الوافدون الجدد يواجهون الوحدة في ليلة رأس السنة
مع اقتراب العام الجديد، يجد البعض أنفسهم غارقين في مشاعر الوحدة وسط أجواء الاحتفالات. فبالنسبة لبعض الوافدين الذين انتقلوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعيداً عن أسرهم وأصدقائهم، قد تزيد هذه المناسبة من شعورهم بالوحدة والعزلة. فبينما يجمع الفرح الكثيرين، قد يشعر هؤلاء الوافدون الجدد بالضياع، ويكافحون لبناء روابط اجتماعية وتكوين شعور بالانتماء في أرضٍ غريبة.
انتقلت "ليزا لوكاس"، وهي معلمة كندية تبلغ من العمر 30 عاماً، إلى دبي للعمل قبل عام. ومع اقتراب ليلة رأس السنة، بدأت تفكر في مشاعرها.
"في ليلة رأس السنة، يبدو أن الجميع يحتفلون مع عائلاتهم وأصدقائهم"، كما قالت: "أرى صوراً لأصدقائي في الوطن، وأدرك مدى بعدي عنهم. يمكن أن يكون الأمر مرهقاً حقاً".
بالنسبة لـ"ليزا"، فإن الإثارة التي تصاحب الفرص الجديدة تتحول بسرعة إلى مشاعر الاغتراب. وأضافت: "تريد أن تكون جزءاً من المرح، لكن الأمر صعب عندما لا يكون لديك من تشاركه المرح".
ومع ذلك، اختارت "ليزا" ألا تقضي المساء بمفردها. وحاولت أن تجد العزاء في الفعاليات المجتمعية أو التجمعات المنظمة لأولئك الذين قد يشعرون بالعزلة. وأوضحت: "غالباً ما تستضيف مجموعات المغتربين المحلية حفلات أو لقاءات خاصة للوافدين الجدد؛ وقد أنضم إليهم".
بالنسبة لبعض الناس، فإن موسم العطلات بمثابة تذكير صارخ بالمسافة التي تفصلهم عن أحبائهم، مما يجعلهم يشعرون بمزيد من العزلة. وصف "ماركو دانتي"، وهو مهندس برمجيات يبلغ من العمر 40 عاماً من إيطاليا، كفاحه لتكوين علاقات ذات مغزى في دبي. قال: "اعتقدت أنه سيكون من السهل مقابلة الناس عندما انتقلت إلى هنا للعمل. لكن يبدو أن الجميع مشغولون بخططهم الخاصة. في ليلة رأس السنة الجديدة، ربما أبقى في المنزل وأشاهد الألعاب النارية على شاشة التلفزيون".
إن شعور "ماركو" بالانفصال هو تجربة شائعة بين المغتربين الذين يكافحون من أجل الاندماج في مجموعات اجتماعية راسخة. وأضاف: "من الصعب أن ترغب في الاحتفال بينما تشعر وكأنك منبوذ".
واجهت "ميا أ"، وهي عاملة مستقلة تبلغ من العمر 25 عاماً من أستراليا، تحدياتها الخاصة في ليلة رأس السنة الجديدة. قالت: "أعيش هنا منذ عام، وما زلت أشعر بالوحدة أحياناً. أحاول التواصل مع الناس، لكن غالباً ما يبدو الأمر سطحياً".
وأضافت: "التصفح عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجعل الأمر أسوأ، حيث ينشر الجميع عن حفلاتهم وتجمعاتهم، وهذا يذكرني فقط بما أفتقده".