

تخيل حضور سباق فورمولا 1 - سيارات عالية السرعة تنطلق في المسارات، وتمر إطاراتها كـلمح البصر، لتكتشف أنه لا يوجد إنسان خلف عجلة القيادة. هذه هي سيارة الفورمولا 1 التي ابتُكرت في أبوظبي وأصبحت حقيقة بفضل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة (ATRC)، حيث يتم قيادتها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI).
يُشبه الجزء الأمامي من هذا النموذج الأنيق والمذهل سمكة قرش المطرقة، ويجلس الشكل الذي يشبه حرف "T" بشكل لافت على هيكلها اللامع. تبلغ تكلفة السيارة الواحدة من هذا النوع 25 مليون دولار، وهو مبلغ يتجاوز بكثير تكلفة سيارات الفورمولا 1 العادية التي تتراوح بين 12 و 15 مليون دولار، وفقاً لفريق "ريد بُل".
ويتم أخذ كل عنصر من عناصر سيارة الفورمولا 1 المستقلة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي في الاعتبار، فعجلة القيادة وحدها تكلف حوالي 50,000 دولار، في حين يمكن أن تصل تكلفة مجموعة الأجنحة إلى 500,000 دولار.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
على الرغم من أن هذه السيارة المحلية الصنع لا تزال تستخدم وقود البنزين مثل سيارات الفورمولا 1 الأخرى، إلا أن هيكلها لا يضم مقعداً للسائق. وتستخدم تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، ومكدسات التنقل السريعة، وتقنيات الاستشعار المبتكرة، والحوسبة الطرفية.
السيارة، التي تُسمى EAV-25 (وهي ترقية لـ EAV-24)، يمكنها إدراك محيطها، واتخاذ القرارات في أجزاء من الثانية، والتسابق بشكل تنافسي دون تدخل بشري.1
ويُعرض النموذج حالياً في معرض "تطور التنقل المستقبلي"، وهو حدث مدته أربعة أيام يقام في إكسبو سنتر الشارقة من 15 إلى 18 أكتوبر.2 وفي الشهر المقبل، ستتنافس مجموعة كاملة منها (22 سيارة إجمالاً) في دوري أبوظبي لسباقات السيارات الذاتية في حلبة مرسى ياس في 15 نوفمبر. ومن المتوقع أن يجذب هذا الحدث آلاف المتفرجين وسيكون مجموع جوائزه 2.25 مليون دولار.
قال خالد الملا، رئيس نادي مرسيدس بنز AMG "Group 63": "تصل السيارة إلى سرعة 370 كم/ساعة في حلبات السباق ضد أشخاص يقودون سياراتهم وتتغلب عليهم. هذه هي السيارة الأكثر تقدماً في عالم السباقات". وأوضح أن الملايين والملايين تم إنفاقها لتطوير هذه السيارة التي تُقاد بالكامل بالذكاء الاصطناعي وبدون أي تدخل بشري.
أشار سلطان العلي، نائب رئيس "Group 63"، إلى أن السيارة تأخذ الخوارزميات من متسابقي رياضة السيارات، مثل لويس هاميلتون، وتقيّم أداءهم ومهاراتهم وحركاتهم لتسجيلها في المحاكاة. وقال: "نختبرهم ونجعلهم يسجلون الأنماط وخطوط السرعة في السيارة بناءً على جميع المعلومات التي يتلقاها الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "في الوقت نفسه، وخلال لفة معينة أو تجاوز معين، تفكر السيارة في مليون عملية في الثانية وتقرر الانعطاف يميناً أو يساراً للحصول على السرعة".
يعمل كل من الملا والعلي مع "Group 63"، وهو أكبر نادٍ لمرسيدس بنز في العالم. وتعد المجموعة أيضاً شريكاً في تطوير سيارة الفورمولا 1 الاستثنائية هذه، ويساعد الثنائي عشاق سباقات السيارات على استكشاف أحدث التقنيات التي تطورها الإمارات في عالم رياضة السيارات.
أبوظبي رسخت مكانتها منذ فترة طويلة في مسابقة الفورمولا 1 المرموقة. وشهدت حلبة مرسى ياس أول ظهور لها في ختام موسم الفورمولا 1 عام 2009. وقد أثبتت هذه المنافسة أنها أرض خصبة للابتكارات الجديدة، كما تثبت سيارة EAV-25. الميزة التنافسية تأتي من الخوارزميات والبيانات، وليس فقط من حركات السائق أو مهاراته.