"البصمة الرقمية القاتلة": تحذير إماراتي من مخاطر نشر صور الأطفال عبر الإنترنت

تتضمن سرقة الهوية، وإساءة استخدام تقنية التعرف على الوجه، والكشف عن الموقع، والتهيئة والاستغلال، وفقدان السيطرة
"البصمة الرقمية القاتلة": تحذير إماراتي من مخاطر نشر صور الأطفال عبر الإنترنت
تاريخ النشر

في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، قد يبدو نشر صورة للطفل على الإنترنت وسيلة طبيعية للاحتفال باللحظات السعيدة أو التعبير عن الفخر بالإنجازات الصغيرة. لكن الواقع مختلف تماماً. يمكن استغلال كل صورة أو مقطع فيديو أو تفصيل صغير عن الأطفال لإنشاء هويات مزيفة، وتتبع تحركاتهم في العالم الحقيقي، وحتى للابتزاز أو الاستدراج باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

ما يبدو وكأنه ذكريات عابرة يمكن أن يترك بصمة رقمية دائمة لا يمكن للوالدين السيطرة عليها.

وقالت سارة الكندي، خبيرة الأمن السيبراني لـ "خليج تايمز": "عندما يشارك الآباء صور أطفالهم عبر الإنترنت، غالباً ما يتغاضون عن البصمة الرقمية طويلة الأمد التي يتركونها وراءهم. يمكن نسخ هذه الصور أو تعديلها أو إساءة استخدامها دون موافقة".

تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.

وأضافت: "تشمل المخاطر الرئيسية سرقة الهوية، وسوء استخدام تقنية التعرف على الوجه، والكشف عن الموقع، والاستدراج والاستغلال، وفقدان السيطرة – فبمجرد الرفع، غالباً ما تُخزن الصور بشكل دائم على الخوادم".

ونصحت الكندي الآباء بالتقليل من هذه المخاطر من خلال استخدام خدمات التخزين السحابي الخاص مثل "Google Photos" أو "iCloud"، وإنشاء مجموعات عائلية خاصة على منصات مشفرة مثل "Signal" و "WhatsApp"، ووضع حدود رقمية، والتفكير بعناية قبل النشر: "اسأل نفسك: هل سيشعر طفلي بالارتياح تجاه هذه الصورة عندما يكبر؟"

بيانات الـ 57% من أطفال المنطقة مكشوفة

تدعم دراسة "النمو عبر الإنترنت" الصادرة عن شركة كاسبرسكي الاعتقاد بأن العديد من الآباء يحبون مشاركة صور أطفالهم. فقد وجدت الدراسة أن 48% من الآباء في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا يشاركون صوراً أو مقاطع فيديو لأطفالهم على منصات التواصل الاجتماعي.

وبالمقارنة، يقوم 57% بإدراج معلومات شخصية مثل اسم الطفل (53%)، أو الموقع (33%)، أو قصص حياته (37%). والمثير للقلق هو أن 28% من هؤلاء الآباء يشاركون هذه المعلومات دون أي قيود للخصوصية، مما يجعل الأطفال عرضة للكشف عن هويتهم أو موقعهم أو لحظاتهم الشخصية لغرباء قد يسيئون استخدامها.

دور الذكاء الاصطناعي في الاستغلال

أشارت بريانكا تشاتيرجي، الرئيسة التنفيذية لـ "London College of Cyber Security"، إلى أن الاسم الكامل للطفل وتاريخ ميلاده قد يؤدي إلى سرقة الهوية أو الابتزاز. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يجمع هذه البيانات مع الصور لإنشاء هويات أو حسابات مزيفة. كما أن التفاصيل الروتينية، مثل المدرسة والعنوان وأوقات النقل والتوصيل، يمكن استغلالها في العالم الحقيقي.

وأضافت تشاتيرجي: "تكشف بيانات الصور والفيديو (EXIF/Geotags) عن مواقع وأوقات دقيقة. يجب على الآباء إيقاف تشغيل علامات تحديد الموقع الجغرافي. كما أن التفاصيل العائلية، مثل أسماء الأقارب ومهن الوالدين، تُمكّن من سرقة الهوية. ويمكن للاستنساخ الصوتي/المرئي المُولد بالذكاء الاصطناعي أن يخدع الأطفال ليطيعوا الأوامر".

وكشفت عن الضرر المحتمل الناجم عن مشاركة البيانات: "يمكن استخدام النشاط عبر الإنترنت للأطفال، وعادات الألعاب، والاهتمامات لبناء ملفات نفسية لأغراض التحرش. وقد أفاد المركز الوطني للأطفال المتضررين من العنف (NCMEC) أن مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال المُولّدة بالذكاء الاصطناعي زادت بشكل كبير من 6,835 إلى 440,419 في ستة أشهر".

نصائح لحماية هوية طفلك

أكدت الدكتورة صالحة أفريدي، الأخصائية النفسية السريرية ومؤسسة "Lighthouse Arabia"، أن الآباء يفقدون السيطرة على كيفية استخدام المعلومات بمجرد نشرها عبر الإنترنت.

وقدمت نصائح للآباء:

  • تجنب النشر العلني للصور أو مقاطع الفيديو، أو قم بإزالة أي معلومات تعريفية مثل الموقع والعناوين والزي المدرسي.

  • استخدم التخزين السحابي الخاص أو المجموعات العائلية المغلقة للمشاركة الآمنة.

  • راجع موافقة الأطفال على النشر بانتظام، فقد لا يكون ما وافقوا عليه في سن مبكرة مناسباً لهم لاحقاً.

  • راقب النشاط الرقمي للأطفال وقم بحمايتهم من المحتوى المزيف أو محاولات الاستغلال القائمة على الذكاء الاصطناعي.

  • تصرف بسرعة إذا تم الوصول إلى الرسائل الخاصة أو قوائم الاتصال: قم بتغيير كلمات المرور، وقم بتمكين المصادقة الثنائية، وقم بتنبيه جهات الاتصال، وأبلغ السلطات عن أي خرق إذا لزم الأمر.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com