

لم يخطر ببال محمد سنان، البالغ من العمر 24 عاماً من ثالاسيري في ولاية كيرالا، أنه سيصبح منشئ محتوى في دبي، وخاصةً العمل مع شخص مشهور مثل خالد العامري.
"لم أستطع إكمال دراستي. واجهنا ضائقة مالية، قال سنان. "لكنني أحببتُ صناعة الفيديوهات. كان صديقي مصور فيديو ومحررًا، وكنتُ أشاهده وهو يعمل. تدريجيًا، بدأتُ أتعلم من خلال مشاهدة فيديوهات تعليمية على يوتيوب."
في قريته، كان سنان يصوّر مقاطع فيديو عشوائية، ملتقطًا الحياة البسيطة من حوله. لم تكن لديه خطة، بل شغف فقط.
بعد أن عمل لمدة شهر في متجر للأقمشة بمسقط رأسه، قرر سنان خوض تحدٍّ غيّر نظرته للحياة. قال: "في مايو ٢٠٢٢، تمكنت من اجتياز ممر هامبتا (١٤١٠٠ قدم)، أحد أشهر مسارات الرحلات في الهند. كانت تلك هي اللحظة التي اكتسبت فيها الشجاعة لمواجهة أي تحدٍّ في الحياة".
أصبحت رحلة الأيام الستة وسط البرد القارس، وتساقط الثلوج المفاجئ، والأمطار، اختبارًا لقوته الجسدية والنفسية. قال: "خيمتي تتأرجح بعنف في الريح... والطقس يتغير كل ثانية... كان الأمر مرعبًا". "كانت لحظات ممر هامبتا بمثابة لحظة فارقة في حياتي".
لكن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام؟ كنا ثلاثة نتسلق الجبل - اثنان فقط نجحا في الوصول إلى القمة. في تلك اللحظة، قررنا ألا يعرف العالم اسم من لم يستطع الوصول. لحظة صداقة جميلة.
بعد أسبوع من عودته إلى المنزل، غادر سنان إلى دبي.
بعد وصولي إلى دبي بفترة وجيزة، كان والدي أول من هرعت لرؤيته. لكن ما رأيته كان شيئًا لا يرغب أي ابن برؤيته أبدًا: رجل غارق في العرق، يقف وسط النار والدخان داخل كافتيريا. في ذلك اليوم، اتخذت قرارًا في قلبي.
عندما انتقل إلى دبي، كانت حياته صعبة. قال: "لم يكن لديّ عمل، ولا علاقات. رأيت والدي يعمل بجدّ في كافتيريا، ولأدعمه، بدأت العمل كجرّاف عربات. كان عملاً شاقاً، كان يوم العمل الواحد بمثابة أسبوع كامل".
حصل على 400 درهم في الشهر الأول من سحب العربة، وحصل لاحقًا على 1000 درهم في الأشهر الخمسة التالية.
لمدة ستة أشهر، عمل سنان في جرّ العربات ونقل البضائع، لكنه كان يعلم في أعماق نفسه أن هذا ليس مكانه. "ظللت أقول للناس: 'أريد العمل في مجال الإعلام. أستطيع تصوير وتحرير الفيديوهات'. لكن لم يأخذني أحد على محمل الجد، حتى فعل اثنان منهم ذلك."
رأى محمد وأجمل شيئًا مميزًا في فيديوهات جولة سنان في دبي، والتي كان يصورها في أوقات فراغه. "اتصلوا بي، والتقينا، وقالوا إنهم سيؤسسون شركة إعلامية. طلب مني الانضمام. قال: لنكوّن فريقًا جيدًا. عندها تغيرت الأمور."
حصل سنان على أول فرصة حقيقية له خلال كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢. كان من أشد المعجبين بليونيل ميسي، وقد شعر بسعادة غامرة عندما اصطحبه مديره إلى عرض جماهيري كبير. قال: "صوّرتُ ردود فعل الجمهور، والهتافات، والحماس، وأهداف مديري، وبالطبع أهداف ميسي، وردود أفعاله، ومشاعره".
في اليوم التالي، حدث أمرٌ غير متوقع. «شاهد مساعد خالد العامري الفيديو الخاص بي، فاتصل بي وأشاد به. قال إنه يريد نشره على إنستغرام. لاحقًا، انتشر الفيديو على نطاق واسع. شاهده خالد بنفسه».
بعد فترة وجيزة، دُعي سنان للعمل بشكل مستقل مع فريق مساعدي خالد، ثم انضم لاحقًا إلى فريق خالد. قال: "كان أول تحدٍّ كبير لي في فعالية للعطور. دعاني خالد. كان عليّ أن أثبت جدارتي. كان ذلك الفيديو فرصتي، وبذلتُ قصارى جهدي".
من هنا، بدأت الأبواب تُفتح. بدأ سنان العمل بانتظام، سواءً مع شركته الإعلامية الأولى أو مع فريق خالد. ومن أهم لحظات مسيرته المهنية سفره مع خالد إلى ولاية آسام في الهند لتنفيذ مشروع.
كنا قد هبطنا للتو وكنا نتناول الوجبات الخفيفة. لم أتحدث كثيرًا. كان تواصلي ضعيفًا، وكنت متوترًا. لكن خالد كان يعلم ذلك. ومع ذلك، وثق بي. سألني كيف يمكننا صنع فيديو إبداعي،" قال سنان. "لم أستطع التعبير عن أفكاري جيدًا بالكلمات... لكنني تركت عملي يتحدث. لقد أحب ذلك."
كانت تلك الثقة بالغة الأهمية بالنسبة لسنان. "خالد يطمئن عليّ دائمًا. إنه يحترم عملي. كلما كان هناك مشروع، يتصل بي.
من المثير للاهتمام أن سنان لم يكن يعرف المُبدع، وقرأ عن خالد ذات مرة. كان يزور مدينتي عام ٢٠١٥. لم أكن أعرفه حتى. عرفتُ عنه عندما بدأ يتابعني على إنستغرام. إنه يدعمني كأخ.
بالنسبة لسنان، فإن الرحلة من سحب العربات في شوارع دبي إلى إنشاء مقاطع فيديو لأحد أكثر المؤثرين المحبوبين في المنطقة ليست أقل من حلم.
العمل مع خالد ليس مجرد عمل، بل متعة حقيقية. أصبح الآن بمثابة فرد من عائلتي. أريد الاستمرار في هذا العمل. هذه مجرد البداية.
قام سنان بتوثيق رحلته، منذ وصوله إلى دبي وسحب العربات حتى العمل في النهاية مع خالد العامري، وحولها إلى فيديو مؤثر شاركه على إنستغرام.
اليوم، لدى سنان ما يقارب 6000 متابع على إنستغرام. ولكن أكثر من مجرد أرقام، فهو ممتنٌّ لمن آمنوا به وللفرص التي أتيحت له. "كل ما احتجته هو فرصة واحدة. وأنا أستغلها على أكمل وجه."
هدفه الكبير القادم؟ "أريد أن أشاهد الشفق القطبي في فنلندا، وأعمل بجد لتحقيق هذا الحلم."
في رسالةٍ للحالمين في كل مكان، أضاف سنان: "كل شيءٍ من الله. دعواتكم تصنع المعجزات، ولا نعلم كيف ستؤثر في حياتكم. أقول للجميع: سافروا حول العالم... ابدأوا بالأحلام... وكونوا خيرَ خلقٍ."