

تستعد الإمارات لاستضافة مزيد من حفلات الزفاف الهندية احتفاءً بالثقافة المشتركة بين البلدين، وفقاً لما صرحت به نورة الكعبي، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية في وزارة الخارجية الإماراتية. وذكرت الكعبي في حديث مع صحيفة "خليج تايمز" على هامش اجتماع المجلس الثقافي الإماراتي-الهندي الثاني في أبوظبي، أن الإمارات تسعى لجعل الدولة وجهة أكثر جذباً لحفلات الزفاف الهندية، ليس فقط كفعاليات كبيرة، بل كاحتفالات ثقافية تنبض بالتقاليد والقيم المشتركة.
وأوضحت أن هناك رغبة واضحة في زيادة عدد حفلات الزفاف الهندية التي تُقام في الإمارات، مع التأكيد على أهمية اختيار سلاسل الفنادق الهندية التي تفهم جيداً أهمية هذه الاحتفالات متعددة الأيام وتفاصيلها المتنوعة.
وأكدت الكعبي أن العناية بهذه التفاصيل الثقافية ضرورية لتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعوب، حيث قالت: "معرفة هذه التفاصيل مهمة لنا لأن المجتمع الهندي يقدرها بقدر ما نقدرها نحن".
وأضافت الوزيرة أن الجانب الإبداعي يمثل عنصراً اقتصادياً هاماً في التعاون الإماراتي-الهندي، مشيرة إلى تزايد الفعاليات الفنية والثقافية مثل الأفلام والرياضية، ومنها مباريات الكريكيت.
وشددت على أن هدف الإمارات يتجاوز جذب المزيد من الزوار، فهو يتعلق ببناء مجتمع يشعر فيه الزوار بالانتماء. وأضافت أن الهنود في الإمارات هم أكبر مجتمع أجنبي، وهذه الظاهرة ليست صدفة، بل تعكس روابط عميقة.
وأشارت إلى التقارب الاجتماعي والعاطفي بين الثقافتين، الذي يجعل الإمارات بيتاً طبيعياً لمثل هذه الاحتفالات التي تشمل مراسم قبل الزواج وأجواء احتفالية كبيرة تجمع الأهل والأصدقاء والعائلة الممتدة. وأوضحت أن القيم العائلية مثل الروابط القوية والاحترام للكبار والاتصال المستمر بالأجداد تشكل جوهر الفهم الثقافي المتبادل.
ورغم اختلاف اللغة، قالت الكعبي إن الإمارات والهند تربطهما تفاصيل ثقافية مشتركة مثل استخدام الحناء، وحتى العملة التي كانت المشتركة في وقت ما، مما يعكس عمق الارتباط التاريخي بين البلدين.
وفي إطار تعزيز الشراكة الثقافية، شهدت الفترة الأخيرة زيارات رفيعة المستوى، وافتتاح معبد بابل الهندوسي في أبوظبي، وتطوير "دار الهند" كمركز ثقافي يعكس الفن والتراث الهندي.
وكجزء من خطة طويلة الأمد، تستكشف الجانبان دعم الشركات الناشئة في مجالات الثقافة، والتعاون التجاري بين المؤسسات، وتشكيل لجان فرعية موضوعية تشرف على مجالات التعاون ذات الأولوية.
وأكدت الكعبي أنهم يريدون من "دار الهند" أن يكون ملتقى للأفكار والتبادل الشبابي والزمالات الفنية والمعارض والأبحاث للاحتفال بالثقافة الهندية والعمل معاً على مشاريع مستقبلية.
وأوضحت أنه من الضروري إشراك الجميع من الجهات الفدرالية والمحلية والمؤسسات الثقافية ليزدهر العمل وتتحقق الأفكار، مؤكدة أن إشراك الشباب والتعاون الفني يشكلان محور رؤية المجلس الثقافي.
وأشارت إلى إمكانية تعاون محتمل بين المناطق الابتكارية في الإمارات والمجتمعات الناشئة في مدن مثل مومباي ونيو دلهي لتعميق التعاون التكنولوجي والإبداعي.
كما طرحت أهمية المهرجانات الثقافية والتبادلات في تعزيز الترابط بين الشعوب، لافتة إلى التعاون في مجالات اليوغا والأدب والفنون، مع تطلع لإقامة مزيد من المعارض والمهرجانات، مع التركيز على الأثر المستدام الذي يشمل التبادلات التي تضم الشباب، والزمالات، والترجمة، وتبادل الأفكار.
تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الأول للمجلس عقد في نيودلهي، تلاه الاجتماع الحالي في أبوظبي، وتوقع الكعبي أن يعقد الاجتماع القادم في الهند، بعد تدشين مشروع "مجمّع التراث البحري" من قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، معربة عن رغبتها في أن يكون للإمارات وجود في هذا المشروع من خلال معرض يعكس عمق العلاقة التاريخية بين البلدين.
وأعلنت الكعبي عن رغبتها في التعاون الوثيق مع فرق الأرشيف في البلدين، مشيرة إلى وجود العديد من المخطوطات والتواريخ الشفوية التي تعكس عمق الصداقة بين الإمارات والهند، وهو ما يرغب الجانبان في تعميم فهمه للعالم.