العطاء في البحر: "شيخ السلاحف" الإماراتي يحول شغفه إلى حركة توعية عالمية

قال الشيخ فهيم بن سلطان بن خالد القاسمي لصحيفة "خليج تايمز": "الآن أشعر وكأن الماء يناديني باستمرار".
الصورة: الشيخ فهيم

الصورة: الشيخ فهيم

تاريخ النشر

في سن الثانية عشرة، تعلم الشيخ فهيم بن سلطان بن خالد القاسمي ركوب الأمواج والإبحار والغوص. وقبل ذلك، كان يخشى المحيط.

وصرح لـ "خليج تايمز" خلال زيارة إلى جزيرة "جميرا تاندا" في تنزانيا: "كنت أخشى المحيط، لكن الآن أشعر وكأن الماء يظل يدعوني للعودة". كانت هذه الزيارة ضمن رحلة صحفية تسلط الضوء على الحفاظ على البيئة البحرية والاستدامة.

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.


وعلى مدار أربعة أيام، أخذنا الشيخ فهيم، الرئيس التنفيذي لدائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، في رحلة تحوله من الخوف من البحر إلى أن أصبح أحد أقوى المدافعين عنه، ليحصل على لقب "شيخ السلاحف". وعندما سُئل عما تغلب على خوفه، قال إنها "قوة" المحيط. قال: "كانت قوته. عندما أمسكت بأول موجة لي، أدركت أنني أمشي على الماء".

رحلة "فرح" التي غيرت كل شيء

كانت قصته مع المحيط مجرد بداية، حيث بدأت علاقة مدى الحياة تعمقت أكثر عندما التقى بـ "فرح"، السلحفاة التي أنقذها في عام 2021. يتذكر الشيخ فهيم: "كان يوماً عادياً؛ كنت في المحيط مع أصدقائي عندما رأيتها. كانت تسبح بغرابة، وأدركت على الفور أن هناك شيئاً خاطئاً".

غاص الشيخ فهيم ستة أمتار تحت الماء، وأدرك أنه بحاجة للقيام بشيء ما. صعد لأخذ نفس آخر، ثم غاص مرة أخرى. عندها وجد أن كيساً بلاستيكياً قد التف بإحكام حول زعنفة "فرح".

أخرج "فرح" إلى السطح وأسرع بها إلى مركز جميرا لإعادة تأهيل السلاحف في دبي. كانت الإصابة خطيرة لدرجة أنه كان لا بد من بتر زعنفة "فرح". قضت السلحفاة تسعة أشهر في المركز قبل أن يتم إطلاقها مرة أخرى في البحر بجهاز تتبع.

روى الشيخ فهيم القصة التي انتشرت وأدت إلى تسميته "شيخ السلاحف". قال: "في الواقع، اعتقدت أنها ستبقى في المركز طوال حياتها، لكنها كانت قوية بما يكفي للعودة إلى مكانها الطبيعي، المحيط".

وعندما سألته "خليج تايمز" عما إذا كان جهاز التتبع لمدى الحياة، قال: "لا يمكننا تتبع السلاحف لمدى الحياة. تدوم البطارية حوالي تسعة أشهر إلى عام؛ وفي بعض الأحيان تسقط، ولكن خلال ذلك الوقت نتعلم الكثير عن كيفية سفر السلاحف وهجرتها".

من الإنقاذ الفردي إلى خط ساخن

عندما نشر الشيخ فهيم قصته مع "فرح"، بدأ الناس في الوعي وبدأوا يتصلون به عندما يواجهون سلحفاة مصابة. قال: "الجميع يتصل بي: 'يا فهيم، وجدنا هذه السلحفاة، ماذا نفعل؟'".

ألهمه ذلك لإطلاق الخط الساخن 800TURTLE، وهو رقم مجاني في الإمارات للإبلاغ عن السلاحف البحرية المصابة أو التي تعاني من ضائقة. ويستخدم هذا الخط لربط الناس ببرنامج دبي لإعادة تأهيل السلاحف أو غيره من المنظمات المحلية للإنقاذ وإعادة التأهيل السريع.

وأضاف: "مهمتي هي منح السلاحف صوتاً".

وقبل "فرح"، كانت هناك "تياغو"، وهي سلحفاة أصغر وُجدت متشابكة في كيس بلاستيكي آخر. قال: "كنا في المكان المناسب في الوقت المناسب. استغرق الأمر مني حوالي 15 دقيقة لقص الكيس. اعتقدت السلحفاة المسكينة أن الكيس كان قنديل بحر وحاولت أكله. لكن 'تياغو' كانت قوية بما يكفي لإطلاقها على الفور".

توسع دوره منذ ذلك الحين ليشمل المدارس، حيث يتحدث إلى الأطفال عن الوعي بالمحيطات. وقال: "سبعون بالمئة من كوكبنا هو المحيط. أردت أن يفهم الشباب مسؤوليتهم تجاه المحيط".

السفر المسؤول والمستقبل

يعمل الشيخ فهيم الآن سفيراً لمشروع جميرا لإعادة تأهيل السلاحف. وقال: "عندما طلبوا مني الانضمام، أخبرتهم بأنني سأفعل ذلك بشرط واحد - وهو أنني سأساهم".

في رحلة استغرقت 4 أيام، رأى الشيخ فهيم نفس نموذج الحفظ يُطبق على الضيافة. قال: "الشيء الأكثر إثارة للإعجاب هو كيف ابتكرت جميرا نموذجاً يمنح الضيوف تجربة جميلة مع حماية الحياة البحرية حولها".

بالعودة إلى وطنه، تظل رسالته بسيطة: احترم البحر. قال: "عليك أن تفهم أنك في منزل شخص آخر. هذا ما أعلمه لأطفالي - نحن ضيوف في مساحتهم. يجب أن تكون واعياً ومحترماً لذلك".

بالنسبة للشيخ فهيم، ترمز جزيرة "تاندا" إلى مستقبل السياحة المسؤولة. قال: "هذه هي النقطة بالضبط. يمكننا أن نأخذ شيئاً مثيراً مثل السفر والضيافة ونجمعه مع تأثير حقيقي، خاصة بالنسبة للكائنات الأكثر ضعفاً. أعتقد أن العالم يمكن أن يتعلم الكثير من ذلك".

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com