استخدام المعينات السمعية يقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الخرف والزهايمر
استخدام المعينات السمعية يقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الخرف والزهايمر

"المعينات السمعية" تقلل من مخاطر الوفاة والخرف

الإمارات تقدم جميع العلاجات المتاحة مجاناً في المستشفيات العامة في الدولة
تاريخ النشر

قال أحد كبار الأطباء الإماراتيين إن عدداً متزايداً من كبار السن الذين يعانون من ضعف السمع يرفضون ارتداء المعينات السمعية، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الخرف والزهايمر.

وأشار الدكتور أحمد الشامسي، أخصائي طب الأنف والأذن والحنجرة وجراح زراعة القوقعة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي، إلى أن الأفراد المستخدمين لأجهزة السمع بانتظام هم أقل عرضة للمشكلات الصحية الحرجة وحتى الوفاة.

وأضاف: "لقد تلقيت مؤخرا اتصالاً من أحد زملائي يقول إن والده لا يستطيع السمع حتى مع وجود سماعة الأذن، وكان والده يملك سماعة الأذن ولكنه توقف عن استخدامها، والآن لا يستطيع فهم أي شيء حتى مع وجودها، والحل الوحيد الآن هو زراعة قوقعة الأذن."

وأشار الطبيب إلى أنه في حالة أخرى، كان رجل يبلغ من العمر 75 عاماً يعاني من ضعف السمع ويرفض الخروج من غرفته، ويعزل نفسه، حيث لا يمكنه أن يسمع أو يتحدث مع أحد.

العزلة الاجتماعية

وأشار الدكتور الشامسي، إلى أن فقدان السمع قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية إذا ترك دون علاج.

"تخيل وجود شخص في غرفة حيث يتحدث الجميع ولكنه لا يفهم شيئاً بسبب فقدان السمع وهو لا يرغب في استخدام سماعة الأذن. ماذا سيحدث لهذا المريض؟ سيبدأ في الانعزال ببطء. والعزلة تسبب قلة في استخدام الدماغ والتفكير، مما يتسبب أيضاً في الإصابة بأمراض الزهايمر والخرف".

وأشار أيضاً إلى نتائج دراسات متعددة ركزت على فقدان السمع لدى البالغين وكبار السن.

الدكتور أحمد الشامسي
الدكتور أحمد الشامسي

وفقا لدراسة نشرت في مجلة (The Lancet Healthy Longevity)، فإن الاستخدام المنتظم لأجهزة السمع يرتبط بانخفاض مخاطر الوفاة. كما وجدت دراسة أجراها خبراء من جامعة جونز هوبكنز الطبية أن فقدان السمع الخفيف يضاعف من خطر الإصابة بالخرف.

وقال الدكتور الشامسي لصحيفة خليج تايمز: "في العديد من الحالات، أخبرني الأبناء أن والديهم المسنين بدأوا في نسيان الأشياء وهي علامة على مرض الزهايمر. إن العزلة تسبب الخرف ومرض الزهايمر، مما قد يسبب الصدمة، وحتى الموت."

"لست عجوزاً، أستطيع أن أسمع"

وأشار الدكتور الشامسي إلى أن معظم كبار السن لا يرغبون في استخدام معينات السمع حيث يُفترض أنهم كبار في السن.

"تحدث هذه المشاكل ضمن حالات كبار السن الذين يعيشون حياة نشطة يستمتعون بالجلوس والتحدث مع الآخرين، ولكنهم يدركون فجأة أنهم يعانون من فقدان السمع، ولا يستطيعون فهم أي شيء، بل يرون فقط حركة شفاههم، وهو الأمر الذي يؤثر عليهم نفسياً."

وحث الدكتور الشامسي كبار السن المحتاجين على التخلص من وصمة العار المرتبطة بالأمر واستخدام أجهزة السمع.

"سوف يمنحهم ذلك حياة أفضل، ويعيشون بشكل طبيعي مثل أي شخص آخر. ولن يخجلوا من الجلوس في غرفة والمشاركة في المحادثة التي تجري هناك."

وأشار الدكتور الشامسي إلى أنه حتى في مكان العمل سيتأثر عملهم، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع والذين يخجلون من امتلاك أداة السمع :"لن يكونوا قادرين على فهم الأمور في الاجتماع أو أن يكونوا منتجين".

تعتبر المعينات السمعية مهمة لأي فئة عمرية، بما في ذلك الأطفال المحتاجين. وأكد أن "حتى الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع الحسي العصبي سيعانون من تأخر في النطق إذا لم يستخدموا أداة السمع حياتهم كلها قد تتأثر، بما في ذلك أيام الدراسة."

أضرار بالغة

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حوالي 1 من كل 4 أشخاص في جميع أنحاء العالم سيعيش مع درجة معينة من فقدان السمع بحلول عام 2050. يكلف فقدان السمع غير المعالج الاقتصاد العالمي 980 مليار دولار سنوياً بسبب تكاليف القطاع الصحي والدعم التعليمي وفقدان الإنتاجية والتكاليف المجتمعية.

وأكد الدكتور الشامسي أن "عدم علاج مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع سيؤثر في الاقتصاد بشكل كبير. نحن بحاجة إلى اكتشاف الحالات في أقرب وقت ممكن".

وقال إن الجهات الصحية في الإمارات تقدم جميع العلاجات المتاحة مجاناً في المستشفيات العامة.

"تعدد أشكال العلاج من الأدوات المساعدة للسمع، و العمليات جراحية، والعلاج الطبي، أو حتى زراعة قوقعة الأذن – وهي أغلى أشكال العلاج ولكنها تتم مجاناً للجميع في المستشفيات الحكومية".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com