضمن الخمسة الأوائل في 504 مؤشرات، وعشرة الأوائل في 710 مؤشرات. كما استشهد بتوقعات صندوق النقد الدولي بنمو اقتصادي يبلغ 4.8%، أعلى من المتوسط العالمي، وقيمة التجارة الخارجية غير النفطية التي قربت 3 تريليونات درهم في 2024 مع نمو 24.5% خلال النصف الأول من العام.
وقال القرقاوي إن الإمارات عززت أثرها الدبلوماسي والإنساني خلال العام الماضي، متجاوزة المشاركة إلى التأثير وتشكيل اتجاهات جديدة في التعاون العالمي.
وختم قائلاً: "نحن هنا... بهدف موحد: لجعل الإمارات أفضل دولة في العالم." وأضاف: "اليوم، من مسؤوليتنا المشتركة الحفاظ على روح العمل الجماعي." وكرر: "هدفنا يبقى ثابتًا: أن تكون الإمارات أفضل كل عام، وأن نكون أفضل دولة في العالم.