الفضة تتألق في الإمارات: 73% مكاسب خلال عام تتفوق على موجة الذهب القياسية

ارتفعت أسعار الفضة من 28.78 دولاراً للأونصة العام الماضي إلى 50 دولاراً خلال عطلة نهاية الأسبوع
الفضة تتألق في الإمارات: 73% مكاسب خلال عام تتفوق على موجة الذهب القياسية
تاريخ النشر

يقول محللون إن أسعار الفضة، التي تفوقت على الذهب هذا العام، قد تواصل أداءها الأفضل مقارنة بالمعدن الأصفر في المدى القريب إلى المتوسط.

فقد شهدت موجة ارتفاع الذهب مكاسب تجاوزت 52% منذ بداية العام، إذ ارتفع سعره من 2,659 دولاراً للأونصة في نهاية العام الماضي إلى 4,017.18 دولاراً في 11 أكتوبر.

أما الفضة، فقد قفزت من 28.78 دولاراً للأونصة العام الماضي إلى 50 دولاراً خلال عطلة نهاية الأسبوع، مسجلة زيادة ضخمة تفوق 73% منذ بداية العام.

وفقاً لجورج بافيل، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة "ناغا دوت كوم" (Naga.com)، فإن التوقعات بشأن الفضة في المدى القريب إلى المتوسط ما تزال تميل نحو الارتفاع بفضل الأساسيات القوية للسوق.

قال بافيل: "يواجه السوق عجزاً هيكلياً مستمراً في المعروض منذ عدة سنوات، مع توقعات بتجاوز الطلب للإمدادات. ويُعزى الطلب إلى الاستخدام الصناعي المكثّف في مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا، إضافة إلى تجدد الاهتمام بالاستثمار في الأصول الآمنة".

استمرار الزخم في الطلب

من جانبه، قال مايكل براون، كبير محللي الأبحاث في شركة "بيبرستون" (Pepperstone)، إن النظرة المستقبلية للفضة تبقى إيجابية، نظراً لأن الطلب على المعادن الثمينة لا يزال قوياً في مختلف الأسواق، حتى وإن شهدت الأسعار بعض عمليات جني الأرباح بعد تجاوزها حاجز 50 دولاراً للأونصة.

وأوضح براون أن الطلب الفعلي على الفضة لا يزال قوياً للغاية. وأضاف: "علاوة على ذلك، فإن استخدام حيازات صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) كمؤشر للطلب يظهر أن الفضة ما زالت دون المستويات المرتفعة التي شهدتها في نهاية عام 2021، ما يشير إلى أن هناك مجالاً واسعاً لمزيد من الارتفاعات.
وبالنظر إلى الأداء، فإن موجة ارتفاع الفضة قد فاقت بكثير نظيرتها في الذهب هذا العام، ومن المرجح أن تستمر في التفوق عليه على المدى المتوسط، خاصة أن الفضة عادةً ما تُعد نظيراً أكثر حساسية من الذهب لتحركات السوق وأداة استثمارية ذات مخاطرة أعلى".

دورة صعود جديدة للفضة

بدوره، قال فيجاي فاليشا، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة "سنشري فاينانشال" (Century Financial)، إن موجة صعود الفضة مرشحة للاستمرار في المدى القريب إلى المتوسط، شرط أن تسجّل اختراقاً واضحاً فوق مستوى 50 دولاراً للأونصة.

وأضاف أن القوى الاقتصادية الكبرى التي تشجع على الاهتمام بالأصول الحقيقية وأدوات التحوط ضد التضخم، إلى جانب الدور المزدوج للفضة كسلعة نقدية وصناعية في آن واحد، تجعل من المحتمل أن تشهد الفضة دورة صعود طويلة الأمد، وليس مجرد ارتفاع مؤقت في الأسعار.

وقال فاليشا: "من المرجح أن تتفوق الفضة على الذهب في المدى القريب إلى المتوسط. ويُعدّ الانخفاض الحاد في نسبة الذهب إلى الفضة دليلاً واضحاً على تنامي قوة الفضة داخل قطاع المعادن الثمينة، وهو تأثير تضاعف بفعل الطلب الصناعي القوي عليها في مجالات مثل الخلايا الشمسية، والسيارات الكهربائية، وشبكات الجيل الخامس — وهي عوامل يفتقر إليها الذهب".

وتابع موضحاً: "في حين يستفيد الذهب أساساً من تدفقات المستثمرين الباحثين عن الأمان، فإن تعرّض الفضة للنمو الاقتصادي والتقنيات الخضراء يمنحها قدرة أكبر على تحقيق عوائد أفضل، لاسيما مع انخفاض العوائد الحقيقية وتسارع سياسات التيسير النقدي حول العالم".

فرصة بديلة لمن فاته الصعود الذهبي

يرى فاليشا أن الفضة تقدّم فرصة استثمارية جذابة لأولئك المستثمرين في الإمارات الذين فاتهم الارتفاع الكبير في أسعار الذهب.

وقال: "بعد عقود من التحركات الجانبية، أصبحت الفضة على أعتاب دورة صعود طويلة الأمد بتركيبة فنية قوية (نموذج الكوب والمقبض) مدعومة برياح مواتية هيكلية يمكن أن تدفعها إلى قمم جديدة، تتجاوز حتى أداء الذهب الأخير".

وأضاف: "نوصي بتفضيل الاستثمار في الفضة على الذهب بالنسبة إلى المخصصات الجديدة في المدى القريب إلى المتوسط. فالذهب لا يزال أداة جيدة للتحوط الكلي ضد عدم اليقين، لكن الفضة تُعد أداة أكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية، ومحفّزة بعوامل طلب صناعي قوية، مما يمنحها فرص عائد أعلى في البيئة الحالية".

وأشار إلى أن المستثمرين يمكنهم اعتبار تجاوز مستوى 50 دولاراً للأونصة إشارة دخول للسوق، مع تحديد هدف طويل الأجل بين 75 و80 دولاراً للأونصة، مع ضرورة إدارة المخاطر بعناية نظراً لتقلب أسعار الفضة الشديد.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com