إشراك الطفل في عملية الطهي يعزز إقباله على تناول الطعام
إشراك الطفل في عملية الطهي يعزز إقباله على تناول الطعام

الوراثة تساهم في انتقائية الطعام لدى الأطفال

حوالي 28.2% من الأطفال في سن الدراسة و34.7% من المراهقين في الإمارات يعانون من زيادة الوزن أو السمنة
تاريخ النشر

أعرب الأطباء في الإمارات عن دعمهم لأبحاث حديثة تشير إلى أن الصعوبة أو الانتقائية في الأكل لدى الأطفال تتعلق بالعوامل الوراثية أكثر من تأثير التربية. وقد نُشرت هذه الأبحاث مؤخراً في مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي.

ومع تزايد مشكلة السمنة لدى الأطفال في الإمارات، قد تكون العادات الغذائية الانتقائية أحد العوامل المؤثرة في هذه المشكلة. وتُظهر الدراسات أن نحو 28.2% من الأطفال في سن المدرسة و34.7% من المراهقين في البلاد يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. ويؤكد الأطباء أن هذه الظاهرة ليست بالضرورة نتيجة أساليب التربية أو القواعد التي يضعها الأهل فيما يتعلق بالطعام.

قال الدكتور يامن فايز المغني، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى برجيل التخصصي بالشارقة: "تشير دراسة كبيرة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أكبر من أساليب التربية في تشكيل عادات الأكل الانتقائية، وهذه العادة قد تستمر حتى مرحلة المراهقة المبكرة. وتُفسّر الفروقات الجينية حوالي 60% من التباين في الانتقائية تجاه الطعام عند عمر 16 شهراً، وتزداد هذه النسبة إلى 74% أو أكثر مع تقدم الأطفال في العمر."

الدكتور يامن فايز المغني
الدكتور يامن فايز المغني

الحساسية تجاه الأطعمة

وأوضح مختصون في الرعاية الصحية أن الحساسية تجاه بعض الأطعمة قد تكون جزءاً من شخصية الطفل وليس انعكاساً لأسلوب تربية الأهل.

قال الدكتور أسامة السيد رزق العاصي، أستاذ مساعد واستشاري ورئيس قسم طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى جامعة ثومبي: "تشير الدراسات الحديثة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أكبر من التربية في تشكيل عادات الأكل الانتقائية لدى الأطفال. يعني هذا أن بعض الأطفال قد يكونون أكثر حساسية تجاه المذاقات والملمس، مما يجعلهم يرفضون أنواعاً معينة من الطعام. وقد يكون ذلك مرتبطاً بكيفية معالجة أدمغتهم للنكهات أو رد فعل أجسامهم تجاه الأطعمة المختلفة."

الدكتور يامن فايز المغني
الدكتور يامن فايز المغني

وأضاف: "إذا كان أحد الوالدين أو الأخوة يتسمون بالانتقائية في الطعام، فقد يكون الطفل أيضاً ميالاً لعدم تفضيل بعض الأطعمة أو يكون أقل رغبة في تجربة أطعمة جديدة."

ولكن عندما يكون الأطفال انتقائيين بشكل مفرط في تناول الطعام، فقد لا يحصلون على جميع العناصر الغذائية اللازمة للنمو الصحي.

وأشار الدكتور العاصي: "قد يؤدي هذا إلى مشاكل مثل نقص الوزن أو عدم النمو بالشكل المطلوب. وفي بعض الحالات، قد يصاب الأطفال الذين يعانون من صعوبة في تناول الطعام بحالات مثل فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، والذي يحدث عندما لا يتلقى الجسم ما يكفي من الحديد. وقد يؤدي هذا إلى شعور الأطفال بالتعب والضعف لأن الحديد ضروري لتكوين خلايا الدم السليمة".

استراتيجيات فعالة

أكد الأطباء أن مشكلة الانتقائية في الطعام أو ما يُعرف بـ"رهاب تجربة الطعام الجديد" تصل إلى ذروتها عند الأطفال في عمر الثلاث سنوات تقريباً.

مباسرة صديقة سميرة
مباسرة صديقة سميرة

وقالت مبصرة صديقة سميرة، اختصاصية التغذية السريرية في مستشفى زليخة بالشارقة: "تشير الدراسات إلى أن الأطفال الانتقائيين لديهم وزن وطول ومؤشر كتلة جسم أقل من غيرهم. ولكن إذا تم استبدال الأطعمة غير المحببة بأطعمة أكثر قبولاً ولكن غير صحية (مرتفعة الدهون أو السكر)، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة خطر السمنة."

ومن الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن للآباء اتباعها هي إشراك الطفل في عملية الطهي من خلال السماح له باختيار خضار للعشاء أو المساعدة في إعداد سلطة فواكه ملونة.

ويشدد المتخصصون على أن هذا يمكن أن يشعل حماسهم لاستكشاف أطعمة جديدة. ومن المهم أيضاً تقديم مجموعة متنوعة من الخيارات الغذائية، مثل تشكيل "طبق ملون" مليء بأنواع مختلفة من الفواكه والخضروات التي يمكن أن تثير فضولهم.

ومع ذلك، إذا لم تنجح هذه الأساليب، فمن المهم اللجوء إلى نصيحة المختصين للحصول على استراتيجيات بديلة وممارسات غذائية للتعامل مع مشكلة الانتقائية.

وقالت الدكتورة "ماماتا بوثرا"، أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة في المستشفى الدولي الحديث بدبي: "لا ينبغي على الأهل القلق بشكل مفرط إلا إذا كانت الانتقائية في الطعام تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل نقص العناصر الغذائية أو ضعف النمو. يجب عليهم التعاون مع المختصين في الرعاية الصحية، بما في ذلك أخصائيي التغذية، لضمان حصول الأطفال على احتياجاتهم الغذائية بطرق مبتكرة ودون إجبار."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com