بنسبة 41%..المشي اليومي يقلل خطر الزهايمر حتى لمن لديهم استعداد وراثي

أطباء الإمارات : المشي المنتظم يحفز العامل العصبي المشتق من الدماغ الذي يدعم نمو الخلايا العصبية وبقاءها
بنسبة 41%..المشي اليومي يقلل خطر الزهايمر حتى لمن لديهم استعداد وراثي
تاريخ النشر

كشفت دراسة حديثة أن المشي اليومي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر التدهور المعرفي، خاصة لدى الأفراد المعرضين وراثياً للإصابة بمرض الزهايمر. وقد أشار البحث، الذي نُشر في مجلة ذا لانسيت للصحة العامة (The Lancet Public Health)، إلى أن المشي يرتبط بانخفاض خطر التعرض لمشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك الخرف (Dementia).

يؤكد الأطباء في دولة الإمارات هذه النتائج، مشددين على أن المشي المنتظم يعزز صحة القلب والأوعية الدموية، ويزيد تدفق الدم إلى الدماغ، ويحفز العامل العصبي المشتق من الدماغ (BDNF)، الذي يدعم نمو الخلايا العصبية وبقاءها. ويساعد هذا، بحسب الأطباء، في الحفاظ على الذاكرة والوظيفة المعرفية وصحة الدماغ العامة.

7 آلاف خطوة: الوصفة اليومية للحماية

قالت الدكتورة نهى عبد الواحد، أخصائية الأمراض العصبية في مستشفى ميدكير رويال التخصصي: "يساعد المشي اليومي لدى كبار السن في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية وتأخير الإصابة بالخرف. وقد يلمس الأفراد المعرضون لخطر وراثي (حاملو جين APOE e4) فوائد معرفية أكبر. حتى الزيادات الطفيفة في المشي اليومي تحسن صحة الدماغ بشكل كبير".

وأشارت الدكتورة نهى إلى أن "المشي حوالي 7,000 خطوة يومياً" يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والتدهور المعرفي، مضيفة أن "ما لا يقل عن 35 دقيقة أسبوعياً من المشي المعتدل إلى القوي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 41%".

الزهايمر: تحدٍ متزايد في المنطقة

يُعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في الإمارات، ويمثل مصدر قلق متزايد للصحة العامة. وتُقدر التكلفة السنوية للرعاية المتعلقة بالخرف في الدولة بنحو 1.35 مليار دولار أمريكي، أي حوالي 0.19% من الناتج المحلي الإجمالي.

على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، من المتوقع أن ترتفع حالات الخرف بنسبة 367% بحلول عام 2050، مدفوعة بارتفاع متوسط الأعمار وعوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة.1

في شهادات مؤثرة، وصفت أنام رضوي كيف أثّر الزهايمر في والدتها، التي بدأت تدريجياً تفقد ذاكرتها حتى لم تعد تتذكر اسمها. وبالمثل، شارك رامي العبادي كيف أثّر المرض على تنسيق حركات والده، حيث "بدأ ينسى خطواته، وأدت ضعف العضلات وبطء ردود الفعل وصعوبة تقدير المسافات إلى سقوطه المتكرر، ما أثبت أن الزهايمر يسلب التوازن أيضاً".

المشي والنظام الغذائي لتعزيز صحة الدماغ

يؤكد الخبراء أن خيارات نمط الحياة، بما في ذلك المشي، والنظام الغذائي، والمشاركة المعرفية، يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر.

قالت الدكتورة أسماء مشتاق، أخصائية الأمراض العصبية في مركز برجيل الطبي، الشامخة: "المشي اليومي يحافظ على ضغط الدم والسكري والكوليسترول تحت السيطرة، وهي كلها حالات شائعة في المنطقة ومرتبطة بالخرف".

كما أوصت الدكتورة أسماء باتباع نظام غذائي على طراز البحر الأبيض المتوسط غني بالفواكه والخضراوات والأسماك وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الحصول على ما يكفي من فيتامين د، وممارسة النشاط العقلي المنتظم، والنوم الكافي. ونصحت بإجراء فحوصات معرفية دورية لكبار السن ولذوي التاريخ العائلي للإصابة بالخرف للكشف المبكر.

من جهتها، أوضحت الدكتورة بونام سي. أواتاري، أخصائية الأمراض العصبية في المستشفى الدولي الحديث بدبي، أن "التمارين الرياضية كالمشي تحفز العوامل العصبية (مثل BDNF)، وتدعم المرونة التشابكية، وتقلل من الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الدماغ، وهي كلها آليات متورطة في التسبب بمرض الزهايمر".

فوائد قابلة للقياس

وأشارت الدكتورة أواتاري إلى أن حتى النشاط البدني المتواضع يقدم فوائد قابلة للقياس. وقالت: "أظهرت دراسة أن المشي حوالي 3,800 خطوة يومياً ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 25%. ووجدت دراسة أخرى أن مجرد خمس دقائق إضافية من النشاط المعتدل يومياً يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الخرف".

وختمت الدكتورة أواتاري بأن المشي لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع هو نقطة بداية فعالة، مضيفة أن "اللياقة البدنية تقلل من خطر الخرف حتى لدى الأشخاص الذين لديهم خطر وراثي عالٍ". واعتبرت أن "المشي هو أحد التدخلات الأسهل والأكثر أماناً والأقل تكلفة لدعم صحة الدماغ"، مشيرة إلى أنه يمكن أن يؤخر الظهور، ويبطئ التدهور، ويكمل استراتيجيات نمط الحياة الأخرى.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com