"الثلاثي الأزرق": حارسات أعماق الإمارات ..يغصن بشغف لحماية كنوزنا البحرية

بينما يستكشفن مواقع الغوص في جميع أنحاء الإمارات، تظل خورفكان وجهتهن المفضلة بسبب تنوعها البيولوجي الغني.
"الثلاثي الأزرق": حارسات أعماق الإمارات ..يغصن بشغف لحماية كنوزنا البحرية
تاريخ النشر

3 إماراتيات لسْن مجرد غواصات شغوفات؛ بل هن حارسات متفانيات للبيئة البحرية في الإمارات. تطور حبهن المشترك للمحيط من مجرد هواية إلى نمط حياة عميق، متشابك بعمق مع حياتهن المهنية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية.

وبينما يستعدن للحصول على رخصة الغوص المتقدمة الرابعة في الإنقاذ، تسلط قصتهن الضوء على مزيج فريد من الشغف الشخصي والإشراف البيئي.

"العلم يلتقي بالعاطفة"

مروة المحمود (35 عاماً)، شيخة الحمودي (29 عاماً)، وعائشة الحوسني (35 عاماً)، جميعهن من الشارقة. بدأت رحلتهن إلى عالم تحت الماء معاً حيث تعلمن الغوص في نفس المركز المتخصص. قلن لـ "خليج تايمز": "بدأنا تعلم الغوص في نفس العام، من خلال مركز متخصص، ومنذ ذلك الحين نقوم بمعظم رحلات الغوص معاً."

استفادت الغواصات الثلاث أيضاً من قوة وسائل التواصل الاجتماعي، وأسسن "الثلاثي الأزرق" (the blue trio) لتكريس الوعي البحري. رسالتهن واضحة: "البحر ليس مجرد مكان للغوص... بل عالم يستحق أن يُصغى إليه، ويُحمى، وأن يوصل صوته إلى الجميع."

تستمد السيدات إلهامهن في مساعيهن المائية من مصادر متنوعة. تُرجِع عائشة الحوسني الفضل لوالدها: "الشخص الذي ألهمني أكثر هو والدي. منذ طفولتنا، كان يأخذنا إلى البحر كل أسبوع، ويشاركنا قصصه عن رحلاته وتجربته في الغوص الحر."

عمل عائشة في الحفاظ على البيئة البحرية هو امتداد طبيعي لهذا الشغف المبكر. أضافت: "الغوص، بالنسبة لي، أصبح أكثر من مجرد هواية - إنه جزء من هويتي، استمرار لتلك الذكريات العزيزة التي بدأت على الشاطئ، بجانب والدي."

تعمق شغف مروة المحمود من خلال 13 عامًا من عملها الوثيق مع البيئة البحرية. تطور ارتباطها بالبحر على مر السنين وغير الطريقة التي ترى بها كل شيء تحت السطح.

أكدت مروة: "مشاهدة هشاشة الحياة البحرية حركت شيئًا عميقًا في داخلي. واحدة من أكثر التجارب تأثيرًا بالنسبة لي كانت المشاركة في تكاثر وإطلاق أنواع معينة من الأسماك مرة أخرى في بيئتها الطبيعية. كانت لحظة التقى فيها العلم بالعاطفة، مما أدى إلى شعور لا يوصف بالفخر والانتماء."

قاد شغف شيخة الحمودي في طفولتها بالكائنات البحرية إلى الغوص. أوضحت شيخة: "منذ الغوص الأول شعرت أن كل تجربة تحت الماء كانت درسًا جديدًا."

وجهة عزيزة

بينما يستكشفن مواقع الغوص في جميع أنحاء الإمارات، لا سيما في خورفكان والمناطق الشرقية، وحتى دوليًا، تظل خورفكان وجهتهن المفضلة بسبب تنوعها البيولوجي الغني.

لقد علمتهن تجارب الغوص الترابط العميق بين البشر والمحيط، مؤكدات على الحاجة الملحة للحفاظ عليه. قلن: "علمتنا هذه التجربة أن أبسط فعل، مثل رمي قطعة من البلاستيك أو لمس الشعاب المرجانية الحية، يمكن أن يؤثر سلبًا على الحياة البحرية."

خلال رحلاتهن الأسبوعية، يحرصن على إزالة أي نفايات يصادفنها، وإنقاذ المخلوقات التي تعلق في الشباك أو بين الصخور، وإطلاق سراحها في بيئتها الطبيعية. كما يقلن: "كل رحلة غوص هي فرصة جديدة للتعلم والعطاء."

دعوة لعشاق الطبيعة

تدفع النساء الرائدات الشباب الإماراتي لتعلم الغوص، ليس فقط للاستكشاف والمعرفة ولكن أيضًا لتعزيز الوعي البيئي العميق. أكدن: "نعتقد أن كل من لديه شغف بالطبيعة والبيئة البحرية يستحق أن يخوض هذه المغامرة الفريدة."

إنهن يقررن دعم الإمارات القوي للغوص من خلال المراكز المرخصة والمناطق البحرية المحمية، مما يخلق بيئة آمنة ومثالية للمتحمسين.

كما تنظم بعض الهيئات والمؤسسات الحكومية فعاليات بيئية دورية، مثل حملات تنظيف البيئة البحرية ومبادرات زراعة الشعاب المرجانية، والتي لا تساهم فقط في حماية البيئة ولكن أيضًا تتيح للمشاركين فرصة اكتساب خبرة ميدانية قيمة.

إنهن يشجعن بقوة النساء على الانضمام إلى هذا المجال، معتقدات أن مشاركتهن تثري المبادرات البيئية وتترك تأثيرًا إيجابيًا.

تغلبت هؤلاء الغواصات على تحديات مثل الخوف من المجهول وضعف الرؤية من خلال التدريب المستمر، والممارسة المنتظمة، والالتزام الصارم بنظام الجسم، مما بنى ثقتهن تحت الماء. وأشرن: "الاستمرارية والمثابرة هما المفتاح، ومع مرور الوقت، تصبح التحديات جزءًا من التعلم، وليست عقبة أمامه."

من بين لحظاتهن التي لا تُنسى تحت الماء ملاحظات عميقة لسلوك الحياة البحرية، مثل مشاهدة مواسم تزاوج الأسماك وآليات الدفاع الطبيعية. وقلن: "رؤية هذه التفاصيل عن قرب، بعيدًا عن الكتب والشاشات، كانت تجربة علمية وعاطفية في نفس الوقت."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com