الشتاء في الإمارات: النساء وكبار السن أكثر عرضة لالتهابات المسالك البولية
تعد التهابات المسالك البولية من أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تؤثر على نسبة كبيرة من السكان سنوياً.
وأوضح الأطباء أن النساء في هذه المنطقة، بما في ذلك النساء الحوامل، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية بسبب الظروف المناخية الخاصة. كما لاحظوا أن التهابات المسالك البولية تميل إلى الزيادة خلال أشهر الشتاء.
لماذا تزداد حالات التهابات المسالك البولية في الشتاء؟
وأوضح الأطباء أن الطقس البارد قد يؤدي إلى تثبيط إشارات العطش، مما يؤدي إلى الجفاف. ويؤدي هذا إلى تركيز البول، مما يخلق بيئة مناسبة لنمو البكتيريا.
قالت الدكتورة هالة مصطفى كامل إمام، أخصائية الطب الباطني في مستشفى برجيل رويال، عشارج: "يمكن أن تظهر التهابات المسالك البولية اتجاهات موسمية، مع زيادة ملحوظة خلال أشهر الشتاء. يمكن أن تؤدي درجات الحرارة الباردة إلى شرب الناس لكمية أقل من الماء، مما يؤدي إلى زيادة تركيز البول وزيادة خطر الإصابة بالعدوى".
وأشار الأطباء إلى أن فصل الشتاء يتزامن عادة مع موسم البرد والإنفلونزا، "ما قد يضعف جهاز المناعة ويجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى مثل التهابات المسالك البولية. وقد يواجه مرضى السكري صعوبة في السيطرة على نسبة السكر في الدم في الأشهر الباردة، وهو ما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية".
لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة؟
وأكد الأطباء أن التهابات المسالك البولية شائعة في الإمارات، خاصة بين النساء، وأضافوا أن "الدراسات تشير إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية مقارنة بالرجال بشكل كبير".
قال الدكتور مجاهد الحمامي، استشاري أمراض النساء والتوليد والمدير الطبي لعيادة أمان للعافية في دبي: "في الإمارات العربية المتحدة، تمثل التهابات المسالك البولية واحدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارًا، حيث تؤثر على شريحة كبيرة من السكان كل عام. قد تكون النساء في هذه المنطقة معرضات بشكل خاص لالتهابات المسالك البولية بسبب الظروف المناخية المحددة، على الرغم من أن الدراسات المحلية من شأنها أن توفر فهمًا أكثر وضوحًا للوضع. تحدث هذه الالتهابات بشكل أساسي بسبب البكتيريا، حيث تعد الإشريكية القولونية (E. coli) السبب الأكثر شيوعًا".
يمكن لعوامل مثل قلة الترطيب، وممارسات النظافة السيئة، واحتباس البول لفترات طويلة، من بين أمور أخرى، أن تزيد من قابلية الإصابة.
وقال الأطباء إن الملابس الضيقة يمكن أن تحبس الرطوبة وتسبب تهيج مجرى البول، مما يزيد من خطر دخول البكتيريا إلى المسالك البولية.
وأضاف أن "هذا التفاوت يرجع إلى حد كبير إلى الاختلافات التشريحية؛ إذ تمتلك النساء مجرى البول الأقصر، مما يسهل وصول البكتيريا إلى المثانة. وفي الإمارات العربية المتحدة، قد تؤدي الممارسات الثقافية إلى جانب درجات الحرارة المرتفعة التي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف إلى تفاقم هذه المشكلة".
ترتفع احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية مع تقدم العمر
وأكد المتخصصون في مجال الرعاية الصحية أن احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية تزداد مع تقدم العمر لكلا الجنسين.
وقال همامي: "في النساء الأكبر سنًا، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية مثل انخفاض مستويات هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث إلى الإضرار بسلامة المثانة وبطانة مجرى البول، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. بالنسبة للرجال الأكبر سنًا، يمكن أن تؤدي حالات مثل تضخم البروستاتا إلى احتباس البول، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية".
وينصح الأطباء في حال ظهور أعراض مثل كثرة التبول أو الألم، بضرورة استشارة الطبيب على الفور.
قالت الدكتورة بيتي جون، استشارية أمراض النساء والتوليد في مستشفى ميدكير الشارقة، "لا تتجاهلي أعراض التهاب المسالك البولية مثل الشعور بالحرقان أثناء التبول، والتبول المتكرر، والبول العكر أو الدموي، ورائحة البول القوية، وألم الحوض، والحمى. إذا واجهت أي أعراض لالتهاب المسالك البولية، فاستشيري طبيبك مبكرًا لتجنب المضاعفات".
وأضافت: "الاستحمام بالماء الدافئ أكثر لطفًا على المسالك البولية. وتشير بعض الدراسات إلى أن عصير التوت البري أو المكملات الغذائية قد تساعد في منع التهابات المسالك البولية عن طريق تقليل البكتيريا في المسالك البولية. يمكن أن يساعد فيتامين سي/الليمون في زيادة حموضة البول، مما يجعله أقل ملاءمة للبكتيريا. يمكن أن تساعد حماية جسمك من البرد في الحفاظ على صحة جهاز المناعة".