الاتحاد للطيران تستأنف برنامج تدريب الطيارين المواطنين
أعادت شركة الاتحاد للطيران إطلاق برنامج تدريب الطيارين للمواطنين الإماراتيين بعد انقطاع دام أربع سنوات.
ويهدف البرنامج إلى تأهيل الجيل القادم من الطيارين الإماراتيين، وهو متاح للمرشحين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و28 عاماً ويحملون شهادة الثانوية العامة. الميزة البارزة لهذا البرنامج أنه لا يتطلب أي خبرة سابقة، ما يجعله متاحاً لشريحة أوسع من الشباب الإماراتيين الطموحين.
وقال الكابتن محمد أنواهي، نائب رئيس عمليات الطيران في الاتحاد للطيران، لصحيفة "خليج تايمز": "سيخضع المشاركون لتدريب مكثف يشمل دراسة 14 مادة على مدى 18 شهراً، بما في ذلك التدريب العملي على الطيران في إسبانيا ومحاكاة الطيران في أبوظبي، مما يضمن تأهيلهم التام لأدوارهم المستقبلية".
وأضاف: "لا يقتصر هذا البرنامج على تزويد المتدربين بالمهارات التقنية للطيران، بل يركز أيضاً على غرس الثقة والانضباط اللازمين للعمل في بيئة تتطلب أعلى درجات الدقة والاحتراف. نحن ملتزمون بضمان نجاحهم داخل وخارج قمرة القيادة."
وقالت نادية بستكي، رئيسة شؤون الموظفين والشركات في الاتحاد للطيران، أن هدف الشركة هو تخريج حوالي 60 طياراً سنوياً على مدى الست أو السبع سنوات القادمة.
وأضافت: "البرنامج ليس فقط جزءاً من استراتيجية نمو الشركة التشغيلي، ولكنه أيضاً خطوة مهمة لتعزيز وجود المواطنين الإماراتيين في قطاع الطيران".
وجاء قرار استئناف برنامج تدريب الطيارين بعد تقييم شامل لاحتياجات قطاع الطيران بعد جائحة كوفيد-19، خاصة مع تطور مشهد الطيران بسرعة.
وأكدت بستكي أن سلوك المسافرين قد تغير بشكل ملحوظ، مما دفع إلى توسيع أسطول الشركة وقوتها العاملة لتلبية هذه التغيرات. وأضافت: "لدعم خططنا الطموحة، يتعين علينا ضمان وجود خط ثابت من العمال المهرة في مجال الطيران، بما في ذلك التركيز القوي على المواهب الوطنية".
وعبّر أنواهي عن حماسه لإعادة إطلاق البرنامج، قائلاً: "كانت الاستجابة إيجابية للغاية، حيث أبدى العديد من الشباب الإماراتيين اهتماماً كبيراً بالانضمام، خاصة بعد نجاح أول كابتن لدينا، عائشة، التي ألهمت العديد من النساء لمتابعة مسيرتهن المهنية في مجال الطيران".
وأكد أن الاتحاد للطيران ستوفر جميع الموارد اللازمة لضمان نجاح المرشحين، قائلاً: "نحن ملتزمون بفتح الفرص للجميع، وخاصة النساء، لاستكشاف إمكاناتهن في مجال الطيران."".
الطيران.. تحديات
صُمم برنامج الاتحاد للطيران لتدريب الطيارين ليس فقط لتزويد الطيارين بالمهارات التقنية للطيران، بل أيضاً لإعداد المتدربين للحياة المهنية كطيارين. وأوضح الكابتن محمد أنواهي قائلاً: "نحن نركز أيضاً على فهم العوامل البشرية في برنامجنا لأن ذلك يساعد المتدربين على التأقلم مع أسلوب حياة الطيار المحترف."
وأضاف: "هذه المهنة ليست للجميع، فهي تتطلب المرونة والتكيف، وكذلك الوعي بكيفية تأثير الطيران على العقل والجسد. فرغم أن الطيران مهنة مثيرة لا مثيل لها، إلا أنها تأتي مع تحديات مثل الجداول الزمنية غير المنتظمة والحاجة إلى القدرة على التحمل البدني والعقلي."
بالتزامن مع إعلان استئناف البرنامج، نظمت شركة الاتحاد للطيران حفل تخرج لأولئك الذين تعطلت دراستهم بسبب جائحة كوفيد-19.
ومن بين الخريجين الجدد ليلى السعيدي، التي عبرت عن فخرها وحماسها لإتمام تدريبها قائلة: "التخرج اليوم شعور رائع للغاية. كانت الرحلة طويلة ومليئة بالتحديات، خاصة خلال جائحة كوفيد، ولكن التغلب على تلك الصعوبات جعلني أقوى."
وحثت السعيدي الطيارات الطموحات على عدم التردد قائلة: "إن اتخاذ الخطوة الأولى أمر ضروري. وإحاطة نفسك بأشخاص داعمين يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً. إن النساء يكسرن الحواجز في كل مجال، بما في ذلك الطيران، ولدينا القوة لتحقيق أهدافنا".
وخلال حفل التخرج لعام 2024، أكد الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، "أنطونوالدو نيفيس"، على أهمية دعم الجيل القادم من الطيارين.
وقال "نيفيس": "إن إحدى أهم اللحظات بالنسبة لأي شركة طيران وطنية هي فرصة تنظيم جيل المستقبل من الطيارين. نحن نخلق لكم فرصاً للتفوق، ونثق في دعمكم لهذه الشركة ولمستقبل أبوظبي."
كما أعرب عن فخره بإنجازات الخريجين وتفانيهم، مؤكداً أن مهنة الطيار ليست مجرد وظيفة بل هي التزام كبير يمكن أن يغير حياة الناس.
وأكد "نيفيس" أيضاً على أهمية الاستثمار في المواهب الإماراتية، مشيراً إلى أن كل طيار إماراتي يمثل مساهمة حيوية في التنمية الاقتصادية في أبوظبي ومستقبل قطاع الطيران.