الإمارات: مشروع مستدام لتحويل المناطق الساحلية إلى زراعية منتجة
تدرس شركة ناشئة مقرها أبوظبي خيارات لتجربة مزارعها العائمة في الإمارات العربية المتحدة. وقال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين إن هذه المزارع يمكن أن "تحول المناطق الساحلية غير المستغلة إلى مناطق زراعية منتجة".
وفي مقابلة مع صحيفة خليج تايمز ، أوضح الدكتور سعيد الحسن الخزرجي، مؤسس "مانهات"، أن النظام الزراعي مصمم للاستفادة من الأسطح المائية المفتوحة لزراعة المحاصيل.
وأضاف أنه "لا توجد مزارع عائمة في الإمارات أو منطقة الخليج حالياً، إلا أن دولاً مثل بنجلاديش نفذت أنظمة زراعية عائمة أظهرت إمكاناتها".
وأضاف الدكتور سعيد: "في بنغلاديش، تعتمد هذه الأنظمة على مواد محلية قابلة للتحلل البيولوجي مثل زهور الزنبق المائية والقش، مع إضافة نباتات سريعة التعفن لإنشاء منصات خصبة للزراعة. وتوفر هياكل الخيزران الاستقرار، مما يتيح استخدامها في المناطق المعرضة للفيضانات".
وتسعى مانهات إلى دمج تقنية تقطير المياه الطبيعية الحاصلة على براءة اختراع في المزارع. وعلى عكس المزارع العائمة التقليدية التي تعتمد على مصادر المياه الخارجية، ستنتج المزارع العائمة في مانهات مياه الري في الموقع باستخدام عملية مستدامة لا تحتاج إلى الكهرباء. وبمحاكاة دورة المياه الطبيعية، تلتقط أجهزة مانهات المياه المتبخرة المفقودة من الأسطح المائية المفتوحة وتكثفها إلى مياه عذبة، مما يضمن نظامًا مكتفيًا ذاتيًا وصديقًا للبيئة. ويقلل هذا الابتكار من الاعتماد على مصادر المياه التقليدية ويقضي على انبعاثات الكربون أثناء إنتاج المياه.
وتسعى شركة التكنولوجيا العميقة الناشئة - والتي أتمت مؤخرًا عامها الخامس - إلى الحصول على الاستثمار والدعم الحكومي لإطلاق مشاريع تجريبية.
وبحسب الدكتور سعيد، فإن التحديين الرئيسيين في تنفيذ المزارع العائمة هما التمويل والموافقة التنظيمية. ولمعالجة هذه التحديات، تخطط الشركة لإطلاق مشروع تجريبي داخلي باستخدام بركة اصطناعية بمياه الصرف الصحي للتحقق من الجدوى الاقتصادية للمفهوم وتأثيره البيئي.
وأشار مؤسس مانهات إلى أن "هذا العرض سيكون بمثابة دليل على المفهوم لجذب أصحاب المصلحة وتبسيط العمليات التنظيمية".
وقد اختبرت الشركة أجهزتها بالتعاون مع موانئ أبوظبي. "وتضمن مشروع آخر وضع أجهزة في بركة اصطناعية داخلية تحتوي على مياه ناتجة عن تحلية المياه. وقد نجحت أجهزتنا في تحويل مياه الصرف الصحي هذه إلى مياه عذبة مناسبة للري بدون كهرباء، مما يدل على عملية خالية من الكربون."
ولم تتوفر أجهزة مانهات تجارياً بعد. وباعتبارها شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا العميقة مع منتج قائم على الأجهزة، فإن تركيزها ينصب على ضمان الفعالية من حيث التكلفة والكفاءة. وقال الدكتور الخزرجي: "هناك تجارب ومشاريع تجريبية متعددة جارية لتحسين التكنولوجيا قبل إطلاقها في السوق".
وشاركت مانهات في العديد من برامج تسريع الأعمال، مثل صندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
ويتمثل الهدف المباشر للشركة الناشئة في إطلاق مشروع تجريبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لإظهار إمكانات تكنولوجيتها.
"وعلاوة على ذلك، تجري الشركة مناقشات مع دول حصلت على براءات اختراع لتكنولوجيتها، بهدف إقامة شراكات والتوسع عالميًا. وتتمثل رؤيتنا في إحداث ثورة في الأمن المائي والغذائي من خلال حلول قابلة للتطوير ومستدامة تعالج التحديات العالمية الملحة."
وحصلت الشركة مؤخرًا على جائزة أفضل الممارسات من جمعية المعارض الدولية اليابانية لعام 2025 من معرض إكسبو 2025 أوساكا، كانساي.
وقال الدكتور الخزرجي: "نحن فخورون للغاية بأن نكون الشركة الناشئة الوحيدة من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تم اختيارها من بين 20 مشروعاً حول العالم للحصول على هذا التقدير".