"رحلة الجمال" السنوية بطول 680 كيلومترًا عبر الصحراء في الإمارات
"رحلة الجمال" السنوية بطول 680 كيلومترًا عبر الصحراء في الإمارات

تحديات صحراء الإمارات لا توقف متجولي الجمال من 17 دولة

الفرسان الـ33 مصرون على مواصلة الرحلة حتى تصل القافلة إلى وجهتها النهائية في القرية العالمية في 21 ديسمبر
تاريخ النشر

واجه ثلاثة وثلاثون متجولاً على ظهر الجمال أثناء مرورهم عبر الصحراء الغربية الشاسعة في الإمارات العربية المتحدة بعض التحديات في الأيام الأولى من رحلتهم الجريئة والملحمية - العواصف الرملية والرمال المتحركة والتضاريس القاسية.

ورغم ذلك فإن الفرسان الذين قدموا من 17 دولة مصرون على مواصلة الرحلة حتى تصل القافلة إلى وجهتها النهائية في القرية التراثية بالقرية العالمية في 21 ديسمبر/كانون الأول.

وتُعد "رحلة الجمال" السنوية بطول 680 كيلومترًا عبر الصحراء في الإمارات. انطلقت النسخة الحادية عشرة من الرحلة هذا العام من منطقة عرادة في "الربع الخالي" بأبوظبي في التاسع من ديسمبر.

وتتقدم الرحلة بسلاسة، حيث تقطع القافلة مسافة مذهلة تتراوح بين 45 إلى 50 كيلومترًا كل يوم، وذلك بفضل معرفة الفريق بجغرافية الصحراء.

وقال عبد الله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد للتراث: "إن رحلة الجمال هذه هي نتاج رؤية مشتركة وجهد جماعي، وهي شراكة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على تراثها مع تعزيز ارتباط أعمق بين شعبها وتاريخها وأرضها".

وأضاف "إننا نعمل معًا على إنشاء إرث وجسر بين الماضي والمستقبل يضمن نقل تقاليدنا إلى الجيل القادم بكل فخر".

وأوضح: "إن الحفاظ على تراثنا ليس مجرد واجب، بل هو مهمة توحدنا جميعًا. ومن خلال عملنا وهذه الرحلة، نهدف إلى إلهام الأجيال القادمة لمواصلة الإرث الثقافي الغني الذي يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة فريدة من نوعها".

وأضاف أن "روح الرحلة تتلخص في التغلب على تحديات الصحراء مع احتضان الصمت والجمال الذي توفره".

وقد مر الرحالة بعدة محطات بارزة، منها تل مأرب، وجنوب شاه، ومحمية المها "باب بن مضيح"، ومحمية المها "الخور"، والدويسة، وجنوب القوع، وشمال القوع، وتواصل القافلة رحلتها نحو الثقيبة، وبوتس، والخزنة، والعجبان، وسيح السلام.

أكثر من مجرد ركوب الجمل

بالنسبة للمشاركين، فإن رحلة الجمال هي أكثر من مجرد اختبار للقدرة على التحمل.

وقالت أمينة عبدالله النقبي، منسقة التدريب في هيئة الشارقة للمتاحف: "كنت أحلم بهذه اللحظة منذ سنوات".

"لم يكن التحضير الذهني والجسدي لرحلة الصحراء بالأمر الهين، لكن التدريب الذي تلقيناه من مركز حمدان بن محمد للتراث والتوجيه المستمر من عبدالله بن دلموك كانا سبباً في إحداث كل هذا الفارق. فكل خطوة نخطوها في هذه الصحراء تبدو وكأننا نسير عبر التاريخ".

وكان "إيفان كوفالينكو"، وهو راكب جمل روسي، من المشاركين الآخرين، وقد انبهر بنفس القدر بهذه التجربة. وقد اعترف قائلاً: "في البداية، كنت أعتقد أن الأمر سيكون مجرد رحلة بسيطة على ظهر جمل. ولكن هذه الرحلة كانت أكثر من ذلك بكثير، فهي اختبار حقيقي للصبر والقوة والقدرة على التحمل. وعلى طول الطريق، لم أتعلم عن الصحراء فحسب، بل تعلمت أيضًا عن تقاليد الشعب الإماراتي، وكرم ضيافته، والاحترام العميق الذي يكنونه لهذه الأرض".

مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث

تتمثل مهمة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في تعميق الشعور بالهوية الوطنية بين جيل الشباب من الإماراتيين وتعزيز الثقافة والقيم والتقاليد الإماراتية على المستويين الإقليمي والدولي.

ويقوم المركز بتنظيم الفعاليات والمسابقات وإجراء الدراسات التراثية والبحوث المتخصصة في حفظ وتوثيق التراث الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com