تمارس اللعبة عادة في الملاعب المفتوحة، مع مشاركة المجتمع بشكل نشط في هذه الرياضة.
تمارس اللعبة عادة في الملاعب المفتوحة، مع مشاركة المجتمع بشكل نشط في هذه الرياضة.

التبّه: رياضة إماراتية تقليدية تعود إلى الساحة وتجمع الأجيال

أصبحت لعبة إماراتية معترفًا بها رسمياً كرياضة بفضل التعاون بين الاتحاد الرياضي العام ومجلس شباب العين
تاريخ النشر

أصبحت لعبة إماراتية قديمة تُعرف باسم "التبّه" معترفًا بها رسميًا كرياضة، وذلك بفضل التعاون بين الاتحاد الرياضي العام لدولة الإمارات العربية المتحدة ومجلس شباب العين. حيث يعمل الصغار والكبار في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة على إحياء هذه اللعبة التقليدية التي تحمل روح التراث الإماراتي.

وتشبه لعبة التبه، المعروفة أيضاً باسم المسطأ، لعبة الكريكيت والبيسبول ولكنها تتميز عن غيرها من الألعاب. وتُلعب هذه اللعبة بمضرب خشبي يسمى المسطأ وكرة مطاطية عالية الارتداد، ويشارك فيها فريقان يتألف كل منهما من أربعة إلى ثمانية لاعبين.

وتجري اللعبة على ملعب مثلث الشكل يمتد بين 70 و120 مترًا، حيث يحاول اللاعبون تسجيل النقاط عن طريق ضرب الكرة والجري لمسافات طويلة. تُمنح النقاط بناءً على قدرة الضارب على الوصول إلى القواعد بأمان أو عندما يمسك الفريق المنافس الكرة دون أن تلمس الأرض.

في لعبة التبه، يحق لكل لاعب ثلاث محاولات لضرب الكرة. بعد الضربة الناجحة، يركض الضارب نحو المسافة الثانية ويحاول العودة بأمان إلى الأولى. تُمنح نقطة واحدة إذا نجح الضارب في الوصول إلى المسافة الثانية والعودة إلى الأولى دون أن يتم الإمساك به. تُمنح نقطتان إذا أمسك الفريق المنافس بالكرة قبل أن تلمس الأرض. كما يُكسب الإمساك الناجح دون أن تلمس الكرة الأرض فريق الإمساك نقطتين.

وتبدأ اللعبة بمحاولة الضارب ضرب الكرة التي يرميها الرامي عموديًا. إذا فشل الضارب في ضرب الكرة بعد ثلاث محاولات، يتولى اللاعب التالي المهمة.

شاهد الفيديو أدناه:

كرة من الحجارة والتمر

في الماضي كانت لعبة التبه تُلعب بكرة مصنوعة من الحجارة والتمر ملفوفة في قماش، في حين كان المضرب ـ المسمى بالمسطا ـ مصنوعاً من الخشب. أما اليوم فقد تطورت اللعبة قليلاً مع استخدام الكرات المطاطية الحديثة، لكن جوهر اللعبة وأهميتها الثقافية ظلا على حالهما.

وتتم ممارسة هذه اللعبة عادة في الملاعب المفتوحة، مع مشاركة المجتمع بشكل نشط في هذه الرياضة.

ومن أبرز الشخصيات المسؤولة عن إحياء التبه هو سيف النيادي، المشرف الميداني في أم غافة بالعين، والذي يدير الميدان منذ أكثر من 15 عاماً.

وفي حديثه لصحيفة "خليج تايمز" ، قال النيادي: "بدأنا ممارسة هذه اللعبة عندما كانت قد نسيت تقريباً.

"مع مرور الوقت، اكتسبنا اهتماماً من المجتمع المحلي. وقد انتشرت بعض مقاطع الفيديو، وسأل الناس عن التبة. وفي النهاية، أمر أحد الشيوخ ببناء ملعب به خدمات مخصصة للعبة".

سيف النيادي.
سيف النيادي.

جمع المجتمع معًا

وقال النيادي إن الملعب أصبح الآن ممتلئًا بانتظام باللاعبين والمتفرجين. وأضاف: "ليس الشباب فقط هم من يأتون للعب، بل أيضًا الأجيال الأكبر سنًا التي تأتي للمشاهدة. إنها طريقة لجمع المجتمع معًا".

في الواقع، ستعود رياضة التبة رسمياً إلى الساحة التنافسية قريباً من خلال البطولة الأولى التي ستقام في الفجيرة في وقت لاحق من هذا الشهر. ومن المقرر أن تقام البطولة يومي 22 و23 فبراير، بمشاركة ستة فرق، وستكون مفتوحة أمام المتفرجين الذين يرغبون في تجربة هذا التقليد الإماراتي الفريد عن كثب.

ويأمل سيف أن يساعد نجاح اللعبة في نشر الرياضة في جميع أنحاء الدولة، وضمان بقائها جزءًا من النسيج الثقافي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

شاهد الفيديو أدناه:

احتضنه الإماراتيون

وأضاف النيادي "نأمل أن تنتشر لعبة التبه في مختلف أنحاء الدولة وأن يحتضنها كل الإماراتيين، لقد أحييناها ونحن الآن على استعداد لنموها، اللعبة ممتعة ولها تاريخ طويل في الإمارات وحان الوقت لتحظى بالاهتمام الذي تستحقه".

واستذكر قصة رواها أحد كبار السن في المجتمع، الذي يتذكر مشاركة مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الألعاب خلال زياراته إلى العين في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

"بمزيجها من التقاليد والإثارة، تستعد فرقة الطباح للعودة بقوة:

ومع استمرار نمو شعبيتها، يعود التراث الثقافي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الواجهة من جديد، حيث تعمل الطباعة كتذكير بالماضي بينما تمهد الطريق للمستقبل.

وقال النيادي: «اللعبة ممتعة ومعروفة منذ زمن طويل، وأحييناها ونأمل أن نواصل الترويج لها مثل غيرها من الألعاب الرياضية».

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com