برنامج العفو ينقذ كينية حامل من مستقبل مظلم لطفلها
بالنسبة ل"ميليسا ندولو كيماني"، وهي وافدة كينية تعيش في دبي، كان برنامج العفو عن التأشيرات الجاري تنفيذه في الإمارات العربية المتحدة بمثابة معجزة، وشريان حياة لها ولطفلها الذي لم يولد بعد. كانت حاملاً في شهرها الخامس وكانت قلقة من أن يولد ابنها بدون هوية، وظلت مقيمة في الإمارات لأكثر من عامين، غير قادرة على دفع الغرامات المتراكمة وغير مدركة ما سيأتي به المستقبل.
قالت ميليسا: "لقد عشت في خوف دائم على مدى العامين الماضيين. كل طرقة على الباب كانت تجعلني أشعر بالخوف، وكل زيارة للعيادة كانت تملأني بالرعب. لقد كانت لدي أحلام لطفلي، مثل أي أم، لكني لم أرى سوى مستقبل مظلم".
غرامات قدرها 30 ألف درهم
كانت ميليسا قد تراكمت عليها غرامات تجاوزت 30 ألف درهم، وكانت تواجه احتمال الترحيل أو ما هو أسوأ من ذلك، ولادة طفلها بدون جنسية. "لقد كنت أفكر باستمرار، كيف سيولد طفلي إلى هذا العالم دون هوية. ما نوع المستقبل الذي يمكنني أن أقدمه له إذا ولد بدون أوراق قانونية؟"
جاء برنامج العفو عن التأشيرات في الإمارات العربية المتحدة ليفتح باب الأمل من جديد. فقد منحت المبادرة، التي تهدف إلى منح المخالفين لشروط الإقامة الفرصة لتسوية وضعهم دون مواجهة العواقب القانونية أو الغرامات الباهظة، ميليسا فرصة لإعادة بناء حياتها.
تسوية وضعها
في الثامن من سبتمبر، زارت ميليسا مركز الجودة للخدمات الحكومية في مجمع دبي للاستثمار، وهو المكان الذي كانت تمر به كثيراً لكنها لم تجرؤ أبداً على دخوله بسبب وضعها غير القانوني. وقالت: "كان دخول هذا المركز أصعب خطوة اتخذتها على الإطلاق. لم أكن أعرف ما إذا كانوا سيرفضونني أو ما إذا كانت هناك أي طريقة لتقليل الغرامات المفروضة علي. ولكن بمجرد دخولي، شعرت وكأنني أستطيع أخيراً التنفس مرة أخرى. كان الموظفون لطفاء ومتفهمين وأرشدوني خلال العملية دون إصدار أي أحكام".
حصلت ميليسا على العفو عن التأشيرة على الفور، وفي العاشر من سبتمبر، استقلت طائرة عائدة إلى كينيا وهي تحلم بمستقبل ابنها. وقالت: "أنا ممتنة للغاية لحكومة الإمارات على هذه الهدية الرائعة. إنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر. يمكنني الآن العودة إلى موطني والتمتع بحمل هادئ".
على مدى الأشهر القليلة الماضية، أصبح برنامج العفو عن التأشيرات في الإمارات العربية المتحدة بمثابة أمل لآلاف المخالفين. تسمح المبادرة للأشخاص الذين تجاوزوا مدة تأشيراتهم بتسوية أوضاعهم والعودة إلى موطنهم دون مواجهة اتهامات جنائية أو دفع غرامات.
كابوس عدم الشرعية
قالت ميليسا: "في كل ليلة، كنت أجلس وأفكر في كيفية الهروب من هذه الحياة غير القانونية. لم أكن أستطيع حتى الخروج بحرية في الأماكن العامة خوفاً من أن توقفني السلطات، ولكن عندما سمعت عن برنامج العفو، شعرت وكأن حياتي أضاءت بعد سنوات من الظلام".
كانت أسرتها في كينيا في حالة من الحزن الشديد، وخاصة بعد سماع خبر حملها. تقول: "كانت أسرتي قلقة للغاية. لم يعرفوا كيف سألد طفلي أو كيف سأنجو. لكنهم الآن في سلام، وهم يعلمون أنني سأعود إلى المنزل دون التورط في متاعب".
"إن الإمارات ليست مجرد دولة بالنسبة لي، بل هي بمثابة وطني لسنوات عديدة. وحتى عندما أغادرها، فأنا أعلم أنني سأعود. فبمجرد أن تعيش هنا، إنها تصبح جزءاً منك. في المرة القادمة، سأعود بوضع قانوني وبكرامة، ولن أفعل مرة أخرى أي شيء يعرضني للخطر. إن هذه فرصة ذهبية منحتها لي دولة الإمارات العربية المتحدة، ولن أعتبرها أمراً مسلماً به أبداً.
الاستعداد لاستقبال ابنها
في الوقت الحالي، تركز ميليسا على مستقبلها القريب، فهي تستعد لميلاد ابنها. وتقول: "سأحمل طفلي بين ذراعي، وأنا أحلم أنه سيكون له اسم ومستقبل وهوية".
ميليسا ليست سوى واحدة من بين العديد من المخالفين لقوانين الإقامة في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، ويستمر برنامج العفو في جلب الأمل والفرص البديلة لهم. ويمثل البرنامج، الذي ساعد الآلاف بالفعل، التزام الإمارات العربية المتحدة بالقيم الإنسانية.