الذكاء الاصطناعي يحوّل الأمن السيبراني في الإمارات إلى حماية واقعية للناس

شرطة أبوظبي تدمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة المرور في الإمارة وتقلل من الحوادث قبل وقوعها.
الذكاء الاصطناعي يحوّل الأمن السيبراني في الإمارات إلى حماية واقعية للناس
تاريخ النشر

في حين يرى الكثيرون أن الأمن السيبراني هو مسألة حماية البيانات المخزنة في الخوادم بالنسبة لوكالات إنفاذ القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنه أصبح بشكل متزايد مسألة حماية الناس في حياتهم اليومية.

وفي حديثه خلال قمة FutureSec 2025 التي استضافتها صحيفة الخليج تايمز في دبي، أوضح الدكتور حمد خليفة النعيمي، أخصائي الاتصالات في شرطة أبوظبي، كيف تم دمج الذكاء الاصطناعي بالفعل في أنظمة المرور في الإمارة، وكيف يقلل من الحوادث قبل وقوعها.

وقال الدكتور النعيمي: "لم تعد الأنظمة الحيوية مقتصرة على الخوادم الخلفية، بل أصبحت موجودة على الطرق". وأضاف: "في أبوظبي، إذا كنت تقود سيارتك بشكل خطر، كالسير بين المسارات أو الاقتراب من سيارة أخرى، فستكتشف الكاميرات المُزودة بالذكاء الاصطناعي ذلك فورًا وتُبلغ عنه. هذه المخالفات لا تقتصر على إصدار غرامات، بل تهدف إلى منع الاصطدامات قبل وقوعها".

وأشار إلى إن النظام يتجاوز مجرد مراقبة السرعة، إذ يرصد أنماط السلوك، بدءًا من الانعطاف المفاجئ وصولًا إلى مسافات الكبح غير الآمنة، ويُؤتمت رصد القيادة عالية الخطورة. تُسهم هذه التدخلات الذكية، المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في تحويل دور الشرطة من إنفاذ القوانين بشكل تفاعلي إلى إجراءات سلامة استباقية.

وأضاف: "الهدف هو جعل الطرق أكثر أمانًا، وليس مجرد معاقبة السائقين. هكذا نستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لحماية الأرواح".

وأكد الدكتور النعيمي على التحول في تعريف الجهات المعنية لـ"الأنظمة الحيوية". فبينما كانت تُعرف تقليديًا بشبكات تكنولوجيا المعلومات أو مراكز البيانات المحمية، أصبحت هذه الأنظمة تشمل الآن منصات عامة مدمجة في الحياة اليومية.

"عندما يتحدث الناس عن الأمن السيبراني، غالبًا ما يتخيلون شخصًا يخترق خادمًا محميًا بجدار حماية. لكن في أبوظبي، أنظمتنا الحيوية موجودة في الخارج، على الطرق السريعة، والدوارات، وتقاطعات المدينة. الأمن السيبراني يعني حماية الأنظمة الواقعية التي يتعامل معها المواطنون يوميًا".

يعكس هذا التعريف المتوسع للبنية التحتية الحيوية استراتيجية وطنية أوسع نطاقاً تدمج السلامة العامة وتكنولوجيا المدن الذكية والمرونة الرقمية تحت مظلة واحدة.

البناء للمستقبل

وقد ردد هذه الرؤية الأستاذ الدكتور حسام محمد نبيل، خبير التحقيق في الجرائم الإلكترونية في أكاديمية شرطة دبي، والذي ألقى جلسة ختامية في القمة حول أهمية المرونة الوطنية.

وقال: "لم يعد الأمن السيبراني مجرد رد فعل على التهديدات، بل يتعلق ببناء أنظمة مرنة قادرة على التكيف مع التغيير، سواءً كان هجومًا ببرامج الفدية، أو جائحة، أو ظهور الحوسبة الكمومية".

في معرض تأمله للأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، أشار إلى كيف اضطرت الأنظمة الوطنية إلى رقمنة كل شيء بسرعة، من التعليم إلى إنفاذ القانون. وقال إن هذه التجربة كانت اختبار ضغط، وإن كان غير مقصود، ولكنه أساسي، على قدرة البلاد على الصمود.

اضطررنا للانتقال فجأةً إلى منصات مثل زووم لمواصلة التعليم. هذا النوع من التحول الرقمي القسري أظهر لنا مدى عدم استعدادنا، ومدى سرعة تكيفنا تحت الضغط.

وأكد الدكتور نبيل أن التهديدات المستقبلية، بما في ذلك الهجمات التي تولدها الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، ستتطلب التخطيط الاستراتيجي والتنظيم والتعاون القوي بين القطاعين العام والخاص.

قال: "المرونة لا تتحقق بين عشية وضحاها. إنها تنبع من بناء ثقافة أمنية، وتدريب القوى العاملة، وتوفير الأدوات اللازمة قبل وقوع التهديد".

وكما اختتم الدكتور النعيمي حديثه، "الأمن ليس مجرد نظام خلف شاشة، بل هو كل كاميرا، وكل جهاز استشعار، وكل قرار ذكي يحمي الناس، حتى قبل أن يدركوا أنهم معرضون للخطر أحيانًا".

الإمارات العربية المتحدة: الثقة الصفرية والذكاء الاصطناعي والهوية تتصدر أجندة قمة FutureSec 2025 مخاطر الحياة أو الموت: خبراء في دبي يحذرون من أن ارتفاع معدلات سرقة الهوية والتزييف العميق قد يؤدي إلى خسائر في الأرواح

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com